العلاج المرتكز على الشفقة: الملامح المميزة
تأليف: بول رايموند جيلبرت
عرض وتحليل: د. محمد السعيد أبو حلاوة| أستاذ الصحة النفسية المشارك، كلية التربية، جامعة دمنهور.
أولاً- عنوان الكتاب:
ضمن سلسلة الملامح المميزة للعلاج المعرفي السلوكي” الطبعة الأولى”.
Compassion Focused Therapy: istinctive Features (CBT Distinctive Features) 1st Edition.
ثانيًا- التعريف بمعد الكتاب:
ولد بول رايموند جيلبرت الاختصائي النفسي الكلينيكي في (20 يوليو 1951) وهو مؤسس “العلاج المرتكز على الشفقة”، و “تدريب العقل الشفيق أو الرؤوف والرحيم compassionate mind training “، ومؤلف كتاب “العقل الشفيق أو الرؤوف والرحيم: مدخل جديد في مجابهة تحديات الحياة The Compassionate Mind: A New Approach to Life’s Challenges“، وكتاب “التغلب على الاكتئاب Overcoming Depression “.
ترأس قبل تقاعده وحدة بحوث الصحة النفسية التابعة لمؤسسة ديربيشاير للرعاية الصحية، وظل يعمل أستاذًا بجامعة ديربي، وحصل جيلبرت في عام 2011 على وسام الإمبراطورية البريطانية.
ثالثًا- العلاج المرتكز على الشفقة Compassion Focused Therapy (CFT):
الوصف العام:
يتأسس العلاج المرتكز على الشفقة على ما يعرف بالأفكار التطورية حول وظيفة الدماغ، فقد رأى بول رايموند جيلبرت Paul Raymond Gilbert أن الدماغ البشر دالة للتطور وفقًا لمدخل النشوء والارتقاء وأن أفكارنا وانفعالات ودوافعنا وسلوكياتنا يمكن فهمها وفقًا لما طرأ على طرائق تفكيرنا ومشاعرنا وتصرفاتنا من تطورات مقارنة بأسلافنا.
ويفترض أنصار نموذج المدخل التطوري في وصف وتفسير وظيفة الدماغ في علاقتها بالشفقة أن الكائنات البشرية تمتلك نظامًا ثلاثي الأبعاد للدافعية tripartite motivational system يشار إليه أحيانًا باستخدام مصطلح “نسق الضبط والتنظيم الانفعالي” emotional regulation system بما يتضمنه من أنساق مختلفة يمكن صياغتها تصوريًا “الوجهات الذهنية mindsets أو الأنظمة العقلية”.
وعادة ما يتم توزيع الحالات الذهنية الحياتية للبشر تبعًا لهذا النسق الدافعي في إطار وظيفته التي يحافظ بها الإنسان على حياته ووجوده على قيد الحياة فضلاً عن ارتقائه وتهدئته لذاته وقت الشدائد والخطر إلى ثلاث وضعيات نفسية:
- وضعية ترقب التهديد وتوقعه threat وتوقعه “نظام الوقاية من الخطر”: الأمر الذي يجعلهم في حالة ذهنية تركز على البحث عن الوقاية من المخاطر.
- وضعية التحفز والتحمس الدافعي وفقًا لدلالات مصطلح الحافز drive “نظام التحفيز”، بما يجعلهم منتبهون على الدوام وموجهون نحو الحاجات، والسعي والطموح والمثابرة.
- وضعية التهدئة وبث الطمأنينة soothing “نظام التهدئة” بما تتضمنه من حالة ذهنية تدفع الإنسان باتجاه تقديم وتلقي الرعاية والتواد والتجاوب الوجداني.
ومن أهم الوظائف السوية لما يعرف بنظام التهدئة soothing تهدئة الذات أو طمأنة الذات self-soothing والذي بدونه يكون الأفراد أكثر ميلاً إلى النقد الشديد للذات، والاعتداء على الذات، والشعور بالخزي من الذات.
ويرتبط كل نظام من هذه الأنظمة أو الحالات الذهنية الثلاث بمشاعر ودوافع وسلوكيات وتكوين عصبي وتكوين كيميائي عصبي خاص ومختلف.
ويفترض أنصار العلاج النفسي المرتكز على “الشفقة”، أو القائم على الشفقة أن الأداء النفسي الوظيفي السوي يستلزم الاستخدام التكيفي لهذه الأنظمة الثلاثة بدرجات مناسبة، ويرون أن الاعتلال النفسي أو الأداء النفسي المختل وظيفيًا دالة لعدم المرونة أو للمبالغة في توجه الفرد لاستخدام نظام منها على حساب النظامين الآخرين.
ويشير أنصار العلاج النفسي المرتكز على الشفقة أن “اختلال نظام التهدئة” على وجه التحديد عادة ما يكون دالة للتعرض للصدمات والإهمال أو عدم توافر الفرص لتعلم استراتيجيات تهدئة وطمأنة الذات والآخرين.
