هو شاعر هو ناثر

حسين جبارة / فلسطين 
مشوارُهُ الإبداعُ يجتازُ الفيافيَ ماشطًا
كم في رحابِ الضادِ يسكنُ يستكين
يستشرفُ الآمالَ والأحلامَ يسعى حازمًا
يستطلعَ الآفاقَ بالبذلِ الثمين
يجلو الطموحَ يناغمُ الأوتارَ إيقاعًا
يداعبُ مفرداتِ الشمسِ والتعبيرِ إلهامِ السنين
يوفي المجازَ كما البديعَ كما الصريحَ
كما المُكنّى في النّهى
يتخيّرُ السهلَ العصيَّ إذا تعمّدَ بالمتين
يستطلعُ المجهولَ خلفَ الرمزِ
خلفَ البوحِ يقتنصُ الدفين
هو شاعرٌ هو ناثرٌ، هو باحثٌ ومحاضرٌ
يستنبطُ السرَّ الجميلَ
ويعشقُ الإبحارَ يدفعهُ الحنين
هو مبحِرٌ شقَّ العبابَ مُجدّفًا
مَن غاصَ في قعرِ المحيطِ مناغيًا للدرِّ
ممتطيَ المخاطر والسفين
ليلًا أضاء بحكمةٍ وبحنكةٍ
فجرًا أطلَّ مُبشّرًا بمقالةٍ ومقولةٍ
كم كحّلَ السفرَ المُقفّى بالرؤى
ببلاغةِ الكلِمِ المُبين
ما غابَ يومًا عن تصفّحِ مشهدٍ
متفحّصًا ومُمحّصًا
مُتذوّقًا للنّصِّ إذ ملكَ المهارةَ والحِجى
بالرسمِ يعتمدُ الفطين
قد أعملَ الفكرَ النبيهَ رسالةً
أرسى القواعدَ والبلاغةَ عاشقًا
كشفَ الكنايةَ بالقرين
أعلى المنصّةَ بالحوارِ مكانةً
صبغَ الدليلَ بنكهةٍ وبمنطقٍ
كانَ الحليمَ تواضعًا وثقافةً
هزمَ الظنونَ بحجّةِ الطرحِ الأمين
بالدرسِ بالتنقيبِ بالتحليلِ خارجَ قالبٍ
يغزو الفضاءَ الرحبَ يَسْبحُ فاتحًا
يأبى وقوعًا في مطبّاتِ الكمين
هو غائبٌ في الجسمِ خلفَ الوعيِ ينشدُ صولةً
هو حاضرٌ بالإرثِ بالإنجازِ يخطرُ راشدًا
يحكي بسردٍ ناطقٍ
في باقةِ الفاروقِ مرفوعَ الجبين
كانَ المواسيَّ المُتوِّجَ مِنْبرًا
موسوعةَ التأليفِ حُبلى باليقين
عَلًمًا يُرفرفُ في سماءِ المنتدى
يُثري البيانَ بنانُهُ
نهجُ المعارفِ في الرواقِ له المَدين.