إنَّ المُريدَ لَمَشغولٌ بِما قَصدا
وسام عمارة-شاعر مصري
ما كُنتُ أحسَبُ أنَّ الرِّئمَ مُهلِكَتي
// إنَّ العَجيبَ بِها أن تَصرَعَ الأسَدا
مِن شُرفَةِ الحُلمِ ما انفَكّت تُداعِبُها
// ريحُ الطّفولَةِ كالوَردِ اعتَلاهُ نَدىٰ
مَرّت على القَلبِ فاستَوصَت بِهِ فَرَحًا
// ألقَت عَلى حَرِّهِ الأمطارَ والبَرَدا
كَأنَّ مَبسَمَها خَمرٌ مُعَتَّقَةٌ
// إن تَبتَسِم تَسلُبِ الألبابَ والرّشَدا
كَأنَّ طَلعَتَها شَمسُ الشِّتا طَلَعت
// عِندَ الغَديرِ علىٰ الماءِ الذي رَكَدا
وَالعِقدُ في الجيدِ كالنّجماتِ لُؤلُؤُهُ
// زَينُ السّماءِ وَلِلمُستَلهِمينَ هُدىٰ
مَمشوقَةَ القَدِّ قَد عَطَّرتِ قافِيَتي
// واستَمرَأَ الشِّعرُ مِنكِ الرّوحَ والجَسَدا
عِطرًا سَكَبتِ على الأزهارِ فابتَسمَت
// واغرَورَقَ الجَفنُ إثرَ الحُسنِ وارتَعَدا
في طَرفِ عَينِكِ أحلامٌ مُعَلَّقَةٌ
// وَقَد حَلُمتُ بِأن أحيا بِها أبَدا
يا رَبّةَ الحُسنِ إنَّ الحُسنَ مُفتَتِنٌ
// بِالنّورِ مِن عَينِكِ الحَوراءِ ما اتّقَدا
كَم مَرَّ طَيفُكِ بِالوِديانِ فابتَهَجت
// واخَضرّ رَملُ الفَلا مِن حُسنِ ما وَجَدا
كَم أجَّجَ الشَّوقُ أقلامي وَمِحبَرَتي
// واستَعصَمَ القَلبُ بِالأبياتِ واعتَمَدا
كَم عانَقَ البَدرُ مِنكِ الوجهَ فامتَزجا
// حَتّى حَسِبتُ سَناءَ البَدرِ مِنهُ بَدا
مَسّت شِفاهُكِ أحلامي فَأرَّقني
// ذاكَ المَساسُ فَعَزَّ النّومُ وابتَعَدا
حَظّي مِنَ الحُبِّ عَيناكِ التي اكتَحَلَت
// فاستَجلَبَ اللّيلُ ذاك الكُحلَ ثُمَّ غَدا
وَحدي أراكِ بِعَينَي تَائِهٍ تَرِبٍ
// إنَّ الضّليلَ لَمَفتونٌ بِما وَجَدا
مَن لي سِواكِ إذا الشّيطانُ يَلمِزُني
// بِالشِّعرِ أرنو لَهُ أرجو بِهِ المَدَدا
أمضي عَلى الدّربِ لا ألوي عَلى أحَدٍ
// إنَّ المُريدَ لَمَشغولٌ بِما قَصدا