لا للقبول بأنصاف الحلول
سمير حماد | كاتب وشاعر سوري
سيبقى عظماء المبدعين والمفكرين، مصابيح تضيء دروب الشعوب في كل عصر و زمان.
ألم يكن برومثيوس هو المحرر الحقيقي للفكر البشري (معنى اسمه في اللاتينية المتنبئ بالمستقبل) هو من سرق النار المقدسة أو المعرفة من كبير الآلهة (زيوس) وأعطاها للبشر متحملاً أقسى العذاب نتيجة مغامرته العظيمة؟
أليس هذا شأن حاملي شعلة التنوير في كل زمان ومكان؟ أليسوا هم من واجهوا الأصولية الظلامية التكفيرية والاستبداد، للخروج بالشعب من ظلمات العصور إلى أضواء الحداثة، وإنارة مصابيح العقل والحرية، لتشعّ على العالم كله؟
كم نحن الآن بحاجة لمن يحمل هذه المشاعل المضيئة، و لمن يفكّ أسر الوطن والمواطن من المدّ الأصولي التكفيري الذي يعيش أوان سطوته …وتغوّله في صفوف الجهلة والسّذج والمتخلفين والمنافقين والانتهازيين من أبنائنا ليصنع منهم أبواقاً، وأعداء عتاة للحياة والتقدم والعقل باسم الاسلام، والمقدّس الموهوم، ويوهمهم أنهم محصنون بهما وأن مستقبلهم في ماضيهم لافي حاضرهم، وغدهم.
أليس من المفترض أن بعيش الإنسان زمنه بفكره وعقله وأدواته لا بعقل ماضيه وأدواته؟
لا مجال للقبول هنا بأنصاف المواقف والحلول، أو الاعتدال المنافق، فإمّا استخدام العقل، أو الانصياع للّلاعقل، إمّا مع التقدم والحداثة أو السير في ركاب الأصولية بأي ثوب أو قناع ظهرت أو تقنعتْ.
الأصولية التكفيرية سباحة عكس تيار الزمن والعقل والطبيعة وسيرورة التقدم البشري، تقدم نحو الهاوية والجحيم.
لا بدّ أن يأتي ذلك الوقت الذي لا تشرق فيه الشمس إلّا على أحرار البشر الذين لا يعترفون إلا بسيادة العقل وجمهوريته.