حلبة رقص
نداء يونس| فلسطين
في حلبة الرقص، يحظر أن تدوس قدم الشريك، يحظر أن تصر على الرسم بالفحم أثر الخطوات
طالما استغربت أن تسمى حلبة، ربما كان اللغويون يدركون أن المسافات التي تنكسر بين جسدين، تستدعي أشد أشكال محو الحيز الخاص، وأن الرقص يتحول في مرحلة ما إلى استيلاء على المحيط.
يقيم الصوفي حلقة ويرقص، فإذا أراد الله رفعه إلى السوى أو إذا أحب.
بصوت خفيض تتحرك الأقدام في الحلقة، بصوت خفيض تقول الحب حتى لا تجرح خفة الأشياء، لا يمكنك الدخول إلى حلقة بمدفع ولا ينفع الدخول إلى الأرواح ألا بكاتم صوت.
حدثني صديق عن مدن في أسبانيا تهمس، لهذا كلما تكلم عن الجدران والنقوش والنوافير والحدائق، تلتمع عيناه ويغرق في التنهدات، في حوار مع ما لا نراه.
تترك يد الشريك فقط عندما تريد أن تحمله، حتى الرقص لا يحتمل فكرة الالتصاق إلى الأبد، حتى الرقص لا يحتمل فكرة الكل.
أخطر الرقصات في حقول الألغام، تكمن المشكلة لا في الموت، بل في الرقص بلا أقدام.
إذا تحول جسد الراقص إلى قدح، تفيض الكروم، لكنك لن ترى ذلك سوى مرة واحدة وإلى الأبد، لا تتكرر اللحظات إلا لتفقد دهشتها، أو لتصبح ثقلا أوالتزاما فيما يكره الحب الالتزامات.