مداح الشجن
يزن السقار / الأردن
أخاف الكتابة عن الوطن
ضغط فساد مرتفع
حصوة في كلى الأحلام
ملح زائد في دم الأيام
محسوبة في العين اليسرى
و رمد ديمقراطي الكذبات في العين اليمنى
كلما نويت الكتابة
شدتني الآه من حنجرتي
حتى ضاق صوتي و الحروف
وعلى غفلة من الوطن
خلعت حنجرتي
و وضعت قدحا من فخار الأغاني
تراني كلما لمحت الجوع يمشي في الشوارع
سال مني لحن يغازل السبل
كلما لمحت القهر يحني ظهر عابر
غنيتُ للعيون الشاهقة بالخجل
كلما صالت وجوه الأمهات على الزمن
حين رأين الأولاد بلا غد
رافقتُ صوت الناي إلى منتهاه
و مدحتُ الشجن
كلما اختلطت مفاهيم النجاة بالغرق
أطلقتُ كمنجاتي تغازل خلاخيل غجرية لا تهادن إلا الغزل
أخاف الكتابة عن الوطن
كلما هممت
خرج أبي من قبره ضاحكا بكل جروحه
مرّ بي وجه ابنتي السرقوا حصتها من الأحلام
عاتبتني تجاعيدي المهزومة
هزّتني صورة الشباب في المقهى بلا قهوة و لا حديث
و جرني صوت أمي إلى فنجانها الشهي
فأقف مثل قصيدة بلا قصيدة
امدح شفاه التوت
و حرير العجب
و أذوب هوىً في امرأة
كلما هبّت شممتُ الوطن