أمـــوتُ إذا شِـئــتِ

يـــاسـر مـحـمـد نـــاصـر-شاعر عراقي

لـو كنتِ بينَ الـنفسِ سِـيـري
ثُـمَّ أسلُـكي روحـي وطـيـري

وتـوسَّـدي قـلـبـي وَنـــا
مِـي بينَ أحشائـي وثُـوري

وتــعـلَّـقـــي أغـصـــانَـــهُ
وتـــورَّدي بـيـنَ الـنُّـحـورِ

لا تَـخـفِضـي رغـمَ الأســى
لا تـنـثُـري غـيـرَ الـعـبـيـرِ

لا تـهـجُـري قـلـبـاً هــوا
كِ ، فَـإنَّــهُ مِـثـلُ الـحـريـرِ

يـا أنـتِ يـا كُـلِّـي وبَـعــ
ضِــي ثُـمَّ نــاري ونُـوري

مَـلآنـةٌ روحـي الـهـوى
ضـمـآنـةٌ بـعـضُ الـمَـطـيـرِ

مـاذا أقـولُ وحـالـتـي
يـبـكـي لها حتى شـعـوري

فـأنـا الـمُـتَـيَّـمُ في عـيـو
نِـكِ ، مُـذ خَـفَـقـتِ على الصـدورِ

أنــا فيكِ قـلـبٌ نـابِـضٌ
قد صِـرتِ عِطراً من عـطـوري

لـو تـعـطـيـني فــرصــةً
لـمَـدَدتُ قـلـبي كـالـجـسـورِ

مَـن مِـنـكُـمُ يـشـري فـؤآ
دَاً ، فـيـهِ نـارٌ مِـن شـهـورِ

يـحـتـاجُ من بـيـنِ الـنِّـسـا
امــرأَةً تـنـيـرُ بِــلا مُـنـيــرِ

فَـقَـدِ ارتـمـى قلبي بِـحُـبــْ
بِـكِ ، مَـن سـيُعتِقُ لي ثـبـوري

مَـن لم يَـذُقْ في الحبِّ مُـر
راً ، مـا دَنــا عِـشـقَ الـبَــهـيــرِ

تــيَّـهـتُ قلبي في هـوا
كِ ، فَـلـيـتـنـي تَـيَّـهـتُ غَـيـري

أعـطـيـتُـكِ الأنـفـاسَ شَـهــ
داً ، فـاعـلِمِينـي مـا مـصـيـري؟

هـــذا فــؤآدي غـــارقٌ
يـحتـاجُ شــمَّـاً كـالـزهـورِ

قـد كنتُ حـقَّـاً في هـوا
كِ لَـغـارقـاً حتى نـحـيـري

في حضرةِ المحبوبِ أبــ
قـى تـائِهاً حتى فـتـوري

مَـلَّـكـتُ قـلـبـي كُـلَّـهُ
ما عُدتُ أعرفُ مَـن نَـظـيـري

لـكِ مـنـزلٌ في الروحِ لا
يـدنوهُ ظـلـمـاً غـيـرَ نـورِ

مـا كـانَ بِـي مـا كـانَ غَـيــ
رِي ذاقَـــهُ بِـيـنَ الـعـصـورِ

نـاجيتُ طيفَـكِ سـائـلاً
أيـنَ الـمـودَّةُ لِـلأسـيــرِ؟

تـحـتـاجُـكِ الأنـفـاسُ عِـطــ
راً بـالـلـيـالـي والـسـمِـيـرِ

فـتـوسَّـدي قـلـبـي وَنـــا
مِـي بينَ أحشائـي وثـوري

مـا زالَ وجـهُـكِ سـاكـنـاً
مِـن صحوتـي حتى سـريـري

وجعلتُ طـيـفَـكِ كـوكـباً
لا يـخـتفي يبقى نَـصـيـري

أبـقـيـتُ حُـبَّـكِ في فُـؤآ
دِي ، مِـثـلـمـا أُبـقـي جـذورِي

قـد كـانَ لـي حُـلُـمٌ بِـأَنــْـ
نِــي أخـتـفـي بينَ الـسـطـورِ

مـا عـادَ لـي حُـلُـمٌ فَـوَحــ
شَـتُـنـا تـمـوتُ بِــلا هَـديـرِ

أضـفَـيـتِ سِـرَّاً سـاكـنـاً
بينَ الـنُّـهى ، بينَ الـصُّـدورِ

أضـفَـيـتِ أُحـجِـيَـةً لِـلُـغـزٍ
صـامِـتٍ أضنـى كَـسـيـري

أشـكـوكِ ، حتى أنَّــنـــي
أشـكـو ضميري من ضَـمـيـري

ردِّي وكـونـي رعـدَنــا
أحـتـاجُ بـرقــا في مَـطـيـري

رُدِّي إلَـيَّ الـقـلـبَ يــا امـــ
رَأَةً ، فـمـا أنــا بِــالـصـبـورِ

مـا كُـنـتُ يـا بـيـضـاءُ مُـمـــ
تَـهِـنَ الـفـسـوقِ ولا الـفـجـورِ

مــــا كُـنـتُ إلَّا عـــاشـقـــاً
صـــانَ الـمـودَّةَ لِــلأَخِــيــرِ

سـأَمـوتُ لـو شِـئـتِ الـتًّـبـا
عُــدَ عن عيوني أو مسيـري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى