هي نفحة قدسية
إبراهيم شافعي | مصر
مَا سِرُّ شَدْوِ الطَيرِ حِينَ يَراكِ
عَزَفَتْ عَلَى وَتَرِ الحَنِينِ سماكِ
خَطَّتْ عَلَى وَجْهِ الثَّرى أقدامُها
بَاتَتْ حُدودُ الكَونِ دُونَ حِراكِ
ذَاكَ النَّسيمُ وَقَد تَعَطَّرَ خدَّهُ
مَن يَا تُرى قَد مَسَّهُ إلاَّكِ
شَجَرُ الخَرِيفِ وَقَدْ تَسَاقَطَ حِمْلُهُ
عَادَتْ إِليْهِ الرُّوحُ حِينَ رَآكِ
مَا ضَوْعُ ذَاكَ الفَجْرِ إلاَّ نَفْحةٌ
قُدْسِيَّةٌ قد عَطَّرتْهُ يَداكِ
والشَّمْسُ حينَ اشتدَّ مِنْكِ لهيبُهَا
مَا كَانَ ذَا إِلاَّ لحرِّ لمَاكِ
العشقُ يا قلبي فأنتِ حدودُه
لا غايةٌ للعشقِ غَيرَ لِقَاكِ
هيَّا اسْكُبي في فيَّ من خَمْرِ اللمي
أواهُ لو يدري حريقي فاكِ
ثَّم احْتَويني كي أُفارقُ وحْشَتي
فإذا ضممتِ فأحسني إمساكي
فعلى جناح الخد ذاك وسادتي
ثم اسْكْني في مهجتي سُكنَاكِ
إني تركتُ فداءَ قلبِكِ خنجري
لا تقتليني والذي سَوَّاكِ
لم أدرِ كيفَ يموتُ قلبّ عاشقٌ
حتى طعنْتِ القلبَ من نجواكِ
يا أمَّ قلبي إنَّ حبَّكِ قاتلي
فترفَّقي قد أجرمت عيناكِ