تبتسم بثقب كبير

زهير بردى | شاعر عراقي – بغداد

بغرور انظر إليَّ

أسعى لأمشي ويقذفني إلىّ تماماً نيابةّ عنّي .لأرفرفَ كجثّةٍ نيابةً عن الموتِ، وأحفر كمراهقٍ  صغيرٍ الضريح َوأنا أدخلُ إلى حفلٍ سرّيّ وأشاهد نفسي في الجهةِ المقابلةِ للرقصِ، لم أستطعْ الخروجَ إليها ولم أعثرعليها لأنّها كما أرى أنّها ما زالتْ في مكانِها . ترقصُ بقبّعةٍ تشبهُ صلعتي وتبتسمُ بثقبٍ كبيرٍ يشبهُ منزلاً عتيقاً سقطَ مكسوراً بمهمّةِ فراغاتٍ مثيرةٍ من الماضي الذي كان يهتمُّ بعزلته ويتسلّى بغناءٍ مخيف، ومن أجلِ أن أقدر َعلى المشي استعنت ُبعجبٍ إلى صدفةٍ في أمرّ الأماكنِ تذوّقاً وبشكلٍ دقيقٍ، رأيته وقد سبقني منتظراً فكرةَ أن أكونَ خلفه كانّما يقودني عند بوابةِ متحفٍ رأيته منهمكاً بتقليبِ أصابع يديه. يحاولُ أن يعبرَ الكلامَ بما يليق تهشيم رغبته وأعني أنْ يجيء َ قبلي على قيد وقتٍ مخصّصٍ لأسمالي. وبكلّ غرورٍ يصعدُ أيقونة ويتكلّم مع قدّيسٍ على عتبةِ ترتيلةٍ ترفلُ بالثلجِ، وحينَ وصلتُ إلى عشبة وعلى متنِ قاربٍ من صلعةِ نيوتن. تجاوزتهُ لأنّه ليس أكثر أهمّية من غيري الذي يلوّحُ لي كأكثر فاشلٍ بارعٍ يحاورني متمرّدا حين لم يسقطُ المطر، لم يكن ْ هناك ورد ٌ في الليلةِ الثامنة من ولادةِ الحربِ . كما لم يكنْ قد اهتزّ في التأمّلِ تحت الشمسِ مدّة نبيذٍ يليقُ بمعبدٍ، ولم يكن بريئاً مثل فراشةٍ تبتسم.

***

يلعقُ النبيذ بالتراب

عرّافٌ متمرّدٌ لا يخجلُ من العواءِ في المشي وهو بلا أسمالٍ في يوم غسيلِ أرجلِ الآلهة، خشيةً من توبيخِ نبيذ ٍيسيلُ من شموعٍ تحت إيقونةٍ. تتجعّدُ نقوشُ كلماتها في رغبةٍ بيضاءَ كماءِ الملحِ بالضوءِ من فانوسِ القريةِ، ينظرُ إلى أقفاص تضحكُ على مفتاحٍ قديمٍ ينسدلُ من تجاعيدِ فردوسٍ بلذّةٍ، حين يتحمّمُ في حضن عرّافةٍ على السريرِ. فيصعدُ ويدلكُ بفصاحةِ ظلامٍ ومزاج ضوء يتحدث عن غيم في رقصات الطين وقناديل تضيء سيقان صباح، يضجرُ.

أن يدخلَ  مقهى نهري تحت جسرٍ بشكلِ قوس قزح وعلى أريكةٍ من قصبِ ناياتٍ يدخّنُ جمعُ كهنةٍ عراةٍ من نصابِ أنهارالجنة الطلاسم فينصتون إلى غرامافون يتخربش في الحر الناحل لا يميّزونَ بين غيمةٍ وضوء، ويكثرون بغير مناسبة النوم بلا غطاء ليتاحَ لهم أداءَ مراسيم الحبّ بجوقات أصابعهم الدلال في بئر مهدوم، يلعب نبيذ الغبارويمسح فمه بالغيمِ ويحرص بكل سرور أن يضع لحظة وصوله فوق مائدة القرابين، ما يقذفه المطر ُوالتراب والضوء من فحيحٍ يعتادُ النوم فوقَ أخطاءِ الطلقٍ ويقذف ُبجسده على فراشِ الحياة بمهارةٍ فائقةِ الدقّة كعادةِ صلاةِ كلّ فجر ليّنٍ، يتأرجحُ في كلامه الحرّ يُودِعُها كل معجزات الحب.

***

تخمين
كنتُ فيما ليسَ لي أن أخمّنَّ أنّ الآخرَ منّي يعجنني كمثلي بأخطاءٍ ما زلتُ من اوّل وردٍ لآخر ضالةِ كلامٍ من خمر فكرةٍ، تخيطُ الضوءَالمشغول بطبعِ الكتابةِ ٠أكادُ أن أنامَ في منزلِ الحبّ في ملمسُ غيمةٍ أو لمعةِ خيطِ نصّ لا يسعه إلا، تأمّل ظلّ كانّه ضوء مناسب من خلل نظرتي الى إعلاي المجنون في أسفل الرعشةِ بأقداحِ زيتٍ من نافذةِ الورد ،وأبر ترقصُ كمجنونٍ ثملٍ فيما تنشغل ُبخياطةِ صحيحي لم يكمل على اتمّ سيرة ِخلق٠
وكنت أكادُ أن أصيرَكاملاكمن جاء في الليل ولم يمسّه ظلّ في المكانِ الاعلى من صخب رغبةٍ لم تقلْ كلمتها الاخيرة ،وأظنّ انّي كنتُ ما زلتُ في الصلصال بقليلِ منفى أفتنُ غموضاً منذنساءٍ قبل اوبرا أكثر براعةً من نبيذٍ ،وكنتُ اهربُ بالنبيذِ منهنّ برائحةِ موتى تشبهُ لحظةَ عريٍ مثل إلهٍ كنتُ أرغبه ينضجُ في عجائب عقمِ فرّيسٍ تنبأ ببوحِ أنحاءٍ تترنّحُ بحليبٍ متوتّرٍ قبلَ أن تصلَ الىّ وتتكلّم هاذية برعشتي وبابّهة عباراتٍ مفرطة الحنّاء باناملِ الضوءِ وبأطراسِ أثرلا أثرله في قدحِ خمرةِمعبد ٍ أمامه عميانٌ خلفهم ينطّ رملٌ وينشغلُ غيمٌ شغوفٌ بنقوشِ فسيفساء ينادمها بالظلّ ٠بتلويحة قصب مثقوب الدهشةِ أكثر ذبولاً من شفةِ فراشةٍفي حوارٍ ينصت فيها العطّاب٠ ويسعلُ ويحمرّالعسلُ من الخجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى