مرثيةٌ لأعشاب الرحيل
الشاعر م. أسامة الخولي | مصر
رمى
صمتَهُ
في وجهِ أسئلتي
وراحَ
ما قالَ لي معنى
” أموتُ دُوارَا “
ولا قال لي
إنِّي بقايا كواكبٍ
وأنقاضُ شمسٍ
في دمي
تتوارَى
كربٍّ مضى
دونَ التفاتةِ نادمٍ
كموتٍ
لهُ عيْنانِ
حينَ استدارَا
أنا
أمْ هوَ المفجوعُ
بينَ شوارعي
كلانا يموتُ الآنَ ؛
يشربُ نارَا
هنا
يبدأُ التأريخُ منْ حيثُ ننتهي
ومنْ لحمِ أسراري
ألُمُّ ( مَحَارَا )
وتطفو حكاياتٌ تُنمِّقُ حزنَهَا
ويأبى مجازٌ مُلهَمٌ أنْ يُجارَى
وتنمو على عُشْبِ القصيدةِ لعنةٌ
لها وجهُ طفلٍ
لا يُجيدُ اختيارَا
إلى أينَ يا معنَى ؟
تُسائلُ خطوةٌ
إلى حيثُ لا معنى
أتوقُ انْحسارَا
لحرفٍ بلا كفَّينِ ينبشُ أضلعي
ويخبو كسرٍّ
يستلذُّ الفرارَا
إلى العابرينَ الصَّمت
نصف وجوههمْ
نداءٌ ؛
ونصفٌ
لا يقيلُ العثارَا
لفوضى بلا أسماءَ تعبرُ جبهتي
وأخرى تُكنِّي كلَّ لونٍ حصارَا
إلى وجهِ أمِّي
للبراحِ ،
لضمَّةٍ ،
تُسرُّ إلى النَّاياتِ حزنًا مُعارَا
لِإيلافِ عينيكَ اللتينِ تأوَّلَا
لِرؤيايَ شيخًا يستميتُ اعتذارَا
لفصلٍ منَ الصَّفصافِ يهربُ حافيًا
ويَدمَى – على رغمِ الشِّتاءِ –
احترارَا
فيا ( أينَ )
ماذا في احتشادِكَ ينهمي؟
وخلفَ المَدَى
تنفي الدِّيارُ الدِّيارَا
وماذا سيجني البحرُ ؟ زرقةُ دمعِهِ
وماذا يُقفِّي البعدُ
إلَّا خسارا
لعلِّي معَ التَّطوافِ خنتُ
ملامحي
وبعتُ إلى شرخِ الجدارِ الجدارَا
لعلِّي نسيتُ اليومَ
بوحي
وخاتمي
ومعطفَ أشواقي ؛
حروفي العذارى
وصاعًا منَ الأشعارِ كنتُ
دسسْتُها
برحلي ، ومنْ ورْدِ الضُّلوعِ
سِوارَا
وجرحًا لمكتوبٍ نسيتُ مكانَهُ
وذكرى وراء البابِ ثارتْ . . .
فثارَا
وأُنسِيتُ كرهًا في الزِّحامِ
مرافئي
وأشرعتُ قلبي رملَ هذي
الصَّحارَى
فكيف استعرتَ الآنَ منِّي أناملي
ويبَّستَ صوتي ، واختزلتَ
الحوارَا؟
وكنتَ كما ( الإسفلت ) تغزو
مشاعري
وكنتُ إلى حزنينِ أُفضي
انهيارَا
على كفِّ غيماتي نقشتُ دمَ الرؤى
وللمُشتهَى أسرجتُ عمري
مدارَا
لماذا إذنْ عانقتُ ظلِّي
فخانني
وصلَّى لريحٍ تستحيلُ غبارَا ؟