أدب

ألهث خلفك

ريناس إنجيم (وردة) طرابلس – ليبيا

ينزف صوتي

وكأن في حلقي شفرات

لأول مرة

أفقه معنى خذلان الصوت

وإنكسار الأوتار

رن هاتفي

قلت مرارا وتكرارا

مرحبا

مرحبا

لكنهم لم يسمعوني

هناك على الطرف الآخر

اسمع صوتا

يجعلني كفريسة مطاردة

اركض دون وجهة

فقط ابحث عن آمان.

يقيني شر الوقوع

 بين مخالب الحنين

وأنياب الفقد

كنت اصرخ بأعلى صوت

لكنه أغلق سماعة الهاتف

قائلا:

عذرا لا أستطيع سماعك

يبدو أنني لم أعد المفضل لديك

لم يأتِ معتذرا

ولم يكن بين خلجاته

أي شعور بالذنب

لكنني غفرت لك

ومع هذا

أتاني جثة خالية المشاعر

حتى إنه لم يكرر اتصاله

ألم تسمع صوتي

ماذا عن قلبك

ألم يخفق لأنفاسي

ماذا عن أصابعك

ألم تحن لخصلات شعري

أيعقل أني صرت باردة

للحد الذي لا أحدث تغييرا عندك

وأنا التي كنت

 أقلب مساءاتك صباحا

و صباحاتك ليلا

أنا التي كنت اقيدك

على ألواح اللهفة

وأعلقك بمسامير الانتظار

كيف انقلبت الموازين

فصرت ألهث خلفك

كظبية شاردة

 وأبكي غيابك

كـ طفل ضائع

في مدينة العاب

كل شيء فيها جميل وممتع

لكن أمه ليست هناك

كيف تمكنت منك المسافات

وجعلت منك خياطا ماهرا

تخيط كل ثغرات الحنين لذكرياتنا

وأنا لازلت أتدثر بشال

 أكملت حياكته وأنا أندن إسمك

في كل غرزة لي فيها

 حرف يقيني صقيع الوحدة

أنا لست مثلك

تجلس على كرسي هزاز

تقلم أظافر الزمن

بأسنان فولاذية

وتنفثهم في وجه السماء

غاضبا من لا شيء

على عكسك تماما

أحب أظافري

أعاملها كـ لوحة فنية

وأغازل السماء التي جمعتنا ذات مرة

وأكتبك في روزنامة حياتي

أنك رجلي

الذي أضاعني حين ضباب

ولم يكلف نفسه عناء

حمل فانوس

كي يبحث عني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى