د محمد يحيى فرج | القاهرة
قصيدة: أتعبنى طولُ الترحالِ
أتعبنى طولُ الترحالِ
والعدو بكدٍّ لليالِ
أتعبنى أن أفنى عمراً
فى قطع وهادٍ و تلالِ
و الكل بنومٍ قد هنىء
و العين بسهْدٍ ووصالِ
و ألامس غفواً فى وجلٍ
من فوتى ركبٍ ورحالِ
و إدامى ما تلقى كفى
مجهول الصانع والحالِ
أزرده فى عجلٍ وحدى
أثناء مسيرٍ وكلالِ
أشتاق لأكلٍ فى بيتٍ
فى لمة أهلٍ وعيالِ
و سكون الموطن أعقبه
الشغل بقلبٍ و ببالِ
و أتمتم صلواتٍ أخشى
من سقمٍ أو مُرِّ نزالِ
يغشانى فرداً و نصيرى
يُعجزه طول الأميالِ
ما صبَّر قلبى أثلجه
ثمراتُ السفر وتجوالِ
ثمراتٍ كالدر الملقى
فى عمق بحارٍ كلآلِ
فالطير إذا بردٌ جاء
و أشتد صقيعٌ بشمالِ
أنقذه سفرٌ و رحيلٌ
لبحارٍ ناءت و جبالِ
و السمك بماءٍ ذا علمٍ
بثمارٍ نزوحٍ و نضالِ
و الماء تعطن إذ ركد
و الطهر بنبعٍ سيَّالِ
قد ظفر بدُرٍّ من خاض
بمياهٍ أو بالأوحالِ
لم يظفر أبداً من لاذ
بنعيمٍ باقٍ و ظلالِ
من ظل نؤوماً ما حاز
النيل بمجدٍ أو مالِ
و مقيمٌ يندر أن نبغ
و السفر كنبع الأفضالِ