ليس بالأمنيات وحدها تُبنى الأوطان
سمير حماد | كاتب وشاعر من سوريا
ليس بالأمنيات وحدها تُحمى الأوطان، ولا بتجاهل الواقع أيضاً. بل بالبحث عما يؤمن الاستقرار وعما يجمع بين الأبناء، لا عما يفرّقهم ، ويشتت شملهم ، ولا يكون هذا الا باحترام التفكير الصائب والقرارات السليمة بعيدا عن المذهبية والطائفية والاثنية والقبلية والعشائرية والبحث عن العدالة المفقودة في القضاء والمؤسسات والوزارات فإحساس المواطن بالعدالة والأمان يجعله امينا على ذاته ووطنه.
لكن لابد من تأمين الحرية للجميع إبداعاً وحواراً بعيداً عن الهيمنة الأمنية والحزبية وتجنب العقاب لأي رأي فيه مصلحة الوطن والمواطن هذه الحرية تفسح المجال أمام تنمية الوعي الوطني والاحساس بالمواطنة ليشعر كل فرد ان لاقيمة له دون وطنه وأن أمن الوطن من امن المواطن والعكس صحيح وحينها يصبح المواطن جاهزا للدفاع عن وطنه طوعا لا كرها.
إن الخاسر الوحيد في المجتمع هو من يفقد قيمة المصالحة مع نفسه ومع الآخرين من خلال فقدانه للوعي باهمية الوطن.
هذا الوعي القائم على ثقافة احترام الذات والآخر بغض النظر عن الطائفة والدين والمذهب والعرق.
وتبقى الديموقراطية هي الأساس المكين للوصول الى الاختيار السليم وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع وليس بقوة العضلات والهيمنة الحزبية والتعصب بأنواعه.
إن ما جرى و يجري الآن يدفعنا للتفكير باهمية الحوار بين أبناء الوطن الواحد، وأهمية نبذ الخلافات والبحث عن الأسباب والمقدّمات التي قادت إلى ما نحن فيه من ويلات وخراب لتجنبها.