إنها حقا حالةٌ في الحب

أحمد عبد الرحمن جنيدو / سوريا 

أَنَـا حَـالَـةٌ فِـي الـحُـبِّ لَا تَـتَـكَـــرَّرُ.
عِـشْــقٌ تَـدَلَّـى مِـنْ سَــمَـاءٍ يُـبْـهِـرُ.
وأُرَصِّــعُ الكَـلِـمَـاتِ عَـقْـداً مَـازِنـاً
لَـمْـحـاً لَطِـيْــفـاً كُلَّ حِـيْـنٍ يَـظْـهِـرُ.
وأَنَا المُكَـنَّى فِي القَـصَـائِـدِ صُـوْرَةً
مِنْ قَـبْلِ إِحْـسَـاسِ القَـصائِـدِ تَـشْعِرُ.
لُـغَـتِـي طُـقُـوسٌ لِلجَـمَـالِ رِسَـــالَـةٌ
خَـضْـرَاءُ بُـوْحٍ فِي النَّـقَـاوَةِ تَجْهَرُ.
هَـمْــسُ العِـنَـاقِ ولَـهْـفَـةٌ مَجْـنُـونَـةٌ
أَنَـا آخَــرٌ فِـي شُـــــــوقـهِ يَـتَـأَخَّــرُ.
قَـبلَ الـتَّـشَـكُّـلِ أَنْـتَـمِـي لِخُـصُـوْبَةٍ
بَـعْـدَ الـتَّـكُــوِّنِ بِـانْـتِـمَـائِـي أُثْـمِــرُ.
لَا تَـسْـأَلِـيْـنِـي فَـالسُّــؤَالُ بِحَـالَـتِي
جُـرْحٌ تَـمِـطَّى فِـي الخِـيَـانَـةِ يُبْـحِرُ.

صَـدْقُ البَـرَاءةِ قِصَّتِي ومَشَـاعِرِي
لِـلـنُّـوْرِ تُـخْـفِـي سِـــــرَّهَـا وَتُـنُـوِّرُ.
أَنَا لَعْنَةٌ فِي الجَّـهْـلِ أَصْفَـعُ فِكْرَتِي
والفِـكْـرُ سِــــجْـنٌ كِـيْـفَـمَـا أَتَـحَـرَّرُ.
وأَمُـزِّقُ الأَوْرَاقَ أَصْــبُـو إِنَّنِــي
سَـطْـرٌ تُـقـلِّـبُـهُ الحَـضَـارةُ يَـظْـفِـرُ.
يَـجْـتَـرُّ أَسْــمَـاءَ الوصايةِ مُـرغَـماً
ويُـعِـيْـدُ تَـرْكِـيْـبَ الحُرُوْفِ فِيَهْدِرُ.
بُـوْحُ العُيُوْنِ وَهَـمْـسُـهَـا وحَـنَـانُها
ولِـسِـحْـرِها أَمْـضِـي اللِيَالِي أَسْـهَرُ.
فيَـطٌـوفُ حُـولَ اللَمْزِ مِثْلَ فَـرَاشَـةٍ
وَ خُـلَاصَـةُ الإِصْـرَارِ لَا يَـتَـعَـثَّــرُ.
يَـنْـأَى بَـعِـيْـداً فَـالـمَـرَاقِـدُ لُـعْـبَـةٌ
فِـي جُـلِّ أَرْجَـاءِ الـمَـدَى يَـتَـبَـعْـثَـرُ.
كِـبِـدَايَـةٍ مَـقْـلُـوبَـةٍ أَحْــدَاثُـهَـا
ونـهَـايَـةٍ فِـي سَـــــرْدِهَـا تَـتَـقَـهْـقَـرُ.

وعَـلاقَـةٍ مِـثْـلَ الغِـنَاءِ مَعَ الصَّـدَى
وحَرُوْفِ صِدْقٍ فِي المَتَاهةِ تَحْضِرُ.
يَا حُـبُّ يَا وَطَـنَ الصَّـفَـاءِ وَمَعْقَلِي
صَـمَـتَ الـغِـنَـاءُ وَنَـايُـهُ يَـتَـذَمَّـــرُ.
يَـا أيُّـهَـا المَـسْـكُـوْنُ فِي أَحْـشَـائِـنَا
لُـبُّ النَّـوَايَـا فِـي الـخَـفَـايَا تَضْـمِـرُ.
حَـاوَلْـتُ مَـنْـعَ صبابتي وصَـهِـيْلَهَا
عُـدْتُ الـمُـدَانَ وجُـرْمُـهُ يَـتَـكَـسَّـرُ.
يَـتَـجَـاسَـرُ القَـلْـبُ الحَـزِيْـنُ بِحُـلْـمِهِ
شُــوْقـاً بَـرِيْـئـاً فِي التَّـمَـنِّـي يَـكْـبِـرُ.
هَـمَـسَــاتُـهُ قَـطْـفُ النُّجُـوْمِ وعِقْدُهَا
فِـي نَـبْـرَةٍ تَـرْنُـو الـسَّــلَامَ وَتَـعْـبِـرُ.
عَـقْـلِـي وَرُوْحِـي نَـادَيَـا مِنْ مُهْجَةٍ
مُـنِّـي عَـلِـيَّ بِـنَـظْـرَةٍ أَتَـغِـيَّــرُ.
والمُـبْـهِـجَـاتُ مِنَ العُـيُـوْنِ لَوَاحِظٌ
تَـرْوِي المَـتِـيْـنَ بِلَا دِفَاعٍ أَخْـسَـرُ.

وجُـوَابُهَا حُـوْلَ الطَّوَافِ لِخَصْرِهَا
عَـشْـــراً تُـقَـادُ بِـذَنْـبِـهَـا تَـتَـكَـفَّــرُ.
وسَـجِـيْـنُ صَـدِّكَ بالرَّجَـاءِ مُـقَـالِـدٌ
زِنْـدٌ صَـلِـيْـدٌ والـرَّوافِـدُ تَـسْـــــقِـرُ.
اِسْــكُبْ حَنِيْنَكَ فِي التَّوَارِي فَارِغاً
يَجْلُوْ الزَّمَـانُ وفِي التَّسوِّلِ يَغْدِرُ.
فِي الحُـسْــنِ لا حَـدّاً ولا بُـعْـداً لَهَا
ذَا القُلْبُ يَفْضَحُ فِي الضَّنَى يَتَسَتَّرُ.
بِالوَهْـمِ والوَسْــوَاسِ يَخْضِعُ نَبْضَهُ
والدَّفْـقُ بِـاسْـمِـكِ يا مَـلاكِي يَصْدِرُ.
عِـشْــرِيْـنَ حُلْماً تُـبْـدِعِيْنَ قَصَائِدِي
والـحَـرْفُ مِـنْ ظَـمَـأِ الثَّـوَانِي يَنْثِرُ.
آتِـيْـكِ مِـنْ خَـلْـفِ الـفُـتُـوْرِ مُحَـمَّـلاً
بِـالـرِّيْـحِ وِ الإِيْـحَـاءِ عَـهْـداً أُجْـبِـرُ.
وأَمِـدُّ أَطْـيَـافَ الـسُّــــؤَالِ مُـحَـلِّـقـاً
فُوْق الـسَّـحَابِ وَوَجْهُهَا مَنْ يُمْطِرُ.

يَا ضِـحْـكَـةَ الإِشْــرَاقِ فُوْقَ جِبِيْنِهَا
شُــدِّي مَـرَامَ القَـطْـفِ إِنِّي أَنْـضَرُ.
فِي خَـدِّكِ الـنَّـوَّارُ فَـاحَ عَـبِـيْــرُهُ
وَشِـفَـاهُ عِـشْـقِي بالتَّـضَـرُّعِ تـزْهِـرُ.
والـقَـدُّ مِـيَّـاسٌ يَـمِـيْـلُ بِـلُـوْعَـــةٍ
يُهْمِي يَجُوْلُ يَبُوْحُ يَنْسَى يَسْـكَرُ.
وخَـرِيْـفُ عُمْرِي جَاءَ يَجْدِبُ لَهْفَـةً
يُـزْكِي الغِـيَـابَ وفِي التَّنَـائِي يَقْفِرُ.
يَـتَـبَـلَّـدُ الإِحْـسَـاسُ بَـعْـدَكِ مُرْغَـماً
يَـا حُـجَّـةَ الأَغْـلَالِ لَـسْـــنَـا نَـكْـفِـرُ.
سَــنَـمِـرُّ عِبْرَ الضُّـوْءِ مِنْ أَحْلَامِنَا
ونُـقِـيْـدُ فَـجْـراً كَـانَ يُـوْماً يُـنْـشَـرُ.
سَــنُـخَـلِّـدُ الأَسْـمَاءَ أَسْــطُـرَ لُوْحِنَا
يُـوْمـاً لَـنَـا يُـوماً لَـهُ يَـتَـحَـضَّـرُ.
مَـحْـبُـوْبَـتِـي هَـذَا الصَّـبَـاحُ فَـرِيْدةٌ
عِـيْـنَـاكِ إِشْـرَاقٌ تَـبَـاهَى الأَسْـمَرُ.
فَـمُـهَـا عَـنَـاقِـيْـدُ الـدَّوَالِـي أَحْـمَــرٌ
آهٍ وَ كَـمْ يَـسْـــمُـوْ بِـقَـلْـبٍ أَحْـمَـرُ.
قَـمَـرٌ يَـضُـوْعُ بِـلِـيْـلةٍ يَا مُـدْرِكِــي
وكَـأنَّ فِي الأَعْـقَـابِ وَهْـجٌ أَمْـهَـرُ.
إِنَّ الأُلَـى إِنْ أَقْـبَـلَـتْ بِـجَـمَـالِـهَـا
صَـمْتٌ تَعَاظَمَ والجَّمَادُ سَـيَـشْـعرُ.
مِـثْـلِـي غَـرِيْـبُ الدَّمْـعَـتِـيْنِ مُحَطَّمٌ
أَرْنُـو إِلَـى الـمَـجْـهُـولِ عَلَّكَ تُدْبِرُ.
سَـأَسِـفُّ مِنْ قِعْـرِ الخَوَابِي جُرْعَةً
والدَّمْعُ يَجْرِفُ فِي الخُدُوْدِ ويَحْفِرُ.
وأَسِـحُّ فَـارِعَـةَ الرَّحِـيْـلِ بأَضْلُعِي
والفَـقْـدُ يَمْحُو فِي الفُصُـوْلِ ويَبْذِرُ.
يَا قَـلْـبُ مَـرْمَـحُـكَ الوَدَاعُ مَـلَامَةٌ
جُـوْعٌ تَـسَــمَّـرَ بِالحَـشَــا يَـتَـجَـذَّرُ.
وسَـفِـيْـنَـةُ الأَغْرَابِ تَحْمِلُ مُوْعِدِي
مَـهْـراً لِـمُـوْتَـى فِي الحَـنَايَا أَقْفَرُوْا.

