تأملات في الزمن
سيد طاهر / مصر
كان يظن أنه والزمن أصدقاء..
وأن بسمته له هي عهد وميثاق ..
ومضى يختال بما حباه الله من وجاهة ومن خيرات ..
وغرته الدنيا وغره بالله الغرور ودون سابق إنذار..
تخلى عنه الزمن ومضى في طريقه وتركه يدفع الثمن ..
ناداه يا صديقي أنا من أغريته بدوام الأحوال ..
إلتفت له الزمن وقال : دوام الحال من المحال .. ورحل ..
نظر في المرآة لم يعرف إن كان هو نفسه أم بقايا إنسان ..
كان يرى من قبل نفسه سراب إنسان..
زين له الشيطان الخلود وطمعه بطول البقاء..
نادى الزمان أهذا عهدك يا صديقي ؟!
رد الصدى أنا ليس لي في الدنيا أصدقاء ..
كل البشر عندي سواء ..
قال له : يا لك من غدار ..
نظر إلى صورته في المرآة وقال : أين الشباب والفتوة والبهاء..
رد الصدى : اليوم غير الأمس ..
وغداً تكبر يوماً وتوقع بالإستلام..
فاسعى ما بقي لك من فتات العمر..
لعل الله يقبل منك التوبة ويكرمك بحسن الختام ..