عندما أترك قلبي (قصة قصيرة)

 

شهيرة أبو الكرم | فلسطين

أخرج مبكرا إلى الجامعة، وقبل الخروج أمرّ على قلبي وأنظره بحب، لا زال نائما لم تزعجه أبواب الخزائن في فتحها وغلقها، يعطي ظهره للعالم ويحتضن نومه الهادئ، ثم بكل الثقل والتأنيب أحمله بين ذراعي؛ فيستيقظ طفلي الصغير يراني متأهبة للخروج، يشد بشالي، يبكى، يحكم قبضته على ملابسي، ويرمي رأسه على كتفي، شعور مثقل ممتلئ بالإعتذار والحب، أهدّئ من روعه وأقبله، أحتضنه بشدة، وأخبره بأني ذاهبة إلى الجامعة، أعده بعدم التأخر، أخبره عن الوقت الذي سأعود عليه بكل صدق، وكأنه يفهمني، يثق بي، يتوقف عن البكاء، لكن يديه تزداد تمسكا بي، عيناه تقول كل ما يخطر بباله، أعطيه لجدته والدة أبيه، مؤكد أنها سترعاه مثلما رعت والده، يطمئنوني أنه بين يدين أمينتين حنونتين عليه، أخرج وبكاؤه يطرق جدران قلبي ويعتصره، أثناء المحاضرة الجميع غياب وهو حاضر، ما أن تنتهي ساعة حتى أرنو إلى السيارات؛ لأعود إليه، أشعر وكأني أسرع من السيارة إذا ما حملتها أنا بدلا من أن تحملني، كلما تجاوزت الطريق واختفت ورائي أشعر بأنها تمد ألسنتها وتتشعب وتطول، حتى أصله وأحتضنه وتعود الحياة لروحي باسمة، يروي قلبي وتأنيبه بعينيه لي يذهب بمجرد تقبيله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى