طوبى لأهلِ الشامِ
عبد المجيد محمود
مازال عندي جَوْرَبانِ وَ شالُ
و شَقاوةٌ يلهو بها الأطفالُ
///
وحكايةٌ مِنْ عِقْدِ “سِتِّي” لم تزل
فأنا بها التاريخُ و الأبطالُ
///
أشْعَلْتُ في حضنِ الصقيعِ مَوَاقِدي
وعليَّ مِنْ جَلَدِ الصّمودِ شِمالُ
///
إنْ تُدرك الأجسامُ دِفءَ جوارحٍ
بالله دِفءُ الروحِ كيْفَ يُنالُ؟!
///
فأنا بوشوشةِ الضمير إجابةٌ
و أنا لصمتك يا ضمير سؤالُ
///
مازال عندي في الحنايا ضَحْكَةٌ
كالناي يخرج صَمْتَهُ المَوَالُ
///
يا دهرُ إنَّا صابرون كأنّما
قد قال حي على الصمودِ بِلالُ
///
مازال عندي صولجانُ كرامةٍ
فالشامُ عزٌّ و العيالُ رجالُ
///
ما زال عندي دُمْيَةٌ أشكو لها
كم مِنْ دُمى في ثوبنا تحتالُ
///
مازال في صدر الجبالِ إشارةٌ
عني وفي عَيْنِ النجومِ مَقالُ
///
طوبى لأهلِ الشامِ ما وَطِئَ الحصى
نورُ الصباحِ وما أَهَلَّ هِلالُ