العالم على وشك الانتحار

 الروائية التونسية حياة البوسالمي
نمر اليوم بظروف تجعل الإنسان هو المستهدف من طرف الإنسان… لا تقولون هذا لغز بل الواقع اليوم هو واقع مخالف ومصطرع اصطراع الإنسان بالتطور العلمي والمطروح هنا لم علماء الأمس أبدعوا في رعاية هذا الإنسان وتوفير بعض الحلول لأمراضه وقدموا به أشواطا فبحثوا في ماهيته وشرحواخفية وجازفوا ليفهموا علته.. بل إنهم توصلوا إلى جعله متضلعا في أسرار هذا الكون وعلانه… أما علماء اليوم فالسباق نحو التسلح من صنعهم واختراع الفيروسات وتوزيعها على البشرية كما وزع الغراب النحس ونكران الهوية على أمتي والأمرََ يتصافح العالم مع تجار البشرية لجعل أعضاء الإنسان بضاعة تباع وتشتري… وهانحن اليوم نرى غطرسة السائس بيد العالم وموت الإنسان بيد الاختراع وكأن العلم بات خرابا لا نورا والاختراعات خارطة لمجزرة الأرض لا لتعميرها… ترى ما الحلقة المفرغة في العالم اليوم؟!
إنها القيمة والأخلاق فعلم بلا قيمة زهرة بلا عطر ونبتة في السباخ… نعم ما و ئد اليوم هي الأخلاق فارتجت كل المفاهيم وانتحر الإنسان وهو يترجل الأرض.. ما يميز بن النفيس عنك يا عالم عصري أن بن النفيس سبقت القيمة البحث وركب الأخلاق ثم النظرية وما يميز بن الهيثم عنك يا كيبلار أن الأول تميز بالأمانة العلمية وأنت حاولت سرقة نظرية البصريات واسنادها إليك… ما ينقص البحث العلمي اليوم هو مجهر اسمه الأخلاق و مسطرة اسمها القيمة لذا أصيب العالم اليوم بالجنون والضحية هو الإنسان لذا قلت بداية إنه موت الإنسان بيد الإنسان وما على الأرض إلا أن ترحب بمن سيسكن بطنها…. إلى أين بالله عليكم؟ وماذا يخبئ عديم القيمة لكائن كرمه الله بالعقل ليكون خليفته في الأرض بتوجيه هذا العقل توجيها سليما؟ 

جنون يصيب العالم بسبب معتوه أعطى للعقل إجازة ليحقق مركزية الذات ومايسمي بالأنا المستبدة.

الأحداث تتسارع وباء وأمريكا تحال علي مقعد الفوضى والاستبداد. تتعري الحقيقة ويسقط من كان يدوس الأطفال يمينا وشمالا.

ومازلنا ننتظر حقيقة كرونا والسراد كثيرون ونحن نبحث عن من سماه رولان بارط السارد الإله الذي بيده حقيقة ما يعيشه العالم من جنون. على حافة الجحيم ينتظر الإنسان.ولكن هناك من هو على حافة الجنة يصابر ويدعو الإله.

كم أنت غبي يا إنسان نسيت أن العلم إذا فقد الأخلاق ارتد عليك ليقتلك بأبشع الآلات. لك الله يا أمتي من توهمت إنهم سادة العالم يبدون كأضعف من الذباب. فمتى تستفيقين يا أمة اقرأ وتفسحين لعلمائك وباحثيك المجال.

متى تتجدد علاقة بيدبا بدبشليم؟! لا وقت اليوم لرسم قوة الآخر في العقول فقصته تشبه قصة الغول التي كانت تخيفني بها جدتي عندما أقرر من البيت الخروج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى