مرهق

محمود مرعى | مصر

مرهقٌ

وأنا أدق الباب

أرجو أن تقوم الحرب

فالوجع المحدق

بالكلام وبالأحبة

طال يا أصحاب

والدماء غزيرة

كجحافل البسمات

في فم طائر

ضل الطريق

وما استفاق

على الحقيقة

– غزيرة وعقيمة –

من أسبل الكلمات

ضاعف غنة في الراء

أخفى النون

وانطلق اتساقًا

كي تمر قبيلة أخرى

تفجر ما تبقي

من صهيل حبيبة

أرخت جدائلها

ونامت

الرياح الباغيات

حملن أهة

من تسربل بالبكاء

وطفن في الفلوات

يغرين الصخور

ويقتفين براءة الصبار

هل مر هذا النهر

دون وثيقة؟

والطير من أعفاه

من دفع الضريبة؟

قم واتلو وجعك

يا شقيقي

أدي ما كتبوه

من حزن عليك

سأقص يومًا ما أحاجينا

وأرقص دونما سبب

ستضحك هذه الأمصار

والوديان تبكيني

فأنا غرير الجرح

كل جنايتي

أني أحب الماء

يبهجني المسير

على ضفاف النهر

عشقي لقمتي

وهو إدامي

فانتظرني

حين يصفو

سأكون آخر موجة

حطت على كبد الرمال

وآخر رشفة

قبل المصب

وآخر ما تبقي

من فرات عراقنا

فانهض

أيا غجري حارتنا

أتعلم كيف

يحتال الحبيب

ليلتقط أثر الشفاه؟

وكيف ينثر عاشق

دمعاته لتصير وحشًا؟

كن يا صديقي ما تريد

دع عنك أقوال العجائز

واحمل حرائقك الأثيرة

وانطلق

عبثية هذي البلاد

ونخلها

سهم غليظ الفهم

وجثتي ستثور يومًا

دون ان تحتاط

لرصاصة الشرفاء.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى