الشارقة الثقافية تعانق المسرح في بغداد وتستضيف الأدب الجزائري
إمارة الشارقة | خاص
صدر أخيراً العدد (57) لشهر يوليو من مجلة (الشارقة الثقافية) التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث جاءت الافتتاحية بعنوان (رهانات المسرح العربي)، مؤكدة أنّ التحولات والمتغيّرات العالمية لا تعيق تطور المسرح أو تهدم بنيانه وتحدّ من إقبال الناس عليه، بل على العكس تماماً تجعله يصوغ أسئلته بشكل مختلف، وتدفعه إلى تجديد نفسه وتنويع جمالياته، واعتبرت أن كلّ ما يجري من أحداث هي بمثابة وقود لتقديم مقترحات جديدة في تمثلات الفضاء المسرحي، ولتأصيل الأطروحات التي تنبع من قلب الواقع بهدف التصدي للتحديات المستقبلية.
وأضافت: كلنا معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالمسرح لمواصلة البحث والتأمل والعطاء، والعمل على تطويره وإخراجه من القوالب الجامدة، فتقاسم الجهود وتبادل الخبرات والتعاون الثقافي يجعل المسرح أكثر قوة وصلابة ويرسخ هويته.
بدوره أشار مدير التحرير نواف يونس، في مقالته التي حملت عنوان (الانتماء الفكري للأدب والفنون) إلى أنّ جيل الثمانينيات في عالم الكتابة الأدبية الصحافية كان يحمل فضاء شفافاً عامراً بروح التجديد والمغايرة لثقافة جديدة وفاعلة إنسانياً وإبداعياً، مضيفاً (نحن جيل تتلمذ على يدي كبار القوم وعباءات ظللتنا بفيئها الثقافي، من الذين سبقونا إلى عالم الأدب والكتابة، قرأنا لهم وتعايشنا وتناوشنا معهم في محاولة منا لصقل تجربتنا، وقد أفسحوا لنا المكان بشهادتهم وحضانتهم، لنكتب بأمانة وصدق.. وننحاز إلى الوطن وقضاياه، وإلى الوجع ومعاناة الناس، علمونا أن نهضم ثقافة تلك السلالة القوية من الأجيال، التي سبقتنا، وأن الأدب يتعدى دوره أن يكون مجرد مرآة تعكس الواقع، إلى أنه يسعى في جوهره لصياغة جديدة للحياة بوعي، وعي ينطلق من أرضية صلبة أصيلة في منبتها، نحو رؤية إنسانية شفافة).
من جهته، تناول يقظان مصطفى النهضة العلمية العربية المأمولة، إذ كانت الجامعات الأندلسية تموج بحركة علمية وفكرية ألقت بظلالها على كل أنحاء أوروبا، وكتب بدران المخلف عن بديع الزمان الجزري الذي نبغ في العلوم الهندسية بسنّ مبكرة، فيما احتفى حسن بن محمد بمدينة العلم والأدب والثقافة إربد الأردنية، التي وقع الاختيار عليها لتكون عاصمة للثقافة العربية في العام (2021م)، وتوقف وليد رمضان عند مدينة مقديشو التي اكتسبت أهميتها منذ فجر الإسلام، وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة بأنها مدينة متناهية الكبر، ووصف أهلها بكرم الضيافة.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع كل من عبدالعليم حريص وعمر الشيخ فعاليات (ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي)، الذي احتفى برموز الفكر والأدب في السودان، وتناول عمر إبراهيم محمد إحدى رائدات الأدب النسوي عائشة التيمورية التي لقبت بخنساء العصر الحديث، وتطرقت رويدا محمد إلى الشاعر إبراهيم طوقان الذي شكل ظاهرة مميزة في تطور الشعر العربي الحديث، وقرأ محمد نجيب قدورة سيرة الشاعر الجزائري الراحل عياش يحياوي الذي كان له دور في استجلاء العلامات والتحولات في تراث المجتمع الإماراتي، فيما ألقى علي بونوا الضوء على أول شعراء جزر الكناري المترجَمين إلى العربية (إلسا لوبيث) التي تعتبر صوتاً أدبياً إسبانياً معاصراً، وكتب صالح لبريني عن الطيب صالح الذي دمغ السرد العربي بخروجه عن المألوف، بينما رصدت هبة محمد تجربة الأديب فاروق خورشيد الذي كشف عن الأصالة الفنية الفاعلة في تراثنا الأدبي، وحاور محمد زين العابدين الدكتورة سهير المصادفة التي اعتبرت أن الشعر عمود أساسي للكتابة، وتناول عبده وازن رواية (عوليس) للكاتب الأيرلندي الكبير جيمس جويس والتي تعدّ أبرز معلَم في الأدب الحديث، وأجرى أحمد اللاوندي حواراً مع الناقد د. شريف الجيار الذي قال (الأقلام الشابة تأخذ جلّ اهتمامي)، وتناولت فاطمة سمير المسيرة النضالية العلمية الأدبية للأديب الدكتور صالح خرفي الذي يعد سفير الشعر والأدب الجزائري، وتوقف خلف محمود أبوزيد عند أحد أعلام اللغة والأدب العربي الأديب إبراهيم اليازجي الذي أدرك أهمية اللغة العربية ودورها الثقافي، وتتبعت ليندا إبراهيم تجربة الأديبة دعد إبراهيم التي انتصرت في كتابتها للقيم الإنسانية، كما حاور وفيق صفوت مختار الروائي محمد جبريل الذي أكد أن الصدق الفني معيار المبدع، وبيّنت د. بهيجة إدلبي المسارات العلمية والفكرية والنقدية للأديب محمد مندور، الذي يعد قامة نقدية راهنت على الخطاب الفني الجمالي، بينما حاور عبدالرزاق الربيعي الشاعر أديب كمال الدين الذي رأى أن الشعر يصف ما لا يوصف ويصور ما لا يصور، وقدم عزيز العرباوي مداخلة حول تجربة الشاعر محمد بن طلحة أحد أجمل الأصوات الشعرية المغربية الراهنة.
وفي باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: فادي الداوود مسار فني غائر في الذات والحكاية الشعبية- بقلم محمد العامري، معرض (مسافات) مرايا لوجداننا- بقلم ياسين عدنان، رسامو كاريكاتير عرب يستلهمون (عيد الأضحى) في أعمال باسمة– بقلم شريف الشافعي، اثنان جمعهما المسرح والحياة (سميحة أيوب وسعد الدين وهبة)– بقلم صفاء البيلي، حقي الشبلي.. أضاء طويلاً خشبات المسرح في بغداد– بقلم ظافر جلود، فيلم (تيسلا) يقدم محطات من حياته وعبقريته– بقلم د. أمل الجمل، مصطفى محرم.. حوّل الروايات الأدبية إلى أعمال درامية ببراعة- بقلم زمزم السيد، (حارس الذهب) صراع الجشع والقيم الإنسانية- بقلم أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: جاك دريدا رائد التفكيكية وحمولات الترجمة– بقلم شعيب ملحم، أصول النهضة المصرية ودور الصحافة فيها – بقلم حاتم السروي، (قصة الأدب في العالم) رحلة ممتعة في تاريخ الأدب– بقلم ناديا عمر، المصطلحات الفنية في النقد التشكيلي العربي– بقلم أبرار الآغا، حاتم الصكر يقدم قراءات في مقدمات نظرية وتطبيقية لقصيدة النثر– بقلم رولا حسن، في كتابه الجديد د. صلاح جرار يتأمل (الأدب الأندلسي)– بقلم عمر أبو الهيجاء، تداخل الصراع ورسم الشخصيات في (ماما بطة) – بقلم مصطفى غنايم، نصوص لكاتبات وكتاب من تسع عشرة دولة عربية – بقلم هشام أزكيض، (النقد اللغوي الحديث ونقد النقد) تأليف د. سمر روحي الفيصل– بقلم د. عبدالرحمن دركزللي.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: حوار حضاري بين زكي نجيب محمود والغزالي وابن رشد– بقلم د. محمد صابر عرب، النظام الجمالي عند ابن رشد– بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، (نونية) عديّ بن زيد العبادي– بقلم د. محمد علي عطا، جميلة الماجري بعض أسئلة الشعر والحياة– بقلم د. حاتم الفطناسي، (لامية العرب) من عيون الشعر العربي– بقلم انتصار عباس، غادة السمان.. الأديبة المسافرة– بقلم محمد حسين طلبي، بين عزلتين– بقلم سلوى عباس، شعراء صرعتهم قصائدهم– بقلم أحمد أبوزيد، رواية (شقيق الروح) والندوب العميقة في النفس البشرية– بقلم نجوى بركات، تداخل الأجناس الأدبية بين النقاد والمبدعين– بقلم سوسن محمد كامل، (نشيد الرجل الطيب) للروائي قاسم توفيق، لا منقذ سوى الحب– بقلم يوسف عبدالعزيز، الخط العربي جسر فني بين البشر– بقلم مصطفى عبدالله، الأدب بين الدلالة اللفظية وفن الكتابة– بقلم د. مازن أكثم سليمان، مقاربة التشاكل والبناء الفني في الحداثة الشعرية– بقلم د. حاتم الصكر، الأديب والاحتراف – بقلم غسان كامل ونوس، الروائيون واستشراف المستقبل – بقلم حسام حسني بدار، الإرث الحضاري وريادة ابن حمزة المغربي– بقلم يوسف الرجب، المعرفة توسع آفاق الشعر– بقلم د. يحيى عمارة، ثقافة التشكيل الوصفية– بقلم نجوى المغربي، فاتح المدرس رسام تملأ الأسئلة فضاء لوحاته– بقلم أنور محمد، لغة المسرح.. ما بعد الجائحة – بقلم مجدي محفوظ.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: رمضان إبراهيم بشير (في شارع الجميل!) قصة قصيرة، التشويق عبر الإيهام بالواقع (في شارع الجميل!) / نقد- بقلم د. عاطف البطرس، فوزي صالح (مواربة لاقتفاء الأثر) قصة قصيرة، د. أماني محمد ناصر (العدالة العمياء!) قصة مترجمة، أسامة الزقزوق (علبة الكبريت) قصة قصيرة.