ونظرةٌ من حبيبِ الروحِ تَكفيهِ

عقيل الساعدي-شاعر عراقي

يُغَرِّدُ الطيرُ ألحانًا بِنَاديهِ
ونظرةٌ من حبيبِ الروحِ تَكفيهِ

يشدو بلهفتِهِ والوَجدُ يُسكِرُهُ
يرجوكَ في ولهٍ للدَّوحِ تُؤوِيهِ

غنَّى الغرامَ دعاءً كلُّهُ أملٌ
يزدادُ حسنا ونار الشوق تُذكيهِ

ذا عاشقٌ مُدنَفٌ أبدى تَحَنُّنَهُ
كرنَّةِ العودِ ألحانًا يُغَنِّيهِ

كبُرعُمٍ مُزهِرٍ و النورُ يُنعِشُهُ
نورُ الصباحِ و دفءُ الشمسِ يُغريهِ

ونَسمةٌ أقبَلَت بالعطرِ تُغرِقُهُ
والغَيثُ قبَّلَ خدَّ الغصنِ يُنشيهِ

يا مَن رزَقتَ طيورَ الحبِّ مِن سَعةٍ
اكتُب لهُ الحظَّ مِن حَوضٍ ستَسقيهِ

ظمآنُ عاشَ النوى يرجوكَ مُحتَسِبًا
بالعشقِ تَقتُلُهُ أو منكَ تُدنيهِ

نزفُ الفؤادِ مع الأيامِ أرَّقَهُ
ليتَ الكريمَ بعينِ الوُدِّ يُوليهِ

قد صابَهُ الداءُ والأشواقُ مُرهِقَةٌ
أنتَ الطبيبُ الذي يرجوكَ تَشفيهِ

عاشَ المناجاةَ شوقًا رُغمَ مِحنَتِهِ
يشكو إليكَ أنينَ الشوقِ يُبديهِ

أسيرُ حُسنٍ ونارُ الوجدِ تُحرِقُهُ
حَرُّ اللهيبِ معَ الأشواقِ يُضنيهِ

ماتَ العليلُ ونارُ الشوقِ ما خمَدَت
أصلُ الفناءِ بنورِ العشقِ يُحييهِ

قد قامَ ليلتَهُ والدمعُ مُنهَمِرٌ
والليلُ يَفضَحُ ما قد باتَ يُشجيهِ

نورُ السِّراجِ بدا تَعلوهُ رَفرَفةٌ
قلبُ الفراشِ لهيبُ النارِ يَكويهِ

سهمُ اللِّحاظِ رمى و القلبُ مَقصِدُهُ
أمسى أسيرَ الهوى والحُسنُ يَسبيهِ

كالطيرِ هاجرَ والآمالُ بَوصَلةٌ
ومَن سوى الحقِّ في الآفاقِ يَهديهِ؟!

كأنَّ زورقَهُ من دونِ أشرِعَةٍ
أمواجُ بحرِ النَّوى والريحُ تَنفيهِ

يا خالقًا ذا الهوى رفقًا بحالتِهِ
في قربِكم عُشُّهُ خُوصًا سيُرضيهِ

من فيضِكم يَرتجي عشقًا ومَقرُبةً
خذهُ شهيدًا؛ فعطرُ القربِ يُنجيهِ

يا من رسَمتَ جمالَ الروحِ في حَدَقٍ
أهدابُ حسنٍ تداوي الحزنَ تُفنيهِ

شوقي لهُ بمِدادِ الدمعِ أكتُبُهُ
لولا ذهولٌ بدا ما كانَ يَدريهِ

كم أَنهَلُ الحسنَ من كأسٍ فيُسكِرُني!
إنِّي عليلٌ و لكن سَلوتي فيهِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى