زمانٌ لا يكفّ عن الخداع
ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا
زمانٌ لا يكفّ عن الخداع
عقاربه ملمّاتٍ لكاعِ
//
يمص رحيقنا عيشٌ زؤومٌ
ويتركنا بلا عبقٍ مذاعِ
//
ومقصلةٍ تجزّ شعاع قومي
لتتركه بلا أدنى ارتفاع
//
نُعوّمُ في فضاءٍ عالميٍ
فلا جذرٌ وإلّا لاقتطاعِ
//
نُجرّدُ من هويتنا انجذابا
لعولمة تقوم على ابتلاعِ
//
ونفصل عن شرائعنا قرارا
لحاجتها إلى سقط المتاع
//
مُغيّبةٌ عيون الوعي جمعا
تخبطنا قطيعٌ دون راعِ
//
بُلينا من عروشٍ محْنياتٍ
لهم كانت جسورا لانصياعِ
//
جبابرة وركمٌ من عظامٍ
وسطوتها على رمق الجياع
//
ليُخمد كل فكرٍ باشتعال
شرارا قد تطاول باندلاعِ
//
وماعملت على إحقاق حقٍ
ولا رضيت بومضٍ في التماع
//
سماسرة بلا أدنى ارتباط
بعالمنا ..سوى تبر البقاع
//
بهم زادت صروح العمّ شأوا
ومعبده يُبشّرُ باتساعِ
//
لقد شُيئتمُ عجلات قَرْنٍ
يدور على بليّاتٍ كُلاعِ
//
سفائنكم مع الإعصار دارت
مخرّقة المتون بلا شراع
//
نُغيّب في غياهب راجفاتٍ
على عبثٍ نقوم إلى اصطراع
//
فلا فقنا على خطر وشيكٍ
ولا جُبِر التمزّقُ باجتماع
//
ومرعانا غثاء السيل أحوى
بلا كلأٍ بلا وحيٍ مطاعِ
//
أفيقوا يا بني أمي فإنّا
على أشفار مذبحة لكاعِ
//
أفيقوا يابني أمي وإلّا
سننثرُ في مهبّات الضياع
//
ونفصل عن أصولٍ راسخاتٍ
ونهلك كالدواب بلا نواعِ
//
تصهينكم يقود إلى بوارٍ
فصحبتهم خداعٌ في خداع
//
فما ربحت تجارتكم لديهم
ولا فاز المسائِل بالصواع
//
أما فيكم رشيدٌ مستقيمٌ؟
جسور في المواقف كالسباع؟
//
حقائقهم على التحريف قامت
وتزييف الحقائق في الطباع
//
فكم وعد مذاع خلّبيّ
وقد نكصوه من دون ارتداع
//
ولولا الهديُ كنا شعب مايا
حضارتنا تُباد بلا ارتجاع
//
أفيقوا الآن أو موتوا جميعا
فلا عشتم كسقطٍ للمتاعِ
//
وماذرفت عيوني نائحات
سوى وجعي على وطني المباعِ