أدب

نبض العروبة

محمد أسامة| الولايات المتحدة الأمريكية

 (إهداء إلى أسود فلسطين)

ويحُ العروبة كيف اليوم تنتحِبُ

فالليلُ طال وجُنَّ العاقِلُ الأرِبُ

^^^

تبكي بها فزعٌ، ينتابها جزعٌ

العار لطَّخها بالذُّلِّ والكَرَبُ

^^^

هذي بلادي أراها اليوم قد فُجِعَت

من الخيانةِ إذ قد مسَّها العَطَبُ

^^^

فيها الدَّمار بها الأحلامُ ضائعةٌ

والعين تبكي ومنها الدَّمع ينسكِبُ

^^^

ويحُ العروبة من ذُلٍّ يُحيط بها

حتَّى جزعت وبات القلب يلتهِبُ

^^^

تلك العروبة قد أمست مسارحها

نهبًا وسلبًا وفي أثوابها الكذِبُ

^^^

كأنَّها دُفنت باليأس من زمنٍ

قد مُزِّعَتْ شجنًا إذ مسَّها النَّصَبُ

^^^

^^^

كأنَّها دُفنت من بعد ما انتهكت

قد خِلت جثمانها يبدو به الكأَبُ

^^^

من فرطِ يأسي أرى راياتِها انتكَسَت

أمام عينيَّ عِرضُ العُرْبِ يُنتَهَبُ

^^^

كأسُ المذلَّة بالأدران قد مُلِئَتْ

فيها السُّموم ليُسقى ضيمَها العرَبُ

^^^

وأصبحَ العُرْبُ في أحلامهم سفهٌ

إن حدَّثوا كذبوا أو حاربوا غُلبوا

^^^

تراهم اليوم في خسفٍ وقد جبنوا

صفرَ الوجوه من الأعداء قد هَربوا

^^^

لا غرو إن كان في الإذلال لذَّتُهم

كأنَّهم وثنٌ في ثوبهم جَرَبُ

^^^

إنَّ القذارةَ أسمى من رُؤوسهم

علاهم الخزي لا فخرٌ ولا حسبُ

^^^

ويظهر الذُلُّ في أعلى منابِرهم

والعزُّ منصرِفٌ عنهم ومُحتجِبُ

^^^

لا يسمعُ الحقَّ من في سمعهِ صمٌ

وليس يعرف عزًّا من به شَغَبُ

^^^

وكيف يدرك نصرًا من به صدعٌ

وانساق للغدرِ إذ يهوي به الشَّجَبُ

^^^

أمست فلسطين ذاك اليوم قد كشفت

عُهر الخبيثِ ومن باللُّؤم يضطرِبُ

^^^

أمست فلسطين والقسَّام يحفظها

نبضُ العروبةِ منها الفخرُ يُكْتَسَبُ

^^^

جلَّتْ وجوهُ بني القسَّام لامعةً

مثلُ النُّجوم وما في ظفرها رَيَبُ

^^^

أمسوا أسودًا بوجه الكفر حاقَ به

لفحُ الحروب إذا ما يُظهر الغَضَبُ

^^^

لله درُّ جسورٍ عاش منتقمًا

من وطأة الشِّركُ حتى صار ينقلِبُ

^^^

وجه المُلثَّمِ صار اليوم مفخرةً

يجلو فخارًا ومنه الغرب يرتعِبُ

^^^

جُنَّ الطُّغاة بذاك الوجه في ذعرٍ

العار يلحقهم ما مرَّتِ الحِقَبُ

^^^

من قُبحِ جهلهم ذلُّوا كم ارتجفوا

ولَّوا فرارًا  بلا ريبٍ بهم رُعُبُ

^^^

إنَّ الملثَّم ذاك اليوم روَّعهم

بالفخر يمضي وما في جِدِّه لَعِبُ

^^^

ليس الجمال بحُسنٍ طاب منظرُه

بل الجمال بثوب الفخر يُنتَصَبُ

^^^

والأرض في مرحٍ كم تزدهي فرحًا

والكفرُ في ترحٍ بالقهر يَنْتَحِبُ

^^^

حتى السَّماء أراها اليوم قد نزعت

ثوبُ الظَّلام بصبحٍ ليس يحتجِبُ

^^^

لو يعلم النَّاس أجرَ الصَّبر لانتفضوا

نحو الجهاد فذاك اليوم ما يجِبُ

^^^

بالجِدِّ تُدرك للإسلام عِزَّتُهُ

لا بالخنوعِ فذاك الوهم والوَصَبُ

^^^

^^^

والشَّمسُ تشرق إن حسَّت بزمجرةٍ

لا بالخوارِ ومن بالسِّلْم قد كذبوا

^^^

لا ييأسُ اليوم من قد عاش معتصمًا

بالله منتصرًا في حربهِ عَجَبُ

^^^

فالذلُّ يبلى أراه اليوم مبتعدًا

عن العُيون وبات الظَّفْرُ يقترِبُ

^^^

كلُّ الأماني أتت نصرًا أحِسُّ به

في باحة الفخر أمسى النَّصْرُ يُرتَقَبُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى