ذاك الصباح

 

المصطفى المحبوب/المغرب..

لم أفكر جيدا
ذاك الصباح ظننت
أني إتخذت كل الإحتياطات
كان ارتياحي يشبه
حياة فاكهة..
لم أتصور
أن كنبة بسيطة
يمكن أن تشي بي
أن تملك الجرأة
وتعترف أني كنت جبانا
وأنا أسرق قبلة من قصيدة ..

لم أكن أعلم
أنه تلزمني فحوصات كثيرة
لأتصل بمن أحب
تذكرت الآن أني عثرت
على تسهيلات
لأغير نتائج فحوصاتي
دونما حاجة لقاتل مأجور
أو رجل مشرد يقتات
من فائض دمه ..
قد أسحبه
لأنقاذد حياة قصيدة
لكن من يسعفه
لشراء مخدر يوم غد ..
بإمكاني مساعدته
ببيع أحذيتي القديمة
لكن ليس بإمكاني دعوة
قُراء بعدد هائل لحضور
زفاف قصائدي …

أظن أن قساوة الجو
هذا اليوم تجبرني على
تقشير البطاطس
وتحضير وجبة العدس
بطريقة أمي المفضلة ..
سأحتفظ
بهتافات الناس بالشارع
لكن ما وعدت به أحلامي
سأدونه داخل
مسافة قريبة من القلب
دون أن أفكر في
تدوين ثقتي
على دفتر حب قديم
أما أحتياطاتي فعلمتني مايلي

لا تفكر في قطع ألفة ..
لا تعبر شارعا وأنت برفقة شاعر
لا تهجر بيتا
استأجرته مقابل قنينة خمر
دون إخبار رجال النظافة ..
لا تدفع ثمن علاقة متوترة دون موافقة
راتبك الموزع بين الحانات ودور الدعارة ..
لا تلتفت باستمرار لمكان الهاوية..
لا تدعو كل قصائدك إلى نفس الحانة ..
لا توقف كل قصائدك أمام نفس المرايا..
لا تتأرجح بين سيقان الشتائم
وشهوة حب رفضته الآلهة ..

سأفكر جيدا هذه المرة
في كل الأشياء ..
وسأتخذ كل الإحتياطات
حينما أفكر في تقبيل قصيدة
أو حينما أعثر على تسهيلات
لمعانقة مجاز
أو طبق عدس سبق
أن إنشغلتْ بتحضيره إمرأة شاعرة ..

المصطفى المحبوب
المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى