الوقت نائم بما يكفي لكي يكون ميتا

مها دعاس | شاعرة سورية مقيمة في ألمانيا

 

لا يحتاج السجين من يذكره بسجنه

يقيس المسافة بين الجدار والجدار بمقام رائحة الرغيف

بطعم كأس الشاي قرب مدفأة البيت

بسرير نظيف وغطاء دافىء

بوسادة ناعمة

بصوت الراديو

ببساطة بائع الحليب

برائحة الصباح

صباح عادي جدا

 

الوقت نائم بما يكفي لكي يكون ميتا

أرض السجن  مفروشة بالأشواك  بين عفونة الوقت وسذاجة الأمل

بين رطوبة الساعات وانشطارات الروح والجسد

 

هذه البلاد ليست أمك

ليست حضنك

 

في الدقيقة الألف من نزفك لا تنتظر

أنت منسي

لا لست وحدك في وجه الطوفان

وحدتك تلازمك

 

لا تكترث لرائحة الجثث قربك

انس الديدان التي تقتات على جسدك

الورد سريع النمو على القبور

 

مصابة أنا بالحمى فلا تستمع لي

وانتظر أن تكون نهاية النهاية بداية ملونة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى