ألبرزخ
كميل أبو حنيش / فلسطين
على َمدَخلِ الأبدية ِ
أخطو ِبقَدَميَ لا ِبِفُؤادي
أحاولُ تَرويضَ وَقتي كَمهرِ زواجٍ لهذا المكان
وأحبو َكطفلٍ بلا ذاكرة
كَأني غريبٌ عن الَشعَوذاتِ وكُل الصُحُف
سأحنو كَطفلٍ وأرنو إلى كُلِ شَيءٍ كَنُقطةً بدءِ
وَأُملي بنفسيَ سِفرَ البدايةَ
وأَكسرُ كلَ الدَوائِرِ والأغنياتِ الرَذيلةَ
وأحبِسُ تِلكَ الإِشاراتِ حولي
أُفَكًكُ كُلَ الطَلاسِمَ مِن جانِبَيَ
ومِن فَوقِ رأسي وتحتي
وأُملي بِنَفسيَ ِسفرَ الخُروجِ
وَلكن! سأترُكَ خلفي كُلَ العَجينِ
وُكلَ السيوفِ
وُكلَ الوعودِ
وُكلَ الخطايا
وأخطو بقلبي إلى أرضِ حُلمي
وأغزو بجيشٍ من الحبِ
والأغنياتُ الجديدة
بتلكً القلاعِ الرغيدة
2
أروضُ وَقتي
كما اعتادَ فلاحُ
تطويعُ بغلَ الحِراثَة ِ
أهدهدهُ كي ينامَ قليلاً
وأبحَثُ عَن فُسحةٍ في مَنامه
لِكَي أحضُنَ الأُمنياتَ كأنثى
وأستَنبِتُ الحُلمُ في أرضِ وَهمي
هنا يُصبِحُ الوَقتُ
كلباً وفيًا
يَعِضُ إذا ساوَرَتهُ البراري
إذا راوَدَتهُ النساءُ
إذا داهَمتهُ النجومُ
وإن ذابَ شوقاً لرَوضِ الزُهورِ
يَعُضُ وَيغدُوَ وحشاَ طليقاً
وَينهَشُ مِنكَ طَراوَةَ لَحمِكَ
يَمتَصُ دَمَكَ
فاحذَر زَمانَ البَراري
هُنا يَكَثرُ الحُلمَ
يغدو إلهًا
يُؤثِثُ قَلبَكَ بالأمنِياتِ
واحذَر أن يَتَسَوسُ ُحلمُكَ
فالعُزُ
يغزو أثاثَ القُلوبِ
إذا ما غَزتهُ الشُكوكُ العَنيدةَ
3
سَيشتَدُ عودي قليلاً
وأدرُجُ مَع كُلِ دَمعةِ عشقٍ بِجوفِ الظَلامِ
وأضحَكُ مع كلِ أنُثى بِرأسي
وكُلَ لُحيظةَ هَتكٍ بِعفَة َ وَقتي
المُزنرِ مِثلي بِقيدِ الحَديدِ
وَأثنوا بِكلِ نثارَةِ شِعرٍ
وأمتَصُ مِن ثَدي هذي الحياةِ
التي لا تُعَلِمُ إلا القَساوة
والانحِدارَ بِرِفقٍ
الى الهاوِياتِ اللَذيذة
سَأغثُوا قَتيلاً
قُبيلَ تَمَكُن قلبي بأن يَعرِفَ السرَ
ويَعرِفُ كَيفَ تبَيضُ السُنونُ أفاعٍ
تَبيضُ وُعودٍ
تَبيضُ جَداول
ويَنمو ويَنأى ويَرنو ويَعمى ويَنمو ويَثنى ويَعدو ويَبقى
دَليلي بِقلبِ الظلامِ الطَويل
ودَربي إلى الأَمنياتِ البعيدة
بقلم الاسير الفلسطيني الكاتب #كميل_ابو_حنيش
سجن ريمون الصهيوني