نصٌّ مبتور من ذاكرة حُبلى بالثرثرة
فاطمة نزال | فلسطين
تُلح عليّ كجارة فضولية، ما أن أسمع صوتها حتى أراها في وسط البيت تسألني عما إذا احتسيت قهوتي.. أجيبها لا أحتسي القهوة صباحا بل أشرب الشاي وأتناول فطوري.. لا أملك من عادات الكُتّاب شيئا.. لا أدخن السجائر ولست صاحبة كيف في النارجيلة.
لا أملك رفاهية الجلوس في المقاهي إلا ما ندر للقاء صديق أو صديقة قادمة من مدينة أخرى، أفضله على البلكونة في شرفة بيتي المطله على الساحل البعيد، هذا إذا أسعفني الوقت وعدت إليه قبل الغروب.
بيتنا الذي امتلكناه بالتقسيط بعد سهد وكد في غربة طويلة.
البيت الذي أفنينا صبانا ونحن نحلم للعودة والاستقرار فيه، في مدينة مستحدثة تحوم حولها الشبهات وتكثر عنها الأقاويل.
مدينة نشأت سريعا على قمة جبل من جبال محيط رام الله تناطح مستوطنة كبيرة تنتصب قبالتها، تخرج لها لسانها وتنعتها بالطارئة وبدورها تصفها الأخرى بتهكم: إنهم يُشَبِّهونكِ بي أيتها الفارغة.
كلاهما على أرض فلسطينية تتحدد هويتها بهوية ساكنيها.
وأنا هنا على شرفة البيت لا أدري من يحدد مصير نَصّيَ المبتور من ذاكرة حبلى بالثرثرة.
ثرثرة جارة فضولية وكتابة ملحة في وقت غير مناسب على الإطلاق.