جريرة جرير

ثناء حاج صالح / شاعرة وناقدة سورية

أألاقيْ بِدعوتيْ ترحيبا ؟

بدعائيْ إلى التضوُّعِ طِيبا ؟

يا رفاقيْ تَناظروا بِعيونٍ

يَرتُقُ الحُبُّ قُرصَها المثقوبا

ليس للحِقد ِفي القلوبِ مجالٌ

إن جُمِعْنا على الجَمالِ قلوبا

إنَّما الشِّعرُ أن تُرفِّلَ قَولاً

ناعمَ اللمسِ  كالحريرِ قَشيبا

وإذا ذُقْتَ للحَلاوة طَعما

فابذُلِ الشَّهدَ سائغاً مَسكوبا

ليس في الشِّعر أن تَنُزَّ بِقَيْحٍ

أو تَقَصِّيكَ في الفُجورِ ضُروبا

قَرَّفَ الفُحْشُ حِسَّ ذائقِ شِعرٍ

ونُعانيْ على الوجوهِ شُحوبا

أيَّ مَجْدٍ  يَجرُّ خَدْشُ حَياءٍ

 خلَّفَ القَلبَ حاطِبا مَحطوبا

لِدُيُوكٍ في حَلْبَةِ النقْرِ ثارتْ

تَنْفُشُ الريشَ لِلعِيانِ عَجيبا

مُتَخَفٍّ وراءَها مَتَعَدٍّ

أََلَّبَ الشِّعر فَوقَها تَألِيبا

وجَوابٌ إذا اعْتَرضْنا (جَرِيرٌ)

وخَشِينا من السهامِ نصيبا

أتَبِعْتم عدا الرسول جريراً؟

وبرحتم مُحَمَّداً مغلوبا!

وضَربْتمْ عن التَسامُحِ صَفْحا

وشَقَقْتُم ْعلى الإخاء جُيوبا

وزَرعْتُم مَدى  الصُدورِ نِصالاً

وجَنَيْتُم من الطُعونِ نُدُوبا

وأَكَلتُمْ لُحُومَ جُثَّةِ مَيـْتٍ

وشَربِتُمْ من الدماءِ حَليبا

لا جَريرٌ ولا الفَرَزْدَقُ يَكفيـ

ـكُمْ عَتيداً على الشِّمال رَقِيبا

فَتَناهَوا عنِ التَّبَذُّلِ رِفْقاً

وسِباقٍ على التَّقاذُفِ عِيبا

 

وأَنِيبوا  لِبِرِّ روحِ جَريرٍ

أَجَرَرْتم على الجَرير ذُنوبا؟!

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى