الحياة لا تحتمل المزيد من الفراغ

أسامة حداد | القاهرة 

هل جربت أن تكون سحابةً

أو عشت أيامًا كخيالِ حقلٍ؟

حاولت أن تكون حافلةً

تنقل الفقراء إلى أعمالهم؟

تقف كشرفةٍ تتأمل الجميلات

من بعيدٍ…

وترسم أجسادهن بلا رتوشٍ

أو ملابس…

ما الذي فعلته

طيلة نصف قرن؟

القصائد ﻻ تقدم الخبز

إلى الصائمين على موائد الرحمن

وﻻ تعلم الصغار الحروف،

الشعر ترفٌ ليس أكثر،

والكلمات ﻻ تجلس مع القمر

فوق أريكةٍ على الشاطئ،

والشوارع ليست بالبساطة

التي تدعيها،

ودقات قدميك على الأرصفة

ﻻ تشكل أكثر من عميلٍ محتملٍ

للباعة الجائلين،

وأشباهك يتحركون بآليةٍ مستفزةٍ،

ظلّك يقول كل شيءٍ

وأنت تحتسي زجاجتي بيرة

في الظهيرة،

وهذا غير محتمل

وضار بمعدتك

مثل عشرات السجائر

التي تدخنها،

وأم كلثوم تتسائل

“لكن أعمل إيه”

وأنت تحاول الحياة

داخل الموت

كمومياء محنكةٍ

تريد أن تعيش في مُراهقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى