غرامٌ عاق
بقلم: مودة عبد الباقي حمد| السودان
أنتِ والدةُ الأشياء، ظَنَّكِ ترفلينَ في اختلافٍ لم يسبق له مثيل، خالَكِ لاتشبهينَ شيئاً، كانَ يُقسِمْ مراراً أنَّكِ ستكونينَ آخر البشرِ إنْ ظَنّوا مرةً أخرى أنّكِ تشبهينهم، لكنكِ عاق، وكنتِ مثلهم، أو أكثر تكراراً..
أنتِ والدةُ الأشياء، كانتْ شكوكه في خفارةٍ دائمية، إزاء حُبُّكِ الذي ضَمُرَتْ صلاحية معينه على الإنتهاء، قبل أنْ تبدأ حتى، لكنكِ عاق، وكان يتيمَ الحبِّ والحياة..
أنتِ والدةُ الأشياء، كانَ يوشّحُكِ بلطفه، رغم أمومتكِ التي تمنّى أبداً أنْ تكون، لكنكِ عاق، ولم تكُن، وكنتِ كالحجارة، أو أشد قسوة!.
أنتِ والدةُ الأشياء، وعاقٌ في آن، لم يُبدِ إهتمامه لشيء سوى أنْ تنهلينَ معه من حبٍّ غير آسن، لكنكِ جهنميّة الطراز، فَقذفتِ باهتمامه أرضا..
أنتِ والدةُ الأشياء، كان يرتّلها بإستمرار” فلتتغمدني-أحضانكِ- في واسع رحماتها”، لكنه نسيَ/ تناسى أنَّ عجاف القلوب لا ينفع معها نصيحة لو زُرِعتْ لهم سبع سنينٍ سنابل..
أنتِ والدةُ الأشياء، تحتَ قدميكِ تماماً، كانَ يظنها جنَّة، لكنكِ عاقٌ، وكانت قدميكِ مَنْبَتَ جحيمه، الذي رافق بوشكين لأجله طوال سنون مضيه معكِ، وكان أكثرَ شاعريّة منه، فتجرّعَ كأسكِ ظمآناً للطفكِ، و خرَّ ساقطاً لكِ، معكِ، لأجلِكِ، لكن لأنّ دونيّتكِ ورفقتكِ أصبحتا سياناً، ولا سيّما قلبه الذي بات كفيفاً، كان يرى نفسه هو ال” بدون”..
أنتِ والدةُ الأشياء، كان أقصى حلمه أنْ يحلّق معكِ في سماء هيامه، وكنتِ له ك “الفاتامورجانا “، أو أشدُّ وهماً!.