نبراس الحب

أبو نبراس البوصافي | سلطنة عمان

إنِّـي أتيْتكِ في ثوْبِ المساكينِ
مُرقَّعَ القلْبِ لا شيءٌ يُواسِيني

هلَّا رحمْتِ فقيرًا جاءَ مُفْترِشًا
لحْنَ الحياةِ وقُرْطاسًا منَ الطِّينِ

النَّاسُ ترْمُقُني ما بالُ مجْلِسهِ
يكْتَضُّ بالوردِ والدُّرَّاقِ والتِّينِ

أقامَ خنْدقَ أزهارٍ وقدْ بُعِثتْ
لواعجُ الحبِّ في شتَّى المَيادينِ

أجابتِ العينُ عنْ ما كنْتُ مُخْبأَهُ
بنْظرةِ وُلِدتْ من دونِ تأْبينِ

قنْديليَ الحبُّ والأشواقُ محْبَرتي
وكعبةُ الشِّعْرِ لا تخشى دواويني

القلبُ مِحْفظةُ الإعْجابِ في نظَري
والعيْنُ تعكسُ إعْجابي بلا حينِ

أقمْتُ مَعْرضَ لوْحاتٍ هلمَّ بنا
لنقطفَ الزَّهرَ ما بينَ البساتينِ

ونحْتَسي الشَّوقَ في كأسِ الغرامِ على
صوتِ المياهِ إذا ماجتْ بتلحيني

لا يحْتَسي الخمْرَ إلا مَنْ يُعاقرُهُ
ومُحْتسي الحبِّ قدْ يحيا كَمجنونِ

يا لبْسةَ البدرِ إني تائهٌ وعَسى
أُضمَّخُ اليومَ في قمْصانِ خدَّيْنِ

أظلُّ أجمعُ أيَّامي التي بقِيَتْ
فإنَّ نظْرةَ عُجْبٍ منكِ تكْفِيني.