من دفتر المخيم.. الخروج الصادم
محمد حسين | كاتب فلسطيني – سوريا
صباح المخيم يبدو كئيبا، وجوه قاطنيه تميل إلى الذهول، أصوات تتعالى من هنا وهناك تخفت قليلا ثم ترتفع، حركة الأهالى داخل المخيم مرتبكة، الشباب تتوزع على زوايا الشوارع تبدو عليهم الصدمة والحيره، أحد الشباب يسأل صديقه لماذا حصل ذلك؟ يرد عليه صديقه ( يا أخي كان لازم المقاومه تحسم الموضوع بالأردن من البدايه… لا تنتظر حتى يجهز عليها …. هاى اخسرنا أطول جبهه مع إسرائيل بسبب سوء تقدير الموقف )
كانت سيارات اللاند روفر في حركة دائمه تعبر بالقرب من المخيم، تعبر إحدى هذه السيارات تحمل خمسة فدائيين يلبسون الزي العسكري المموه يلوحون بإشارات النصر للماره محاولين رفع معنوياتهم….. توقفها نسوة من المخيم ،
من بين تلك النسوة كانت (أم قاسم المغاري) التي كانت ترقب المشهد و نبرات الحزن تعلو صوتها المتهدج وهي تقول: (الله ينصركوا يما هاى جوله خسرناها لكن المصيبه يما كانت مع الشقيق بعد ما انتصرنا نحنا واياهم بمعركة الكرامه مو مشكلة يما المهم تواصلوا المشوار )
أحد الفدائيين (يما هذا معانا نصر يوسف قائد قطاع الجولان بفتح وهاى الحج حسن قائد كتيبة الجليل) .
(أم قاسم تعلو وجهها الإبتسامة و تصر على نزول نصر يوسف والحج حسن من السيارة) .
ينزل كل الشباب من السيارة وفي هذه الأثناء يقترب نصر يوسف والحج حسن من أم قاسم ويقبلوا جبينها بينما كانت الدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
(انتو رجال فلسطين ما بهزكم شي وأنا من زمان بسمع باسمائكم بعرف إنكم قد الحمل وأكثر ).
إحدى النسوة تسال (يما شفت شباب طالعين ومعاهم اولاد ونسوان) .
أحد الفدائيين (اي يما هذول طلعوا لأن وجودهم خطر هناك )
إحدى النسوة ( بتعرف حدا منهم يما )
أحد الفدائيين (اي بعرف يما نعيم وشاحي أبو فراس ، أبو ابراهيم عبود، أبو مصطفى زيدان ، أبو أحمد مصطفى الحتاوي، أبو حميد عمر فاعور أبو محمد كاسوحه، شكيب أبو محمد ، أبو أحمد الشيخ، عمر عبد القادر الحمود أبو عماد، أبو عاطف الجنازره، أبو شكري العجوري أبو خالد العلاري).
إحدى النسوة (والله لازم ندور لهم على بيوت هذول ما بعرفوا حدا هون ولازم نسكنهم عنا ببيوتنا حتى الله يفرجها) .
في أحد النهارات يذهب (ابو أحمد الحتاوي ، ابو مصطفى زيدان ؛ أبو فراس نعيم وشاحي) إلى بيت أبو إبراهيم عبود الذي اسكنه فيه أحد أصدقائه في درعا المحطه .
الشباب يطرقون الباب و يفتح أبو إبراهيم وهو يرحب : اهلا وسهلا بالرجال .
أبو أحمد الحتاوي ( كيفك يا أبو ابراهيم شايف شو صار فينا طلعنا من الضفه إلى الأردن وهل كيت طلعنا من الاردن إلى سوريا والله اعلم بعدين وين راح نروح المهم يا أبو إبراهيم عم بندور على بيوت حتى نسكن بدرعا )
أبو مصطفى زيدان ( أي وآلله راح نسكن بدرعا بالمخيم انا الي أقرباء هون ماراح اهكل هم بموضوع البيت )
أبو فراس نعيم ( والله يا شباب راح نواجه مرحلة قاسيه جدا بعد طلعتنا من الأردن خسرنا أهم قاعدة ارتكاز لنا باتجاة الوطن راح تتعقد الامور أكثر علينا للوصول للوطن )
ابو ابراهيم ( أنا راح أتواصل مع صديق لي حتى يدبر لكم بيوت المهم المعنويات عاليه اليوم كان عندي نصر يوسف والحج حسن وأبو حميد القيادة عندها خطه لكيفية الانتقال الى لبنان سريعا )
أبو أحمد الحتاوي (درس الخروج لازم يكون على طاولة الجميع لازم نحاسب ونستفيد من الدرس المشوار أمامنا طويل والنصر صبر ساعة ……