مِـيْـسُـوْنُ أَنْـثَـى اليَـاسَـمِـيْنِ تَجَمَّلَتْ
بِـهَـدِيْـرِ كَـبْـحٍ لِـلْـمَـعَـانِي يَـصْـفِـرُ.
قُـلْ: لِـلْـمَـوَاعِـيْـدِ الخَـلِـيْـسَــةِ إنَّـنَـا
نَـأْبَى الحَـمِـيْـمَ وحُـضْنُهَا يَتَضَوَّرُ.
وسِـيَـاطُها فِي الجَّـلْـدِ تَكْتِبُ عِزَّهَا
وغَـرَامُـهَـا بِـيْـنَ الـنُّـهَـى يَـتَـكُــوَّرُ.
فِي الـشَّــامِ أمِّـي والبِـلَادُ سَـجِيْنَةٌ
يَـتَـقَـاسَـمُـونَ سَـوَاعِـدِي مَنْ يَقْدِرُ.
والأَرْضُ عَطْشَى والدِّمَاءُ شَرَابُهَا
ذِلٌّ تَـمَـادَى أُمَّــةٌ تَـتَـبَـخّـرُ.
بَـلَـدي خَـرَابٌ والـحَـيَـاةُ مَهَـازِلٌ
والقِـيْـدُ صَـلْـبٌ والفضائحُ تُـسْـفرُ.
قَطْعُ الرُّؤُوْسِ عَلَى الهَوِيَّةِ شَــاهِدٌ
والـمُـوْتُ عِـنْـوَانُ المَـجَـالِـدِ أَقْـدَرُ.
غَابَتْ شُـمُوْسُ الحُبِّ مِنْ أَصْلَابِنَا
والمَـاجِـنُـوْنَ تَعَاظَمُوْا إِنْ يَغْفِرُوْا.

وَطَـنُ المَـطَـايا والـرَّزَايَـا مُـتْـلَـفٌ
للخَـائِـنِ المَـلْـعُـونِ أَضْحَى يُـشْـهرُ.
والجَّـاهِـلُ المَـعْـلُـوفُ مِنْ أَوْثَـانِهِمْ
صَارَ المُـجَـلْـجِـلَ بالعَـدَالَـةِ أَمْهَـرُ.
مَنْ يُـبْـدِعُ الإِجْـرَامَ يَـأْنِـي حَـاكِـماً
ظِـلْـمُ الـضَّـحِـيَّـةِ يَا صَـفِـيْـقُ يُكَبِّرُ.
قُـلْ: لِـلْـحَـقِـيْـقَـةِ إِنَّـنَـا مَـرْثـيَّـةٌ
تَغْفُو سِـنِـيْـنَ ولُـو تَمُوْتُ سَـتَـثْـأرُ.
جُوْفُ المَظَالِمِ فِي المَصَائِبِ جَمْرةٌ
نَـحْـو الإِلَـهِ سَــــبِـيْـلُـهُ يَـتَـجُـوْهَــرُ.
أَنْـتَ الـمُـدِيِّـنُ زِدْ بِـدِيْـنـِكَ حُـرْقَةً
فَـالـرَّدُّ آتٍ إِذْ يَـطُـوْلُ وَ يَـقْـصِـرُ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى