تمثال قصيدة متوجة

فاطمة محمود سعدالله | تونس

في داخلي شجرة ثرثارة
تحدثني دون انقطاع
أدهشتني هذا الصباح قطعت عليّ الطريق
و…فتحت صدرها للريح
قشرت تفاحة نيوتن المركونة
على رف ذاكرتي..
وهمست…
أنا خزينة من زجاج محشوة بالترقب
صباحا أعد أراجيح العصافير
أدوزن حناجرها
أعلمها الرقص على جثة الليل
مساء تكتظ بطني بالنجوم
بعضها صبايا يسائلنا المرايا عن الفارس
بعضها عجائز أهمل أوراقها الخريف
وبعضها ألآخر عرائس منذورة للفجر
وأنا ..بين الصباح والصباح
أقف…
وأنا بين المساء والمساء
أقف..
وأنا بين الصباح متعبةً ..أقف
يسائلني الكلام متى تحطين الرحالَ
أيتها الشجرة؟
يسائلني حفيف الوقت لمَ تغفو الجسور؟
أسائلني متى تعبر قصيدتي
ضفاف المستحيل؟
أقطف قبضة فرح
أوزعها بذورا لحصاد قادم
أقضم ثمرة مرار الصبر
وألقي بعيدا…
منفضة القلق
حتى لا يعلق رنادها بغسيل الأيام
أو ينبت على شفاه الماء القيل والقال
تعاتبني الشجرة إذ تطل من أذنيّ جذورها
تعقد ضفائرها لساني
وتجلدني
تمزق أظافرها صمتي..
كنت أبحث في صندوق جدتي
عن لساني المخبّئ منذ ستين قهرا
عن حلوى العيد التي صنعتها أمي
وفرت من بين أناملي
كمومياء متمردة
ينهرني الصندوق
يلملم أجنحة أشيائه العتيقة
و…يخلد إلى خلوة المريد
أظلّ أشتم رائحة التراب
معجونا بماء الشعر
أكور خلسة
أبجدية الرفض
أعيد تدوير رحم شجرتي العنيدة
فيذوب شمع أصابعي
تمثال قصيدة متوّجة

 21/6/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى