نهر الليل

مريم الأحمد / سوريا 

أبي رجل قوي جداً..
حمل على ظهره أولاده الخمسة..
و ” شوال” القمح.. و سكة الفلاحة المعوجة..
و عبر النهر.
..
أمي ضعيفة جداً..
تخاف لمس الماء..
لم تمسك يد أبي..
بقيت في النهر.. وحدها.
..
لايزال جدي.. يحاول إنقاذ
الثور من الغرق..
قال..
اعبروا أنتم إلى الضفة الأخرى
ازرعوا المدى قمحاً..
سأصل إليكم بعد مئة فيضان..
بقرني ثور..
و ظهرٍ حانٍ..
..
تغيرت الأرض كثيراً..
يا جدي!
صار عندنا شقة فخمة.. تتلألأ
فيها كؤوس الكريستال..
في الصباح نأكل أنا و أخوتي الكرواسان بالشوكولا..
نعطش..
نعطش ..
لكن لم يبقَ نهر أبداً..
ليلعب أخي الصغير في نزهاته..
أو لتعبره أمي.. إلينا..
لم يبق نهر.. لنسقي
فراشات أصابعنا..
لم يبقَ نهر لمركب جدي الثقيل..
..
وحده.. نهر الليل
يعبر البلاد…
و يزيدنا عطشاً.

..
..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى