إلى المعلم و الملهم و الإنسان
عبد الفتاح النعمي | السعودية
حين يكون السمو فطرة، و الوئام غاية لكل عمل؛ هنا تكون القيادة ماتعة و خصبة، و واهبة لكل تآخٍ و مودة و فلاح.. تنحّى اليوم جانباً من أعطته المعالي و المعارف زمام أمرها.. سموٌ لم يدع للبهاء بقايا، وشرفٌ درّ فملأ أقداح الإبداع بطيبات التفاني و رقي الاسلوب.. كم سارع للمجد و العلياء منح عزبمتها و كم كان مخلصاً لإقرأ..
كان موسوماً بتحفيز الإبداع، و بارعاً في تجاوز العقبات، و متألقاً في بث الحماس لجعل التميز عادة و ليس طارئا.. بسلاسةٍ يصعد بنا للقمم، و بطيبةٍ يشتل فينا الهمم، مهما كانت المهام صعابا، كان يجيد تسخيرها ليرسو الفلاح والصلاح و النجاح فوق ضفافها.. كان الملهم الذي لا يعتريه قنوط، و المبدع الذي لا يماريه فتور… ابتسامته تسري فتعم جوانب المعارف و تشفي غليل التسامح.. متفرد يبذر المعالي، و متألق يمطر رفعةً و نقاء.. ببراعةٍ و إتقان ييسر سبل الخير، و يقف في صدر المفاخر، يجعلك مأهولا برغبة التميز؛ كي لا تحيد مدرسة ابن خلدون عن إرثها من التألق والعطاء و التقدم و التفوق، و كي تظل رسالة التعليم أسمى ما يبقى سعودية الحزم دائماً و أبداً فوق هام السحب.
القائد الملهم سليل المفاخر و حادي المعالي أبا أحمد ثمة نضالٍ و انطلاق في كل السنين التي طابت بسعيكم الحثيث للنهوض بالعلوم و المعارف لنظل خير أمةٍ أخرجت للناس، و ثمة إخلاص غرسته في قلب كل من اقتبس من روعتكم مودةً و ألفة..
أبا أحمد كنت معلماً، كنت قائداً، و كنت ملهماً، و ستظل و سنظل نحتفي بهذا الموروث الفاخر و الفاره من التسامح والجلال و الدماثة و الروعة و النبل..، و انت القامة و القيمة التعليمية و التربوية و الإنسانية التي لطالما كانت الملاذ الآمن لكل رفعةٍ و سمو و تآخي.. و ليس للمفاخر بعد هذا مطمع..
دمت بكل الخير أخي الغالي و دامت بك المفاخر.. و طبت و طابت بك المعالي و الطببة و السماحة.. وفقكم الله و رعاكم و نفع بكم و جزاكم عن العلم و المعرفة و الأخوة خير الجزاء..