وعلى ذلك يستخدم أنصار العلاج القائم على الشفقة “النموذج الدافعي ثلاثي الأبعاد tripartite motivational model” كنقطة تأسيس في رسم ملامح التدخل العلاجي وتشجيع العملاء في تطوير “ذهنيًا شفقيًا أو رؤوفًا compassionate mindset” في الحياة.
ويفيد أنصار العلاج المرتكز على الشفقة بحتمية إدراك ووعي الكلينيكيون بالتكوين العصبي والعصبي الكيميائي لهذه النظم الثلاثة مع ضرورة إدراك وتدبر ما هو معروف عن استجابات الدماغ البشري للتهديد، المكافأة، والتواد.
رابعًا- تمهيد الكتاب: بقلم بول ريموند جيلبرت:
وفيما يلي تناول موجز للتصورات التأسيسية للعلاج المرتكز على الشفقة “الرحمة”:
- العقل الناشئ والعلاج المرتكز على الشفقة The evolved mind and Compassion Focused Therapy:
قدم بوذا والفلاسفة الإغريق الأول تصويرًا دراماتيكيًا لعقول البشر مفاده أن “عقولنا فضاءً تفاعليًا للفوضى والحيرة والارتباك والصراع، وأن عقولنا تحتلها وتسيطر عليها الانفعالات القوية دون قدرة على ضبطها وتنظيمها وحسن إدارتها؛ الأمر الذي يلقي بنا في آتون عديد من الاضطرابات النفسية مثل: القلق، الاكتئاب، البارانويا، والعدوان، والأمر الذي لم يكن يعرفه هؤلاء الفلاسفة هو “لماذا نحن على هذا النحو؟”.
وأتت أوائل الإجابات عن هذا السؤال مع نشر تشارلز داروين Darwin لكتابه “أصل الأنواع Origin of Species” سنة 1859 والذي كشف فيه عن أن “عقولنا”، و “أدمغتنا” دالة ووفقًا لنظرية النشوء والارتقاء لعملية “الانتخاب أو الاختيار الطبيعي natural selection”، وأشار فيه إلى أن “الكائنات الحية يطرأ عليها تغيرات بطيئة خلال رحلة تكيفها للبيئات المتغيرة وهي البيئات التي تتضمن في متنها تحديات عادة ما تكون في صالح بعض التغيرات أو التباينات الفردية داخل جماعة معينة على حساب جماعات أخرى.
وعلى ذلك فإن “النشوء والتطور” غير قابل للارتداد إلى نقطة الأساس التي بدأ منها بل عادة ما يتأسس على التصميمات السابقة، ويعد هذا الأمر هو السبب في لماذا كل الحيوانات لها نفس الأطراف الأربعة الأساسية، والجهاز الوعائي الدوري، الجهاز الهضمي، وبقية الأعضاء، …الخ.
ولما كانت للأدمغة نفس الوظائف الأساسية فإنها تتضمن خصائص مشتركة بين كل الأنواع، ولهذا التصور تطبيقات بالغة الأهمية لفهم كيف أن عقولنا صممت وأضحت بالطريقة التي هي عليها (Buss, 2003, 2009; Gilbert, 1989, 2002, 2009a; Panksepp, 1998).
وكان لتصورات واستبصارات تشارلز داروين افتقنا معها أم اختلفنا تأثيرًا جوهريًا على علم النفس والعلاج النفسي (Ellenberger, 1970)؛ فقد أدرك سيجموند فرويد (1856 – 1939) على سبيل المثال أن “العقل” يحتوي على عديد من الغرائز والدوافع الأساسية مثل: الجنس، العنف، والقوة والتي يجب ضبطها وتنظيمها بطرائق عديدة لكي نجعل هذه الغرائز الدالة على نوازعنا وهوانا واندفاعاتنا التدميرية وشهواتنا تحت السيطرة الأمر الذي يتحقق عبر حيل الدفاع النفسي التي وصفها فرويد مثل: الإنكار، الإسقاط، التفكيك، والإعلاء.
وميز سيجموند فرويد بين نمطين من التفكير:
- التفكير الأولي primary thinking: ويتعلق بما سماه “تفكير الأنا” أو التفكير القائم على الأنا id thinking والذي توجهه “الرغبات الفطرية”.
- التفكير الثانوي secondary thinking: وهو التفكير المرتكز على الأنا ego-based thinking والتفكير القائم على الواقع reality-based thinking.
وبين سيجموند فرويد في نموذجه للعقل “للنفس” ما سماه “الصراع الكامن في بنية النفس” بين الرغبات والضبط، وهو صراع مجهد ومربك للأنا ويستنفذ قواها وطاقتها فضلاً عن كونه مصدر “الاضطراب النفسي Mental Disorder” أو بلغة فرويد “العُصاب Neurosis”.
ويتمثل دور المعالج النفسي وفقًا للنهج الفرويدي في تمكين العميل من إدراك هذه الصراعات والوعي بها بآليات استحضارها إلى حيز الشعور، ومساعدة العميل في التعامل الواعي معها.
ويوجد في الوقت الحالي عديد من الشواهد التي تفيد بأن “الدماغ” يتضمن أنظمة مختلفة ترتبط بصورة مباشرة بما يعرف بانفعالاتنا ودوافعنا (implicit vs. explicit; Quirin, Kazen, & Kuhl, 2009) تقع في نظم دماغنا القديم مثل: الجهاز الليمبي limbic system (MacLean, 1985)، بما له من قدرة على تنظيم الدوافع والانفعالات عبر تنشيط القشرة المخية الأمامية frontal cortex (Panksepp, 1998).
ويعد تضرر أو تلف هذه المناطق في الدماغ مع الاندفاعية والعدوانية غالبًا ما يكمن وراء معظم الأعراض المرضية، وأظهرت نتائج عديد من الدراسات وفق النهج الفرويدي أن استخدام ما يعرف بالمعالجة القائمة على التمويه أن للعمليات اللاشعورية تأثيرًا أساسيًا على الانفعالات والسلوك؛ وبالتالي فإن نقطة البداية في التدخل استحضار محتوى اللاشعور إلى حيز الشعور ليتمكن العميل من الوعي بذكرياته وخبراته المؤلمة الماضية وتفهم وضعه النفسي الحالي في إطارها على اعتبار أن “الشعور أو الوعي الشعوري” آخر مرحلة في معالجة المعلومات(Baldwin, 2005; Hassin, etal., 2005).
من جانب آخر نعرف أيضًا أن “العقل” مفعم بالانفعالات والدوافع المتصارعة أو المتعارضة، والتي يمكن فهمها في سياق الشواهد العلمية الحالية التي وضحت طبيعة حيل الدفاع النفسي مثل: الكبت، الإسقاط، والتفكيك، وكيف تؤثر على: الأداء النفسي الوظيفي، تكوينات الذات، والارتباط الاجتماعي، والعلاج النفسي (Miranda & Andersen, 2007).
- الأنماط أو الطرز الأولية، الدوافع، والمعاني Archetypes, motives and meanings:
لا يوافق إلا عديد قليل من المتخصصين في علم النفس على مقولة والتي مفادها أن “الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء tabula rasa ” وقد أراد من خلالها الاعتراض على العقلانيين القائلين بتوفر العقل على أفكار فطرية، مبينا أن العقل لا يتوفر على شيء، وأن مصدر أفكاره ومبادئه وقواعده التجربة فقط، وبذلك يؤسس للفلسفة الحسية التجريبية Empiricism ، ومذهب لوك تجريبي لا لأنه يرفض العقل، إذ هو يضع للعقل مكاناً مركزياً في المعرفة، بل لأنه يقيد العقل بالتجربة، وذلك عكس فلاسفة التيار العقلاني Rationalism: ديكارت ولايبنتز وسبينوزا، الذي تحرر العقل عندهم من أي تجربة ووصل إلى المثالية Idealism.
والأمر السائد بين علماء النفس اليوم يروج لفكرة أن ” الطفل البشري يأتي إلى العالم مستعدًا ليصبح ممثلًا حيويًا لأنواعه أي للجنس البشري (Knox, 2003; Schore, 1994). وإذا سارت أموره الحياتية في مسارها الصحيح يتعلم الطفل تكون ارتباطات مع من يتولون شئون رعايته، يكتسب لغة، تتطور كفاءاته المعرفية، يكون علاقات مع أقرانه، …الخ، بما يعني أنه يوجد جوانب فطرية لدوافعنا وصناعتنا لمعنى الحياة.
وما تقدم لا يعد فكرة جديدة في عالمنا المعاصر بل تعزى إلى أفلاطون وفلسفة إيمانويل كانط، ويعد كارل يونج Carl Jung (1875- 1961) أول من أشار إلى أن رحلة الإنسان في الأرض ما هي إلى اجتهادات ومحاولات مضنية لاستثمار وتهذيب الطبيعة الفطرية لقدراته الإنسانية لتكوين أنماط مختلفة من “المعنى types of meaning “، وأطلق كارل يونج على “النظم الفطرية الموجهة لنا our innate guiding systems” على سبيل المثال: السعي إلى وتكوين ارتباطات وعلاقات مع الآباء ومقدمي الرعاية، الانتماء إلى الجماعات، السعي للمكانة، والبحث عن والارتباط بالشركاء والأزواج اسم “الطرز أو الأنماط الأولية archetypes”.
وأشار كارل يونج أن لهذه الطرز أو الأنماط الأولية تأثيرات جوهرية على مسار النمو النفسي للإنسان مثل: السعي لطلب الرعاية، العضوية في الجماعات الاجتماعية، البحث عن الزوج/الزوجة، الأبوة والأمومة، والوصول إلى النهاية بالموت (Stevens, 1999).
وعلى ذلك افترض كارل يونج أن “البشر” كائنات متطورة تتأثر بفكرة النشوء والارتقاء ترث استعدادات مسبقة للتفكير والمشاعر والأفعال، وبين أن هذه الاستعدادات توجد بصورة مدمجة فيما سماه اللاشعور الجمعي collective unconscious وتعمل بمثابة الموجه لتفكيرنا وانفعالنا وسلوكنا.
