«لا ظل للشبيه» و «خوَّاف البحر»
القاهرة | خاص
تعليقان عابران أنتجا نصين من أروع أشعار الصديقين؛ أحدهما لـ(عبد الحكم العلامي)عنوانه:[لا ظل للشبيه]، والثاني لـ[عمارة إبراهيم] عنوانه: خوُافَ البحرِ .
••••••
(خوَٰاف البحر)
مهداة لـ. عبد الحكم العلامي
شعر: عمارة إبراهيم
يا خوّاف البحر
ما تاه الصمت علي حافة سير
إلا والخوف
قد أفزع أركان تأملك
ولا
راق الموج لسكن الشاطئ
حتي يلفحَه صخبُ العشقِ
طنينا
ينجب منه أصداف الودع
يحط أمام المحبوب
طالت نظرته
حتي شقّ
متاريس الرمز
وبات لمصابيح الضوء
يرتب أعماقه
فكٌ طلاسم خوف العشاق
من ظلمة جوف البحر
ليبني شراع طمأنينتَه !
يا خواف البحر
أما كنت الراعي
لطلع طعنته ملوحة حجرات الظلمة
وابتئست
حتي شَطَر الفجر
ضباب خضوعك
كانت غفوتك تمر صعودا
وصعودا
وكنت أنا
أراقب ألما فيك
ينهش من ذاكرة طاهي الكلام
نهارات وليال
تمددت فوق الأرصفة المتشققة.
الموج الصاخب طلٌ عليك
من فوق فنارات غيابك
لا يبغي إلا بعدا من دافع نوبات
الظل المتكسر
بين حدود مواقيت الصحو
فوق دروب حماقات كبري
كانت تغزو حدٌ النفس
فتقتل فيك حتى الرجفة
إن فار الجسد من وهج
العصيان
مدٌ الضوء الآية .
بوحك الصاعد
يريد أن يمسح
من عينيك الظلمة
يسعي لأن يفتل عضلات تمردك
حتي لا يطفو فوق جسدك
زبد البحر
ونفايات عكار
صدٌت خطو نجاحك
لا تقف علي تراتيل الرمل
حتي ينفلت من الحرف غناءُ
يجلب تفاصيل
من أسرار العزلة
وقت لملمة
أحوال مملكتك
المتعبة !
ليجف الخوف
من أحبال شراع السير
فيصعق رعب البحر
لتجري عفيا
ملتحفا
أبجدة حضورك.
يا خوّاف البحر !
حواجز عين العشق
ورهبة طلع الموج
تقيم علاقة مرح
بين الحوت الطيب
وبين الخوُاف
حين يجلس علي مائدة البحر
يطارد نسمة طرية
كانت تدنو
قرب الشفتين
ولن تتوقف
بين مسارات الخوف
فتعطي الخوٌافَ
ثمينَ الصيد.!!
^^^^
(لا ظل للشبيه)
مهداة لـ : عمارة إبراهيم
شعر : عبد الحكم العلامي
كأنني بك يا رفيق الطريق
وكأنك بي :
أنت وأنا !
نقف على مسار هذه الحواف /
/ الحواف التي مافتئت تأخذ أقدامنا
إلى اليمين منها تارة ،
و تارة أخرى إلى اليسار
كأنني بك :
أنا وأنت !
هنا:
هذا طريق
وذا طريق شبيه
وببنهما مفازة وتيه
وهوة تبين
ولاتكاد تبين !
قدرنا يا رفيق الطريق
أن نظل هكذا
عالقين في الهوة الساخنة
فيما بين الغث والسفيه !
قدرنا أن تزاحمنا ضباع الحي
في أول الطريق
وفي آخر الطريق
كأنني بك
كأنك بي :
يقبض كلٌ منٌا على ذراع أخيه
محاولٓين البقاء مدة أطول
على الأعراف من هذا المسار
البعيد القريب
والقريب البعيد :
لئلا تزل أقدامنا في لحظة
من لحظاتنا الهاربة
لحظاتنا التي نؤخذ فيها
على حين غرة
في غير ما مواجهة
ونحن مدبرون تارة
وتارة ونحن مقبلون !
لكننا – على عجل –
أنا وأنت
نصارع الرقاد
نستقبل الهزيع قبل شهقة الصباح
كيما نرد كيد من تآمروا
وأفسدوا طعامنا
وماءنا المسيٌج الطهور !
تآمروا علينا في هجمة الشتاء
وهيٌجوا القطيع !
نرد كيدهم في اللحظة المواتية
اللحظة التي نفكٌ في إهابها
عقدة الكلام
فيشرق القصيد !
وعندها يكون ما خرجنا لأجله
في أول الطريق
قبل أن تردنا الضباع في آخيره
فيورق الندى في أديم هذي الأرض
وتقتفي مسارها
قوافل الشريد !!
وحينها نفكٌ ما تبقى من إسارنا
ونهجر القيود !!
كأننا بنا :
يقبض كلٌ منٌا على ذراع أخيه
لئلا تزل أقدامنا في الرحلة المواتية
إلى حافة ما
من هذه الحواف
سيان هى قريبة كانت
أم كانت بعيدة
سيان هى بعيدة كانت
أم كانت قريبة
من وحشة المسار !!