محمود درويش.. خانوك حيا وميتا.. مَن منّا لا يحمل أسرار أصدقائه؟

 

معين شلبية| فلسطين

لم أعرف سليم بركات من قبل، إلا من خلال مجلة الكرمل التي حررها الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، ومن قصيدته ” ليس للكردي إلا الريح” والتي أهداها إلى صديقه سليم بركات.

سليم بركات ليس الأول وعلى ما يبدو ليس الأخير.. فبعد رحيل الشاعر الكوني محمود درويش قام شعراء وكتاب من العالم العربي باتهامه بقضايا شعرية وإفشاء أسراره، وهذا ليس غريباً، فهذه العادات هي مصدر الفساد لدى المثقفين المنقلبين.

مقالة سليم بركات الأخيرة التي كشف فيها عن أن الشاعر الراحل محمود درويش كان قد أسرَّ له في عام 1990 بأنّ له ابنة غير شرعية لم يعترف بها ولم يرها، من سيدة متزوجة، تورِّط بركات بتعزيز حالته القابلة للمهادنة والرافضة للالتزام والوفاء.

حالما قرأت الخبر، أصابني هلع شديد، تذكرت من خلاله كتاب إدوارد سعيد “المثقف والسلطة” وكتاب جوليان بندا “خيانة المثقفين”؛ وأنا لا أرى ما هو أجدر بالاستهجان مما يكتسبه “المثقف المنقلب / المنسِّق من صفات شريرة تجعله يفشي سرّ صديقه بعد موته، والأفظع من ذلك أنه يعترف أن درويش عامله كابنٍ له.

لا يمكن لسليم بركات أن يكون أديباً بمعنى الكلمة إلا إذا كان صادقاً، فالصدق لا يغذي قتل الآخر، فكيف بعد رحيله، بل ينطلق من الفيض النوراني والنبل الإنساني ونصرة الحق وعلم اليقين.

لك الواقع يا بركات، لك اقتسام لباس درويش، لكن الذين يأتون بالحلم يستحقون حبّاً واحتراماً وحفاوة أعمق.

لمحمود درويش سرب من الفراشات، ولكن ليس من نساء اللحم والدم.

مَن منّا لا يحمل أسرار أصدقائه يا سليم؟ لكن على ما يبدو، الصداقة عندك حمالة أوجه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى