في العينِ أنت .. و الرموش مآذن
ناهد بدران | شاعرة سورية – لندن
ليسَ نواحاً
هو عبورُ الضّوءِ المبحوح
في نشيجِ الرّؤى ..!!
هو غرغرةُ الأفئدةِ بأجاجِ الصّمت
حين تكمّمُ الأفواهُ البيضاء
ليس نواحاً …
يا قمحيّةً تشربُ عطرَ الصّباح
بفناجينِ الصّبر
أين اغتالتكِ الظّلمة؟؟
ألم تكن يدها ثقيلةٌ على ظلالك ؟؟
انهضي .. و امسحي عروقَ الفجر
ذاكَ السّديم سيقدّه رعدُ الحجارة ..
فمنذُ الأزلِ و القصيدةُ تتبرجُ بالدّم
تضفرُ شعورها بوعودٍ ملونة
… احترقتْ على لهيبِ الصّبر
مذ كنتُ أشربُ عند الغسقِ ألحاناً خمريّة
و أهلُ الحيّ يرمونني بالعتب
كان ظلّي يكبر و أنا صغيرة
حتّى صرتُ أخافُ منه
و أحشوهُ في ذاكرتي دونَ صوته
لأنامَ فوقَ صدىً باردِ الوطء
أرصدُ على مقياسِ رؤاي …
هزّةً شعوريّةً تجتاحُ الملأ
تنتهي تفلاً في قاعِ فنجاني
تتهجدُ … بانتظارِ نبوءةِ المحابر ..!!
لتلكَ الصّفوةِ السّماويّةِ
انتحالُ وجهِ الشّمس
حين تسكبُ الحناءَ مرمراً في ثراكِ ..
امتداداً لنبضٍ هزيل
يرمّمُ بالنّدى ندبَ الأماكنِ المخلّدة
في طيّاتِ النّوابض
و ما زالَ الصّمتُ على حناجرهم
يربطُ عروةَ العار
يكوي قميصَ الزّيفِ بيدٍ مرتعشة
يدٌ نسيتْ كيفَ تقرأُ الزّيتونَ
في كفِّ الرّغيف …
ما زلتِ في العين ….. صلاة
و الرموشُ مآذن .