ولاحظ كارل يونج أن بإمكاننا ملاحظة هذه الأمور في الحياة: الرعاية المتبادلة بين الآباء ـ الأطفال، الولاءات والخيانات الأسرية والجماعية، البحث عن الرومانسية والحب، البحث عن المكانة والوضع الاجتماعي، التضحية بالذات، …الخ في كل الثقافات، الأدب والقصص الضاربة في عمق التاريخ من آلاف السنوات.
من جانب آخر رأى كارل يونج أن هذه الموضوعات وما يوجهها من طرز وأنماط أولية تلعب دورًا مثبتًا في مشكلات الصحية النفسية لكونها جزءً من الطبيعة البشرية ولكونها طرازًا أو نمطًا يتم توارثه عبر الأجيال .
وأفاد كارل يونج أن “نضج النمط ووظائفه وامتزاجه بأنماط أو طرز أولية أخرى يتأثر بشخصيتنا أي تكويننا الجيني الوراثي وفي نفس الوقت بخبراتنا الحياتية، على سبيل المثال رغم أننا جميعًا نمتلك طرازًا أو نمطًا أوليًا يلهمنا ويرشدنا نحو الحب والراحة عندما نكون بين ذراعي أمهاتنا ونحن أطفال وإذا حرمنا من مثل هذه العلاقة في سياق طفولتنا المبكرة جدًا أو كانت علاقة مختلفة، يتكون لدينا ما يسميه يونج “طراز أو نمط أم متقزم ومشوه stunted mother archetype”، وأشار ستفينز Stevens (1999) إلى هذا الأمر بأنه تجسيد نموذج أو طرازًا أوليًا تم إحباطه، الأمر الذي يحيل حياة الشخص وهو في مرحلة الرشد يقضي معظم حياته في بحث عن صورة وسلطة الأم أو الأب بالارتباط بشخص يوفر له الحب والحماية التي افتقدها من آبائه، أو نتوجه نحو التنكر التام لحاجتنا للرعاية والحب تمامًا ونتجنب أي رعاية وثيقة من أو للآخرين.
ودرس المتخصصون في علم النفس الاجتماعي العلاقات التفاعلية المبكرة وما أطلق عليه مسمى “سلوك التعلق attachment behaviour”، وخلصوا إلى أن الأطفال وأيضًا الراشدون قد يتصرفون بطرائق مختلفة على النحو التالي:
- الانفتاح على الآخرين بحب ورغبة في تقديم وتلقي الرعاية والاهتمام.
- الحذر والخوف من فقد الحب والحاجة الملحة والتامة إلى ما يعرف بإعادة الطمأنة.
- تجنب العلاقات الودية المقربة بسبب الرعب أو الخوف الشديد.
- ازدراء الآخرين واحتقارهم والنفور والاستياء منهم ورفض الاقتراب منهم (Mikulincer & Shaver, 2007).
وأفاد كارل يونغ أيضًا أنه لما كانت طرزنا أو أنماطنا الداخلية مصممة على أداء أشياء مختلفة والسعي لتحقيق أهداف مختلفة يمكن أن يحدث بينها تناقضًا وصراعًا الأمر الذي غالبًا يكون سبب مشكلات الصحة النفسية.
وتبعًا لذلك رأى كارل يونغ ما يلي:
- الصحة النفسية دالة للطريقة التي تنضج وتتطور وترتقي وتندمج بها الطرز أو الأنماط الأولية معًا في تناغم واتساق.
- الاعتلال النفسي “المرض أو الاضطراب النفسي” أو بلغة كارل يونغ “مشكلات الصحة النفسية” دالة لإحباط تطور الأنماط أو الطرز الأولية أو للتناقض والتعارض والصراع فيما بينها.
- العقليات الاجتماعية Social mentalities:
وفق باول رايموند جيلبرت Gilbert (1989، 1995، 2005 ب، 2009 أ) بين نظرية “الطرز الأولية archetype theory ” لكارل يونغ وعلم النفس التطوري الاجتماعي النمائي الحديث evolutionary, social and developmental psychology ورأى أن البشر يمتلكون عددًا مما سماه “العقليات الاجتماعية”، التي تمكنهم من البحث وتكوين أنماط علاقة معينة مثل: جنسية، عشائرية، سيطرة/خضوع، تلقي الرعاية/تقديم الرعاية، والفكرة المركزية هي “السعي” في الحياة تأثرًا بأهداف ودوافع بيولوجية اجتماعية ذات أصل مرتبط بالنشوء والتطور في طابعها العام مثل: البحث عن شركاء الحياة وتكوين روابط جنسية، الاعتناء بالنسل والذرية، تكوين الأصدقاء، التحالفات، تطوير شعور بالانتماء للجماعات، الالتزام بالدور في جماعة الانتماء، والتنافس من أجل المكانة ويرتبط هذا السعي بما يعرف برمجة الدماغ بأنماط مختلفة وبطرائق متنوعة.
ويقصد بالعقلية الاجتماعية social mentality”تنظيم الكفاءات والوحدات النفسية المتنوعة مثل: الانتباه، طرائق التفكير، وميول الفعل وفق توجيه من دوافع معينة لتأمين أنماط محددة من العلاقات الاجتماعية”، وتنقسم العقلية الاجتماعية وفقًا لطبيعتها ووجهتها إلى نمطين أساسيين:
- عقلية تقديم الرعاية والود “السعي للرعاية والاهتمام والود” Care Seeking Mentality: وعندما تسيطر علينا “عقليات تقديم الرعاية والود care-giving mentalities” نركز انتباهنا على مظاهر كدر ومتاعب الآخرين وحاجاتهم مبدين الاهتمام بهم والعمل على توفير كل ما يلبي أو يشبع حاجاتهم ويحقق لهم الراحة ونندمج في سلوكيات فعلية معهم لطمأنتهم وتحقيق تعافيهم ورفاهيتهم. ويمكن أن ترتبط هذه العقليات في السياق البشري ب “هوية الذات self-identity” كما يعبر عنها على سبيل المثال يقول شخص “أحب أن أكون شخصًا لطيفًا وراعيًا للآخرين ومهتمًا بهم”، وفي “عقلية السعي للرعاية care-seeking mentality” نبحث عن المخرجات من الآخرين الذين سنخفف عنهم معاناتهم ونزيل عنهم ضيقهم ومظاهر تعاستهم ونساعدهم على التطور والارتقاء. ومع التدثر بعقلية السعي للرعاية أيضًا ندير انتبهنا إلى من نتصور أنهم أشخاص مساعدون ومبدون لروح الود والرعاية والاهتمام ونبدى أمامهم بصورة مريحة مشاعرنا وحاجاتنا ونوجه سلوكنا للاقتراب منهم والتفاعل معهم خاصة وأننا نتوقع أن يقدموا لنا ما نعتقد أننا في حاجة إليه. وتأسيسًا على مثل هذه العقلية أي عقلية التوجه للسعي للرعاية Care – Seeking – Mentality تقديمًا وتلقيًا نشعر عادة بالارتياح وحسن الحال عند نجاحنا في الإعراب عنها وتلقيها بود وتقبل وتفهم وتراحم، ونشعر بالغضب والضيق والانزعاج وربما الاكتئاب حال عجزنا عن الإنفاذ السلوكي لمشتملات هذه العقلية في الحياة، وربما أيضًا نشعر أن الآخرين الذين يخفقون في تقديم الرعاية التي نحتاجها منهم خيبوا ظننا فيهم وبالتالي نسقط عليهم أحاكمًا تقييمية سلبية.
- عقلية السعي للتنافسية competitiveness – Seeking – Mentality: على العكس مما تقدم يأتي ما يمكن تسميته “عقلية السعي للتنافس مع الآخرين competitiveness – Seeking – Mentality ” كتوجه ذهني في الحياة نميل بموجبه إلى مقارنة أنفسنا اجتماعيًا على الدوام بالآخرين وفقًا لثنائية مكامن القوة ـ بواطن الضعف strengths – weaknesses ، وهي ذهنية إما أن تفضي بنا إلى الاجتهاد والمثابرة أو إلى اليأس والعجز والتوقف عن الاجتهاد، كما يدفعنا هذا التوجه الذهني في نفس الوقت إلى الإعلاء من وسع ونطاق وعمق مشاعر الكره والأفعال العدائية تجاه الآخرين، ونخمد أية بوادر لمشاعر التعاطف معهم حال مرورهم بضائقة أو تعرضهم لمكروه.
ويرتبط بعقلية التنافسية البغيضة في الحياة تتمركز أفكارنا حول أنفسنا وفقًا لعقدة أو مركب “النقص ـ التفوق أو التميز Inferior – superior أو ناقص في مقابل متميز وفائق”، و”مركب “الفوز ـ الخسارة winner-loser أو فائز في مقابل خاسر”، فإذا ظفرنا وفزنا على الآخرين تنتابنا مشاعر جيدة، وقد ندخل في دوامة الاكتئاب البسيط إذا خسرنا أو شعرنا بالدونية والنقص مقارنة بالآخرين (Gilbert, 1984, 1992, 2007a). وارتباطًا “بهوية الذات self-identity”، يمكن أن تصبح “ذهنية التراتبية الاجتماعية a social rank mentality” حاجة أساسية يسعى إليها الشخص الفردي لتعكس رغبته في أن يكون أعلى في التراتبية الاجتماعية من الآخرين بحثًا عن مكانة أعلى عليا تميزه عن الآخرين، وفي حالة إخفاقه في ذلك لنقص قدراته ومهاراته ربما تنتابه مشاعر الكآبة والرثاء للذات.
ويوجد على أية حال أنماطًَا مختلفة لدافعية الإنجاز achievement motivation تتعلق في الغالب بموقنا من الذات وموقفنا من الآخرين ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
- يوجد بعض البشر يجتاح تكوينهم النفسي غلاً وحقًدًا وحسدًا وانزعاجًا عندما يرون الآخرين مزدهرون وناجحون.
- يوجد بعض البشر يجتاح تكوينهم النفسي الارتياح وربما الحبور والسعادة عندما يرون الآخرين مخفقون متعثرون.
ويعكس هذا الموقف ما يعرف بعقلية التنافسية البغيضة والخبيثة
Malignant Mentality التي ربما يبحر بها البعض في الحياة، وهي عقلية تتناقض بكل تأكيد مع مسارات عقلية الرعاية والتواد caring mentality، ومرة ثانية عندما نكون مبحرون في الحياة بارتداء عقلية بناء التحالف التعاوني الودي مع الآخرين نركز انتباهنا وجهدنا على التحرك باتجاه الآخرين والارتباط بمن يشبهوننا الأمر الذي يزيد من احتمالات التعاون والمساندة والاندفاع سويًا باتجاه تحقيق أهدافًا مشتركة كأننا نعزف في فريق أوركسترا أو نعمل بروح الفريق.
ويرتبط هذا الأمر بنشأة وتطور رغبتنا العميقة في المشاركة، إذ نشعر بحسن الحال عند الارتباط بالآخرين، ونشعر بسوء الحال عندما نتعرض للرفض أو التهميش من قبل الآخرين، أو قد نشعر بأن الناس مخادعون ومضللون بطريقة أو بأخرى.
ويتوقف هذا الأمر على ما يصح تمسيه مركب التناقض بين “أعيش مع الآخرين في حالة من الارتباط بهم وفقًا لعقلية فلنحيا معًا فلنرتقي معًا فلنسعد معًا Getting along” مقابل “أعيش قبل ومتقدمًا عن الآخرين getting ahead كتجسيد لعقد التفوق والتميز والاستعلاء على الآخرين” (Wolfe, Lennox, & Cutler, 1986).
وأظهرت نتائج دراسة لانزيتا وإنجلز Lanzetta and Englis (1989) أن استعداد الناس للتوجه نحو العلاقات التعاونية أو العلاقات التنافسية يرتب اختلافات دالة في: توصيل الجلد، ضربات القلب، مخطط كهربائية العضل، وأن “التعاون” يزيد من التعاطف والتجاوب الوجداني والسلوكي الإيجابي، في حين يفضي التنافس الخبيث إلى ما يعرف بنقيض التعاطف أو توليد حالات العدائية والكراهية وعدم الشعور بمتاعب وآلام الآخرين.
وتأسيس على ما سبق يمكن القول أن “العقليات الاجتماعية” المختلفة التي أشير إليها يمكن أن تنظم العمليات النفسية والفسيولوجية بطرائق مختلفة أي تشعل أو تنشط بعض الجوانب مثل: الرعاية، التعاطف، أو العنف، أو تطفي عمليات نفسية وفسيولوجية أخرى.
ويرتكز العلاج القائم على الشفقة بصورته الأساسية على المقارنة بين “عقليات التنافسية” في مقابل “عقليات الرعاية”، وينظر في العلاج القائم على الشفقة وفقًا لهذا التصور إلى عقولنا على أنها منظمة وموجهة دافعيًا نحو المثابرة والسعي لتحقيق أهداف مختلفة وتكوين عقليات أو ذهنيات مختلفة تبعًا للهدف أو الأهداف البيولوجية الاجتماعية التي نسعي لتحقيقها.
ويبدو واضحًا وجود تداخلاً بين العقليات فقد يكون بعضها يدركه الفرد بصورة شعورية في حين يغيب البعض منها عن حيز شعور الفرد، وقد يكون لبعضها طابعًا تعويضيًا ففي بعض الحالات يكون التنافس من أجل المكانة السبب الرغبة في الحصول على التواد والاحترام، وعادة ما يتم التبديل بين هذه العقليات.
ورأى باول رايموند جيلبرت أن هذا القدرة على التبديل بينها علامة من علامات الصحة النفسية (Gilbert, 1989)، على سبيل المثال قد يتبنى شخص ما يعرف بذهنية التنافسية في قطاع الأعمال أو وظائف التسويق ورغم ذلك نجده والده ذو توجه ذهني قائم على الرعاية والحب والتواد في بيته ومع أهله، بل قد يكون لديه توجه تنفسي مع أطفاله في إبداء الحب والرعاية لزوجته وشريكة حياته في نفس الوقت.
وما يجدر الإشارة إليه أنّ الأفراد الذين يسجنون أنفسهم في توجه ذهني واحد في الحياة كأن يكون توجهًا تنافسيًا أو توجهًا إذعانيًا competitive or submissive Mentality طوال الوقت يعانون من بصورة واضحة من متاعب ومشكلات جوهرية فيما يتعلق بتقديم أو تلقي الرعاية والاهتمام ويمكن أن تفوتهم عديد من مزايا الحياة بطرائق عديدة.
علي سبيل المثال:
- يجد مرضى البارانويا Paranoid patients أن تلقي الرعاية والاهتمام من الآخرين أمرًا يحمل تهديدًا لهم ويعزى هذا الإدراك إلى أنهم لا يثقون على الإطلاق في أي إنسان بل يتصورن أن لكل الناس تتآمر ضدهم وتضمر لهم سوءً بل ويخططون لإيذائهم، وتعرف هذه الخاصية باسم Mistrust.
- يصعب بصورة مطلقة في واقع الأمر على السيكوباتيين Psychopaths تقديم أو تلقي الاهتمام والتواد الوجداني إلى ومن الآخرين؛ نظرًا لما يموج داخل تكوينهم النفسي من توجه عقلي تنافسي بغيض قائم على العدائية والرغبة في الإيذاء بل والاستمتاع بذلك الإيذاء.
وبناء على ما تقدم يرى بعض المتخصصون أن “أدمغة البشر” مبرمجة تكوينًا خلال رحلة النشوء والارتقاء على أداء استراتيجيات اجتماعية، وأدوار اجتماعية، وعلاقات اجتماعية معينة، ولأداء هذه السلوكيات تنشط أو تخمد مناطق وجوانب معينة في عقولنا والتي تتمحور خلال رحلة الحياة في عقليات أو توجهات عقلية معينة mentality فعلى سبيل الماثل إذا سيطرت علينا ما يطلق عليه “العقلية العشائرية tribal mentality ” ورأينا الجمعات الأخرى كأعداء فإن توجهنا نحو التعاطف وتقديم الرعاية لمن يعانون من خارج نطاق عشيرتنا يحدث له انطفاء، الأمر الذي يمكن معه أن نتصرف بعدائية وعدوان تجاههم بلا رحمة وبلا شعور بأي ذنب نتيجة الضرر الذي نسببه لهم.
ويوجد في العلاج النفسي حالات شديدة التعقيد نحاول فيها الحفر في التكوين النفسي لمن يعانون منها من أجل اكتشاف عقلياتهم وتوجهاتهم الذهنية وفي نفس الوقت نحاول تنشيط وتنمية عقليات أو توجهات ذهنية أخرى في تكوينهم، وربما يقارب بيك وفريمان وديفيز (2003) Beck, Freeman and Davis عديد من حالات الاضطرابات النفسية من ذلك منظور مشابه لمنظور التطور أو “النشوء والارتقاء”، وعلى ذلك يمكن الإشارة إلى أنّ الطريقة التي تتطور وتنضج وتمتزج وتنشط بها “العقليات الاجتماعية social mentalities ” ترتبط بالتكوين الجيني والسياق والخلفية التاريخية والسياق البيئي الحال والمطالب الاجتماعية الآنية.
وتأسيسًا على هذا الطرح من المهم جدًا فيما يتعلق بوصف وفهم وتفسير ماهية وديناميات تأثير العلاج النفسي المرتكز على الشفقة CFT يجب الأخذ بما يعرف بالرؤية التفاعلية والتعويضية للطريقة التي ينظم بها العقل.
على سبيل المثال، يتعلم الأطفال ضحايا التعرض لسوء المعاملة والإهمال أن التعويل على طلب الرعاية والمساعدة من قبل الآخرين وصولاً لتهدئة الذات وطمأنتها أمرًا غير مفيدًا بل قد ربما يكون التعويل على الآخرين في هذا الحالة يمثل تهديدًا بل وخطرًا.
من جانب آخر فإن الأمر الأكثر ملاحظة لدى مثل هذه النوعية من الأطفال أنهم يركزون انتباههم بصورة حصيرة على القوة والضرر المحتمل والخزي ومشاعر العار من مرتكبي سوء المعاملة ضدهم، ومن هنا تتطور لدى ضحايا سوء المعاملة عقلية التركيز على الخطر threat-focused mentality، وعقلية التراتبية الاجتماعية social rank mentality ويمثلان معًا ما يعرف “بالنظام التنافسي competitive system” والذي يوجههم نحو التنبه الشديد لعلامات العدوان/النبذ.
وبين لوتي Liotti (2000، 2002، 2003) كيف أن الأطفال يكتسبون ما يعرف ب “سلوك التعلق المختل وظيفيًا وغير الآمن” عندما يكون مقدمو الرعاية لهم مثل الآباء مصدر “السلامة والتأمين”، وفي نفس الوقت مصدر “التهديد والخطر”، وعادة ما يتكون لدى مثل هذه النوعية من الأطفال ما يعرف بالاختلال في “تماسك أو اتساق العقلية الاجتماعية social mentality coherence”، فتراهم في حالة من التوهان النفسي والارتباك والحيرة السلوكية ما بين: الخضوع والإذعان وسحب العدائية من جانب، والسعي للاقتراب من جانب آخر، وهو أمر مجهد نفسيًا لهم وغالبًا ما يعبر عنه بمفارقة “الابتعاد ـ الاقتراب Distancing – Closeness Paradox ” أو بلغة أكثر إحكامًا “مفارقة الإحجام ـ الإقدام Avoidance – Approach Paradox حال التعامل مع الآخرين.
ويرتكز العلاج القائم على الشفقة أيضًا على رؤية تفاعلية interactional view إلى حد أن العمل مع “عقلية اجتماعية one social mentality” واحدة مثل استثارة الرعاية وتوليدها، أو “تقديم الرعاية” عبر الشفقة، يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على بنية وتنظيم “العقليات الاجتماعية social mentalities” الأخرى” (Gilbert, 1989).
وما يجدر التنويه إليه أن هذا التصور ليس جديدًا، فقد أشير في الفكر القديم للبوذية إلى أن “الشفقة compassion” تحول وتعيد تنظيم العقل، ورأى كارل يونغ في إلحاحه على مفهوم “التفرد individuation” وليس “التميز أو الفرادة Uniqueness ” باعتباره عملية تنظيم وإعادة تنظيم لإمكانات الأنماط أو الطرز الأولية.
وعلى ذلك فنقطة الأساس في فهم “العلاج المرتكز على الشفقة” أن “الدماغ” عضو نامٍ ومتطورٍ صمم للأداء الوظيفي بطرائق معينة ويغير من أنماطه في السياقات المختلفة وفي مساراته وسعيه لتحقيق الأهداف.
فالإنسان بما يسيطر عليه من توجهات عقلية في الحياة ومن حيث طبيعة تكوين عقله سعى متواصل لتحقيق نواتج حياتية معينة مثل: العلاقات الودية القائمة على الانتماء والتقبل والانفتاح على عقول الآخرين، والاستجابة لتداعيات مثل هذه العقلية ربما بدفاعية أو بمزيد من التقبل، وعادة ما يحدث التشوه أو الانحرافات النمائية في عقليات البشر تبعًا لردود الأفعال من قبل الآخرين.
ويرتكز العلاج النفسي القائم على الشفقة بصفة عامة على تقليد نظري مفاده فهم عقول البشر بوصفها نظامًا ناشئَ متطور ويتعلق بصفة أساسية بأهداف وحاجات بيولوجية اجتماعية أساسية تتمثل: التواد والحب والرعاية والحماية والانتماء وعديد من الكفاءات الإنسانية بالغة الرقة مثل: التصور العقلي القائم على الاستدخال mentalizing، نظرية العقل، التعاطف، قدرات التخليل والشغف والهوى.
خامسًا- قائمة محتويات الكتاب:
- تمهيد وشكر.
- القسم الأول: النظرية – فهم النموذج:
- بعض الأساسيات.
- رحلة شخصية.
- العقل الناشئ المتطور والعلاج المرتكز على الشفقة.
- عقل متعدد.
- التعلق وأهمية التواد.
- تنظيم الوجدان: النظم الثلاثة لتنظيم الوجدان، الرعاية والعلاج المرتكز على الشفقة.
- الانتماء، الدفء، والتواد.
- توضيح مدخل العلاج المرتكز على الشفقة.
- الصياغة والتكوين.
- الخزي والشعور بالعار.
- نقد الذات.
- التمييز بين الخزي والعار، الذنب، والذل أو الضعة: المسئولية في مقابل اللوم القاسي للذات.
- التمييز بين تصويب الذات برأفة ورحمة والاعتداء على الذات المرتكز على الخزي والشعور بالعار.
- التهديد وتعويضات الإنجاز.
- القسم الثاني – ممارسة الشفقة:
- فهم التهدئة والطمأنة: السياق الأوسع للتوازن بين أنساق تنظيم الوجدان.
- طبيعة الشفقة.
- إعداد وتدريب عقل المرء: اليقظة العقلية وتدريبات التنفس للتهدئة.
- تقديم التخيل.
- تكوين مكان آمن.
- تنويعات الشفقة المرتكزة على التخيل.
- تنمية الذات الشفيقة أو الرؤوفة.
- كرسي العمل الرؤوف أو الرحيم.
- التركيز على الذات الشفيقة أو الرؤوفة.
- التدفق الخارجي للشفقة.
- التدفق الداخلي للشفقة “توجيهها للذات”: استخدام الذاكرة.
- الشفقة في تدفقها نحو الذات: التصورات الذهنية القائمة على الشفقة.
- تدوين وكتابة رسائل وخطابات الشفقة.
- الشفقة وتحسين طيب الحياة والهناء فيها.
- الخوف من الشفقة.
- أفكار ختامية.
- المراجع.
- قائمة المحتويات.
سادسًا- بيانات الكتاب:
Gilbert, P. (2010). Compassion focused therapy: Distinctive features. Routledge.
- للمزيد عن العلاج المرتكز على الشفقة راجع:
References
- Gilbert, P. (2009). Introducing compassion focused therapy. Advances in Psychiatric Treatment, 15, 199-208.
- Gilbert, P. (2009). Developing a compassion-focused approach in cognitive behavioural therapy. Cognitive behaviour therapy: A guide for the practising clinician, 2, 205-220.
- Gilbert, P. (2010). Compassion focused therapy: Distinctive features. Routledge.
- Gilbert, P. (2010). An introduction to compassion focused therapy in cognitive behavior therapy. International Journal of Cognitive Therapy, 3(2), 97-112.