جميلة انتِ.. بل أكثر..!

 

جميلة انتِ.. بل أكثر..!
.
.
يلفني الليل بين أثوابه..
فأرنو إليك نورا يهزم العتمات
يلمع حنينا في زواياي
ويهدئ برهافة أنامله صدرَ منطرحٍ كظيم..
فتتوارى جوانحي وجوارحي بأركان كون هادئ .. مسكون برائحتك
وحين يتنفس الصبح؛
تسيل معه رقتك المخملية،
تنساب كقطرة ندىً شفيفة
تتدحرج عطرا مؤرجا، على بقايا روح تصدعت ..
تلك الروح التي تتشقق وجدا في غيابك،
ولم ترم رأبا إلا من ذياك العبير،
المتناثر منك شذا، على مدارج اللقاء..
..
يراوغ عصفك بي جدائل الشمس..
ويضاحك ضوءها..
ويسابقه..
ويجذبه أكثر نحو الشروق!
.
أهفو إليك كطائر يحن لوكنَتِه،
قد أتعبه السفر، و خانة الأفق المديد..
فلم يزل يحلق هائما بجناحين مكدودين ..
ولمّا يبلغ في المسير إليك المنتهى..
أدنو منك طيفا رقيقا، يُسَيّج عالمي الصغير ..
ويمنح تفاصيله القَلِقَة؛ بعضا من نورك الهادىء الوثير..
..
تتشقق روحي على مشارف غيابك ..
فأستمطرك مزنةً حبلى بالمنى ،
تحلق فوق تخومي الذابلة..
المنكفئة خطوا على درب السراب ..
وترش بين أطراف حدائقي المصفرة عطرا ينسكب بوحاً بين أزاهيرَ ذاوية
تتفطر منك إلى قبلة حياة..
و قد استحالت كل ورقة فيها إلى ضفَّـات نهر، تطّرِد عبيرا من شذاك، كلما أشرفتِ عليها..
..
أنساب غمامة رقيقة حين يتغشّاني طيفُـك ، فأتمدد جمالاً في أفق مطرز بخمائلك الناعمة .. أتعطر منك بالمنى ..
وألوذ بركن الاشتياق..
فأتطاول شعاعا بارقا في مدى ورديّ ،
لا ينتهي إلا إليك..

وحين يأفل شعاعك ..
مشدوها أقف على حافة كوكب رمادي
يتضاغى تحت أقبيتك ،
و يمد شراعه ليبحر بين مَجَرّاتك. ..
فأقبس بعضا من طيفك ؛
لتحيا جوانحي ،
وتتآكل مواسم العتمة مني تحت عناقيد الجمال..

وحين أتلون بك ..
أستحيل موكبا للربيع ،
وأتساقط على المدى الأخضر بَرَدا أبيض ..

أترقرق بين تفاصيلك
موجات عطرٍ رهيف
قد تسلل إلى الدنيا ..
من حر أنفاسك الملأى بكل ألوان الحياة ..

أنتظرك في كل ثانية ..
لتمتلئ لحظات صمتي بنغمات تتوارد على سمعي نسائم بلورية ..
منسوجة من همس حروفك الرقيقة المترفة
حين تنزلق إليّ طازجة من بين شفتيك ..
وقد تضَوّعَ لُحَينُها مسكا وزريابا من شهد ثناياك ..

جميلة هي الدنيا …
حين تتحيزك في كل بقعة منها ..

وباذخ ذلك الفضاء …
حين يتقنّع بطيفك الفاره ..

وجميل أنا ….
حين ترصدني نظرة مسترخية منك
أشبه بتوقيع سحري مهيب..
لا يفك طلاسمه إلا فؤادي
حينما يتعطر ببعض منك..
.

وجميلة أنت … بل أكثر…..
.
.
.
….. ياسر سالم….
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى