في ذكرى وفاتها.. “الأميرة فوزية” أجمل نساء الأرض
فريدة شعراوي | باحثة وكاتبة مصرية – الإسكندرية
تحل اليوم الخميس 2 يوليو الجاري، ذكرى وفاة الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق الأول ملكي مصر، حيث توفيت في مثل هذا اليوم من عام 2013، عن عمر ناهز 91 عاما.
الأميرة والإمبراطورة فوزية فؤاد.. جميلة أسرة محمد علي بلا منازع، كما لقبت بأجمل أميرات العالم لأناقتها وجمالها الأخاذ، فقد كانت أشبه بممثلات العصر الذهبي وكانت بالنسبة للصحافة والعالم صاحبة إطلالات مذهلة وفاتنة لا مثيل لها فى عصرها تكونت من مزيج من الموضة الأوروبية والغموض الشرقى.
ولدت الأميرة فوزية في 5 نوفمبر عام 1921، وكانت ثاني أبناء الملك فؤاد الأول ملك مصر من الملكة نازلي، أحد أجدادها لوالدتها الملكة نازلي كان ضابطًا.. أكملت تعليمها بسويسرا، وأتقنت هناك اللغتين الفرنسية والإنجليزية، بعد انتهائها من دراستها في أوروبا.
عادت إلى القاهرة وأصبحت حبيسة في القصر الملكى، حسب القواعد والتقاليد المصرية، وأصبح خروجها من القصر الملكى للتنزه بمراقبة من خدم القصر، وكانت تعشق الموسيقى الكلاسيكية وتعزف على البيانو ببراعة، وتحب القراءة والرسم، وركوب الخيل وكانت تهوى الغناء الأوبرالي وعروض الباليه.
وفي مارس من عام 1939، تزوجت الأميرة فوزية من ولي العهد الإيراني “محمد رضا بهلوي” وأقيمت مراسم زفاف أسطورية في حفلين كبيرين أحدهما في القاهرة والثاني في إيران.
كان وجه الأميرة فوزية سعيدا على ولى العهد، حيث تم تتويج محمد رضا بهلوى شاه لإيران، بعد نفى والده الشاه رضا بهلوى إلى جنوب إفريقيا بعد الغزو البريطاني الروسي لإيران عام 1941 إبان الحرب العالمية الثانية، لتصبح الأميرة فوزية إمبراطورة لإيران وتحصد اللقب الملكي الثاني لها، كما أنجبت من الشاه الأميرة شاهيناز بهلوي.
لم تتمكن صاحبة الجمال النادر من التأقلم مع السلطة التي فرضها عليها شاه إيران داخل القصر، لتطلب الطلاق من زوجها، لتحدث أزمة بين مصر وإيران بعد الطلاق، الذي وقع عام 1945. وكان طلاقها بهذه الطريقة حدثا نادرا في الشرق الأوسط، لم يحدث من قبل أن تتخلى زوجة عن لقبها الملكي لتطلق من زوجها لأي سبب.
تزوجت الأميرة فوزية مرة أخرى في عام 1949 من العقيد إسماعيل شيرين آخر وزير حربية وبحرية لمصر فى العصر الملكى، وأنجبت منه نادية وحسين، وبعد ثورة 23 يوليو فضلت العيش فى الإسكندرية بمنطقة سموحة.
انغمست الأميرة فوزية بالعمل الخيري، و مساعدة المحتاجين فكانت تقوم بزيارات للملاجئ والمستشفيات بغرض تطويرها، وافتتحت الكثير من المبرات الخيرية في مختلف بقاع المحروسة، كما اشتركت في تقديم المساعدات بمشاركة اخواتها الأميرات أثناء حرب فلسطين.
وأنشات الأميرة فوزية أيضاً “تكية فوزية الخيرية” حيث تبرعت بمنزل كبير بالسيدة زينب كهبة منها لأهالى الحى، وكان يومياً يقدم الثلاث وجبات ويعمل به فريق عمل ضخم ليسد حاجة أهالي المنطقة أو عابرى السبيل الذين لم يجدوا رزق قوت يومهم، فقرروا أن يبحثوا عنه داخل هذا المطعم الخيرى والفاخر فى نفس الوقت.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2013، توفيت إمبراطورة إيران السابقة الأميرة فوزية، وشيع جثمانها في جنازة متواضعة في 3 يوليو 2013م، من مسجد السيدة نفيسة وتم دفنها بجانب زوجها الثاني إسماعيل شيرين الذي توفي في 1994.
قال عن جمالها السفير البريطاني في مصر السير مايلز لامبسون “رأيت بها أجمل نساء الأرض”، كما قال عنها شارل ديجول رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق في مذكراته “إنها المرأة التى ترك الرب توقيعه عليها”.
وقال عنها ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني: “شقيقة الملك فاروق فوزية إمرأة صاحبة جمال نادر غامض يجبرك أن تتمعن فيه بلا ملل ولا كلل إنها منحوتة فائقه الجمال”.
جمالها جذب عيون كاميرا المصور الإنجليزي الشهير “سيسيل بيتون” لتظهر في مجلة Life ووصفها بأنها: “صاحبة النظرة الحزينة وشعر شديد السواد ووجه منحوت بدقة ويدين ناعمتين ورقيقتين خاليتين من تجاعيد العمل”.