الشريد والرمل

مروان عياش |شاعر يقيم في دبي 

 

لم يكن عدلاً

طمسُ الرملِ آثاراً 

غافيةً في مخدعِ قدميه

عليه أن يتركَ بعضاً منه

فعند كلِ سرابٍ 

تكالبتْ عليه هواتفُ البقاء  

لا بدَّ له من (قبلٍ..) 

يعودُ إليه

الخطواتُ نُذرٌ استعجلها المصير 

دليلٌ يُسيغُ ذكرى 

تمرقُ للماضي 

مُسْربةً بأهوانِ الحنين  

العتمةُ مارغةٌ

تراوده متعةَ السكون

يخلدُ إلى عقله 

يحضنه الخوفُ قليلاً 

تُرى أي مصيرٍ بلا أثر 

يتلصصُ الكثبانَ 

تتعرى دون خجل،

كأنها تمارس طقساً ما، 

في دِين الحت ،

ترقص فوق الأمس 

تنعثُ الدرب، 

تنهب ما ترك

حين ينتهي من عتمته

لن يجدَ بعضه 

هذا الرمل لئيمٌ ينتشرُ تحت جلده

ينغرس في دموعه 

يروي يباسه البكاء 

عليه أن يُغلق عينيه

الدموع غاليةٌ في هذه الصحراء

يكملُ الطريق بقلبه 

يتكئ على هبات الريح 

تأخذه إلى حيث لا شفق 

عليه أن يترك (بعضاً) منه

لشريدٍ آخر قد يعثر عليه صدفةً

أو ربما سينبت ذات يوم ليصبح (واحةً) 

تمر بها قوافلُ عبيدٍ

قرروا التشردَ حريةً

قد تصبحُ له مَحجات مقدسة  

وطريق آلام 

أسطورة شريدٍ هزمَ عماءات 

أَسرَ وحشَ الرمل 

عليه أن يتركَ بعضاً منه 

ويكملَ الطريق بقلبه…. 

يتعكزُ هاجسَ النهاية 

حتى النهاية

يجلسُ بعدَ حلم نافذٍ   

يراقبُ حباتَ رملٍ غاضبة

تتساقط من عنقِ زجاجٍ مقلوب 

حبسها الزمنُ في ساعة الرمل 

يضحكُ كثيراً 

حين يَقلبها لتبدأ من جديد… 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى