يوميات
بشير بشير / السودان
يُـومِـيَّـات
*****
الـغريبُ في الأمْـر أنَّـني ..
أصْـبحْتُ أشْـتاقُ أن أشْـتاقَ إليك .
فأنا هنا منذ أُسـبوعٍ ..
ورغم الـمسافاتِ الَّتي تفصلُ بيني وبينَكِ
لم أشعرْ في لَـحْظَةٍ من اللّحظاتِ ..
أنِّـي مُـشتاقٌ الـيك ..
وكيفَ يَـحْدُثُ ذلكَ ..
وانتِ لم تُـحاولـي أن تبتعدي عَـنِّي ..
حتِّى أشتاقَ إلـيك .
حاولي مـرَّةٍ ألاّ تَظْـهري لِـعينيَّ فـجأةً
من خلفِ ألأشجار الّكثيفةِ ..
المنتشِرَة هُـناِ في كلِّ مَـكانْ .
حاولي مـرَّةً ألاَّ تَـَتَحَدَّثي مـعي ..
عندما أتحدَّثُ للنَّاس الّذين أراهم كثيراً ..
وأتحدَّثُ إليهمْ كثيرا
حاولي مرَّةً ألاّ تَستمعي معي إلى الأغاني..
التي أسْمعُها في معظَمِ الأوقاتْ .
حاولي مرَّةً أن تهرُبي من أفكاري..
حتى أفَـكِّرَ فيك .
حاولي مرَّةً أن تغيبي عن عيْنَيَّ ..
لأبْـحثَ عنكِ .
حاولي مرَّةً أن تُريحيني لأتعَبَ فيك
حاولي مَـرَّةً أنْ تُحاولي
حاولي مَـرَّةً ألاَّ تَتَسَاقطي مع قَطَرَاتِ الـمطَرِ ..
الغزيرةِ العَنيفةِ هـذهِ ..
حتَّى أستطيعَ أن استمتعَ بـها ..
دون أنْ أراكِ تنظُرينَ سـاخِرَةً نحوي ..
تـُؤَكِّدينَ .. أنَّ كلَّ مُـتْـعَـةٍ سِـواكِ سَـرابٌ خَـدَّاعْ .
الـغريبُ في في الأمْـرِ أنَّـني ..
أوَدُّ أن أنساكِ ولو لِلَحَظَاتٍ ..
حتَّى استطيعَ أنْ أقـولَ لكِ ..
إذا الْـتَقَـينا بعد أيَّامٍ ..
إنِّي تَـذَكَّرْتُـكِ ولو مَـرَّةٍ واحِـدة ً ..
في مدينة الـفاشِـر البعيـدة .
ولكن يبدو أنِّـي لن أقولَ ذلكَ أبَـداً ..
وأنتِ تُسَيْطِرينَ على حياتي وما حولها ..
سَـيْطَرةً استعماريَّةً ..
مُـمْـعِنـَةً في رَجْـعِـيَّةِ اسْـتعمارهـا .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنية المحبوب .)