سفر الحياه

محمد ربيع محمد | مصر 

المادَّه الخام اللي اتضغطت

ف عبوَّه اتحكمِت بغَطاها

بتخبّي عن النور جبروتها

لو مرّ الشَّيْطان وغازلها

أو حرَّك مفاتيح مفاتنها

الزهر الفرحان بصباحُه

هَيفارق أغصان دبلانَه

من رجس الطاغي اللي داعبها

والأرض الأمّ الوَلاده

هيجفّف ف عيون منابعها

فلا زرع هَيطلع ف معادُه

ولا حلم هَينتج محصولها

وثمار الخوف الملعونه

هَتغطي السوق قبل أوانها

فتزيّف كتب الأشراف

وتسمّن ف عقول  كارهينها

العالي هَينزل للقاع

والقاع هيرفرف من فوق

وينافس بطلاقَه عَلَمنا

وعلمنا بيصرخ من جوعُه

مين يسمع أو حتى يشوف

الجرح اللي بنزعُه داهِمْنا

الماَّده الغامقه  المطلوقه

بتسرْطَن كتب الأطفال

تتهجَّي الليل اللي بيدخل …

ف مناهج خاصْمِت معاِلـمْها

وكسوف الشمس اللي بيرمي

علي قبة جامعه بتستسلم …..

لضمور العقل

بتسلّم للطالب بٌكره

من غير ولا بسمه تندِّيْه

ولا ضلّ سنابل ولا ورد .

سلِّمني حبوبَك أطحنها

واصنع لَك من خبزك تل.

وارسم  لك أملَك وطموحك

أشجار الزينه ماهيش حالمه

غير بسّ لعابر يقصدها

في ظهيرة حر .

الدمعه اللي بتنزل لاْذعه

من أنشط حمض

انْ شحّ الحبّ ومدّ إديه 

والهمّ على القلب اتربَّع

تختل جميع الموازين

وتموت الفرحه اللي بتلمع

ف عيون اشتاقت لذويها

ف مواسم ضجّت م الغربه

***

الماَّده الكاْمنة المدفونه

ف قبور اتفتحت أبوابها

بتخرَّج ف زفير أنفاسها

ألسنة اللهب الممدوده

من غير ما تقيّم أنساب

لا أمير يشغلها ف سطوتها

ولاحتى الطفل اللي بيرضع

من صدر اتملا بالأوجاع

محموله على كفوف الريح

بالضوء اللي ما لهش شعاع.

اوهبني مشاعْرَك أملاها

بربيع الضحكه المفتونه …

بسكون الليل المشتاق

لحكاوي القصص المكتوبه

ف عيون الظبيه المطلوقه

ف غابات مفتوحه وفَلَوات

هاطلع لك من جوَّا الشاشه

بخبايا العتمه وضواحيها

والحلق اللي ما عادش بيسكت …

عن حقّ النزوات والقوت

واخرسّ عن الكلمه الساطعه ….

بشموس عكسِتها الفتوحات

واللحم الخالي من الحكمه

بيطلّ من الشُّرفه العاليه

وينادي على عيون الشارع

والشارع مليان هتافات

امنحني العقل أشيلهولك

في الكتب النايمه على الأرفف

 وساعات تملاها الحشرات .

***

الماده اللي الِعلْم فَطَنْها

تستخرج من أدنَى عناصر

مرسومه على جناح الكون

والحقّ الخالق سبحانه

قادر على صنع التغيير

بعلوم الأرض وظواهرها

والبحر العاتي بظلماتُه

والسما بنجومها وكواكبها

والسحب اللي بتحلب مزن ….

بتسقي الصالح والطالح

 وغراب البين اللي بيجْحَد

في النعمه وعظمة معانيها

سبحانه العاطي الوهاب

 إن فصَل الفعل عن المادَّه

مين يملك إلاهَ يحييها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى