الإبداع – هل هو سحر أم مجرد “أثر فراشة”؟!

د. أسامة محمد إبراهيم/ مصر

ليس من السهل تعريف الإبداع أو تفسيره، ولا غرو أن كثيرًا من نظرياته قد عزته إلى الومضات الحدسية أو الملهمات الأسطورية أو غيرها من عمليات اللاوعي. وكل نظرية منها تنزع إلى التسليم بوجود شيء لا يقبل التفسير في مجال الإبداع. عموما يمكن وصف الإبداع بالسحري لا لأنه لا يقبل التفسير، بل لأنه شيء مدهش وغير اعتيادي. ولعل إحدى الطرق لعمل ذلك هو أن نحاول أن نستعير نظريات من حقول المعرفة الأخرى.

على سبيل المثال، تفيدنا النظرية الفوضوية “Chaotic” في تفسير كل ما يبدو غير قابل للتفسير. وربما أمكن فهم الجوانب الإبداعية التي تبدو سحرًا من خلال التفسير الخلاق المسمّى “أثر الفراشة” الذي كثيرًا ما يستخدم في تفسير الطقس وعدد من الظواهر الطبيعية والاقتصادية، حيث خطأ صغير يحدث أثرًا عظيمًا لاحقًا.

إن الاستبصار الإبداعي يحدث في الغالب عندما نقلب فكرة ما رأسا على عقب. وهنا قد يسعفنا “أثر الفراشة ” في تفسير كيف يمكن لتغيير بسيط على مستوى كيمياء الأعصاب أن يؤدي إلى أفكار رائعة و أصيلة – أي إلى استبصار خلاق وإبداعي مهم.

أيضا فكرة البزوغ ”Emergencies الذي يحدث عندما لا تكون هناك نتيجة ذات صلة واضحة أو مباشرة بظروف وشروط سابقة أو على الأقل عندما لا تكون النتيجة مجموعًا طوليًا بسيطا أو كمًّا جمعيًّا تراكميًّا، بل ناتجًا مضعفًا. ويبدو أن العوامل الشخصية والمعرفية مرشحة لأن تعمل بأسلوب المضاعفات وليس بأسلوب تراكمي, وهكذا يفسر لنا فكرة البزوغ ما لا يمكن أن تفسره العوامل السببية الاعتيادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى