جذور الغياب

أحمد إسماعيل / سوريا

عندما يغني الغياب
تكتفي الكاردينا بتحريك لبنات الحنين
لتعمر بها بيتا
أعمدته مزخرفة بتيجان الانتظار
لا قدرة هناك
و لا وسيلة
تجنبك شفتي الحب
وإصرارك الشديد ضعيف ليئد الشوق
في صدر
نافر بالقصائد

كم تدعي المعرفة
أيها اللاجئ إلى أطراف الليل
ما كل من قرأ تاريخ عينيها
وبلغ سدرة نبضها
زمزمه اليقين
لذلك
لا تحزن إن شد الجهل رحال قوافله
إلى حفنة من تراب غنجها

الجهل الذي يربك الحقيقة
لا قواعد لحروبه
لسلامه
يلتهم حتى فضلات الوقت
على مائدة ورق
أو على صرير باب تهذبه الريح
مع كرسيك الهزاز الغارق بالأزيز

ليت الأمل يكف عن ممارسة وظيفته
كحارس عتيق يوقظ رحيق خدودها
وليت نحلات اليراع تكتفي
بكلمة تبدأ كغبطة الصباح
أو وجهك الذي يهيئني لرقصة زوربا
بلحن ابتسامتك

الجهل كزهرة حبق ( أرض الديار )
تعرف كيف تقلق مضجعك
بمجرد اقتراف عينك أو يدك ذنب لمسها
ولو على سبيل الخطأ
تعلق بين أصابعك
وكلما يبست سقتك بلغة الفضول

الجهل تفاح الفراغ
لا ترى فيه سوى الأحمر الحار
و السكر المندلق في أحاديثها
و الفيتامينات التي تنشط مقلتيك في تتبع حركاتها
وكأنها تصنع مؤونة لقلبك
تكوي به جراح تلوثك بأنفاسها
وما تبقى من مائها تجدد به معنى انجرافك
كحصى قاسية
لا جذور لتتشبث بها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى