نص يحاول أن يليق بك

المهدي الحمروني / ليبيا 

 

أريد بك أن أختلف
بلا شريك لي
دون حواربين وأتباع
وحدي
لا أحلاف آخرين في رؤيتي
أريد لصورتك أن تنقش حفظها
في ذاكرة التوق
بحدها الأقصى
أن تبصم ختمها في القلب
وتوقِّع ميثاق مجدها بي

مثلما هي مستحقةٌ للتأمل بعمق
لنصٍّ يحاول أن يليق بها
انقطعت به سبل القريحة
لم يكن لي مفرٌّ من سطوتها
لم تكن لي حيلةٌ في تقصيري

بما هو أنزهُ للإلهام
تصوغين وحيك بأزرِ عظمة الرؤية

يصطفيك الشعر لنبوته
في صورةٍ مولعةٍ باكتشاف الشعراء
يُعتكف إليها مديدًا
يُخشى عليها من العين
تمتلكين بسحرها “ريموت” القصيدة
حين تُراهن اللغة عليك
فتتطلع لتفهّمكِ العفوي
نحو مزيدٍ من القدح
لاحتمال فضولٍ شاعرٍ

لا جزاء لمديحٍ أثمن من إصغائك
لأرى هذياني متاعًا لك
إن جاز له ما لا يجوز لغيره
في ينابيع وحيك
بعشقٍ وتصوف
بمثله تُنحتُ شاعرية الأبد
ما إن أكون حيالك
حتى تشتعل كيمياؤه في المخيلة

كنت سأنضب دونك
في هذه المفازة الجحود

يستحقك النصُّ دون تواضع
بطاقةٍ مُطلقةٍ من الشعر
يجدر بنورك “سلفيّهُ” الخاص
أحبك مغرورةً بسلطانك
كي لا أدَعَكٍ لسواي
بمُحيًّا مُناطٌ بالتنزيل
كلوحةٍ مُضمَرةٍ بالتعاليم
أنا الكفيل بِسِلال قِطافه
لم أكن أنشُدُ محضَ مُلهِمةٍ
قدر يقيني بمطافك
وكعبة شعائرك

ستصوغين سِفرك كما تشائينه
بقداسةٍ لا تُضاهى
فتجلّي بما تحلم القصيدة لتعبُّدي
لأُسرِح صوتي في مدىً لا يشيخ
صهيلاً على صهوة الريح
يحُق لك عرش العروش قاطبةً
كلما تُجنِّحِين الكلام لأُفقٍ أعلى
لِصدىً طارده طويلاً
كأبّهةٍ لا يطالها خيال
قريبًا لِسِدرة منتهاكِ

مدّاحوكِ قبلي ماقرأوكِ مثلي
أو أنك لم تستوعبي فِعلك في السِّحر
لذا كنت معنيًّا باكتشافك الشعري
وحريًّا بحظوة ذِكرك
في أيقونة الفيض

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى