كيدهن عظيم
وثيق القاضي / اليمن
كيدهن عظيم
لم أراها لوهلة تتصفح الفيسبوك
بحيث أنني آمنت كثيراً بأنها لا تملك حساب فيسبوكي
وتأكدت جيداً أنها لا تعلم شيء عن هذا البرنامج ولا تعرف ماذا يعني البريد الإكتروني والرقم السري
وهذا ما جعلني أكتب كل فكرة تتسلل إلى قلبي وعقلي خلسة
أعزف بأصابعي على الكيبورد كما يُعزف الجيتار
أكتب نصوص النثر والومضات من خيالي
أستخدم إسم مُستعار لأُنثى تُدعى سارة وأتغزل بها عبر نصوصي
تحاشيت وصول نصوصي إليها عبر واحدة من اللُصات وأستخدمت إسم فتاة لا توجد في قريتي
كي لا تسرح بخيالها إلى البعيد وتظنني قد بدأت بخيانتها مع إمرأة أُخرى , لكن بدأ الشك يروادني بأنها قد قررت راتبٍ مُغري لواحدة من الفتيات البعيدات مُقابل أن تظل مُتابعة لِكتاباتي,نصوصي وقصصي
عند عودتي إلى منزلي جائعاً
طلبت من فاتنتي تطهو وجبة عشاء لذيذة
ترد علي بلهجة حادة وتقول مُعاتبة سأطهو لك قلبي وأقدمه وجبة دسمة
ووجهها يشتعل غضباً
تمسك عُلبة الفول وتفتحها بقوة
ثم تردد سارة يا سارة , كيف حالك يا سارة
تحرك حبات الفول بالملعقة وتظل تردد إسم الفتاة الوهمية التي أتغزل بها
يصرخ قلبي مفزوعاً
أظل شارداً وأسألني
يا ترى ماذا تقصد هذه الأُنثى
حينها علمتُ بأن هُناك لُصة تتابعني
ترسل إليها جميع نصوصي
وهذا ما جعلها تغضب مني وعلى وشك أن تكرهني
أطفأت نار غضبها بإبتسامة عذبة
وهأنا أقنع فاتنتي بأن سارة أُنثى من الخيال
أخترعتها من مُخيلتي أنجبتها من رحم اللغة,
وبعد أن أطفأت نار غضبها
قطعت عهداً علي بأنني سأظل أبحثُ عن تلك الفتاة التي تتسلل إلى صفحتي دون أن تستأذنني
الفتاة الشيطانية التي أشعلت النار بين حبيبين
وعندما أجدها سأرمي بها من أعلى الجبل إلى الأسفل
ذلك جزاء فعلتها الشنيعة التي كادت أن تخرب حياتي