أوآه يا نردين
محمد الحنيني | فلسطيني مغترب في البرازيل
إلى صديقة لا تعرفني ولا أعرفها كتبت لها كما تكتب هي لأطفال فلسطين
***
تبسم المساء في عينيك يا نردين
فصار قصة وزهرة وياسمين
وصار ضحكة وطفلة وأغنية
على المساء حانيه
واسمها كما يقول البدركل ليلة حلوة الحلوين
أقل ما يقال فيما تكتبين أنه رائع
فالحب تكتبين
وتجعلين للأطفال ما يهزنا
ويكتب الفؤاد للعينين
أغنية تعيدنا أطفال
بالعز والدلال والرفاه والبنين
***
أوآه يا نردين
فان ما تقوله عيناك
تقوله النحلات للأزهار والأكف للأحجار
يقوله الفراش للبلاب والحرف للكرّاس والطلاب
يقوله الحسون للغروب لحظة الغياب
يقوله الصباح للنهار والحقول للامطار
يقوله التغريد للأطيار والأسماك للبحار
تقوله العيون للعيون والقلوب للقوب
والعقول للتخمين
نقوله جميعنا بعد ان يقرأ الأمام في المحراب
سورة الحمد نقول كلنا بعده آمين
***
أوآه يا نردين
كل وردة في الحقل يرتوي من عطرها النسيم
وكل ما في المرج من سنابل
يموج راقصا وتضحكين
عندما يبتسم الصغار في الفصل
وتدمعين عندما تصادفي مسكين
وعندما يلوح في عينيك بارق
من أرض فلسطين
من ساحة الأقصى هناك يا نردين من صغارنا
ما يشتهي أن يحمل السكين
من أجل أن يكون حارسا للمسجد الاقصى
وضد الغاصبين
من أجل ان يشارك الأطفال في الخليل
في غزة الصمود في جنين
أفراحهم أحزانهم صمودهم
طعامهم شرابهم همومهم
صراخهم العابهم تعبهم وجوعهم
وأن يكون راية تعلو على ديارنا وتستكين
***
أوآه يا نردين
ما أجمل الشروق فوق القدس
والسماءُ في تفتح وغيمة من الندى
تحط فوق أرضها تصرخ يا حطين
ما أجمل الشروق يا عزيزتي
والناصر الامين صلاح الدين
كم نحن يا عزيزتي
بحاجة لصرخة تهتز فيها الشمس
من أجل فلسطين
كم نحن يا عزيزتي
بحاجة لنبضة تموج في عروقنا
تفور في صدورنا
وضحكة لتبعث الامان في صغارنا
ليلعبوا ويرجعوا للبيت مبسوطين
كم نحن يا نردين
عاجزة قلوبنا ان تفهم الربيع والخريف
او نيسان أوتشرين
اعوامنا تشيخ في نفوسنا
ونحن كالأسماك في علب السردين
والبحر يكره الأموات
والجثث العفنة تملأ الشطآن وبحرنا حزين
مياهه ملوثة سفنه مهملة
حقوقه مورثة للغاصبين
وماؤنا الذي نشربه كانه بنزين
والنفط في رمالنا هل تعلمين
في بلادنا من يقطع المياه عن بيوتنا
وعن مدارس الأطفال ويصرف المليون هكذا
من أجل حفلة للرقص ولا يقم مصنعا للأسبرين
ولا تشد روضة لأعين الحلوين
ولا حدائق الأطفال
فلا مجال للاطفال أن يلعبوا كالاعبين
ولا أن يضحكوا كالضاحكين
مثل كل العالمين
وحدهم أطفالنا من لايروا آباءهم
فهذا في قبره شهيد
وذاك في زنزانة سجين
وآخر مرحّل لأنه مقاوم في مخيم للاجئين
وذاك في معتقل إداري
حكمه حسب ما يقرره بنيامين
أو شارون أو رابين
***
أوآه يا نردين
ما أصعب ان ينادي طفلنا يا والدي
ولم يجد ملبيا أو حاضنا وينطوي حزين
أطفالنا كانهم ليسوا لهذه الحياة
بل للموت مخلوقين
عليهم تجرب القنابل وكل ما توصلوا اليه من سلاح
ومن مواد فتاكة
ضفادعٌ كانهم في مختبر لعين
والعالم الذي يصيح بأسم الحق
ولا ير حقوقنا ولا ير المشردين
والذي ينادي باسم العدل
أطرش لا يسمع الأنين
بينما يثيره جرح طفلة في إسرائيل
ولا يثار إن يقتلوا في (غزة ) الفين
والذي لا يعرف الأطفال في (القطاع) أنهم
يولدوا مشوهين
من أثر النابالم والغازات والهيدروجين
***
أوآه يا نردين
اكتبي فربما بقصة قصيرة
تصبي في قلوبهم نبضة مفرحة
وعلى شفاههم بسمة صادحة
وفي عيونهم صورة كاملة التلوين
وفي أنفاسهم دفقة من أوكسجين
فالغاز في عيونهم مسيل للدموع
قد صار في طريقهم عادة يوميه
ووجبة كريهة كالنفتلين
أطفالنا تشوهت صفاتهم أشكالهم
وصودرت أحلامهم ألعابهم
وورثوهم كل ما في الحزن من انين
اطفالنا برغم ما تعرضوا له
من شر من تقتيل
رافعي رؤوسهم مشرقي الجبين
ومنهم الشهيد والجريح والمفقود والسجين
ومنهم من واجه المحتل
وطار مثل النسر للأقصى
يجابه الجنود والمستوطنين
ويرشق الحجارة في وجوههم
ما همة الرصاص والأباتشي والتدشين
فالقدس قدسنا والأرض أرضنا والأقصى صامد
ولن يصير لحظة هيكلا
ولا كنيس سوء للفاسقين الملعونين
ولا حائط البراق للصهاينة الملاعين
***
أوآه يا نردين
كم مرة على أطفالنا ان يبلعوا السكين
ويطلبوا علومهم من مهدهم للحدهم
ويكبروا وينجحوا ويُقتلوا بتهمة الأرهاب والمخربين
كم مرة على أطفالنا ان يولدوا كبارامفطومين
رؤوسهم شائبة تهمهم معدة
سجونهم جاهزة التدشين
بزازة الحليب لا تعرفهم
وهم محاصرون بالجدار أقبح من برلين
والفرق شاسع بينه وبين ما أزيل من برلين
أطفالنا أمل البلاد مهما فعل الأوغاد
لم يستطيعوا جعلهم بكل ما لديهم من قوة
نسيان فلسطين