مسرحية: الحالمون
منير راضي العبودي | العراق
(التمرد هو نضال حار ومعاناةعميقة من أجل امتلاك الحياة)
بيئة العرض:( مصحة الأمراض النفسية)
تأثيث المكان:(غرفة كبيرة الحجم تحتوي على أربعة أسرة تتوزع على جانبي الغرفة شاشة كبيرة وسط المسرح قبالة الجمهور شباك متوسط الحجم مغطى بستار يفصل كل سرير عن بعضه من جانبي الغرفة منضده خشبيه صغيرة بجانب كل سرير, كل شيء في الغرفة يلتحف باللون الابيض, سكون مطبق ظلام تام مؤثرات لصوت مذياع تختلط فيه الموجات بشكل غير مفهوم تتصاعد تدريجيا ثم تنقطع بلحظة عرض الشاشة مباشرة يبدأ العرض شابة بعقد الأربعين من العمر وهي تفاوض مدير المصحة في مكتبه الخاص)
المدير:- (يتفحص بعض الاوراق التي بيده تارة ويسرق النظر بعينيه نحو الطالبة تارة اخرى الذي جلست على يمين مكتبه ينزل نظارته ويضعها على الاوراق ويرجع بظهره الى الكرسي وعينيه تحدق صوب الطالبة حائرة) وهذه محاولتك الثالثة, و يبدو لي
الطالبة :- (بفرح قلق) ويبدو اني سأباشر بمهمتي حضرة المدير
المدير:- ويبدو أنك لم تملي ومصره على هذا الأمر, ومعك أمر وليس طلب يبدو أني سأكون مرغم بالموافقة على هذا الموقف الخطير
الطالبة:- أعرف أن في الأمر خطورة ولكنها ضرورة المستقبل تحتم علي ذلك وسأمتثل لملاحظاتك كلها
المدير:- تكمن الخطورة في نقطة الموافقة بدخولك لوحدك فقط!
الطالبة:- اعرف ولكن عيونكم ستكون قريبة مني كحبل الوريد
المدير:- (يقف من كرسيه يضع نظارته على عينيه وينظر إلى الطالبة بشكل قلق) ستباشرين الآن سأصحبك بنفسي لرده رقم 5 ولكن تدخلي دون قلم ودون حزام بنطلون ودون حلي ولكم فرصة لا تتعدى الساعتين احذري التماس الفعلي معهم سنكون قريبين منك بشكل مباشر عن طريق الكاميرات وإن شعرتم بأي لحظة خطر غادري الغرفة بشكل سريع دون تردد ملوحة لنا بإشارة منك(ثم يؤشر له بيده للخروج).ت
فضل (يخرجون من المكتب وبعدها يقطعون ردهة طويلة يعمها السكون الإضاءة خافته جدا يتوقفون عند باب في نهاية الممر, المدير يفتح وتدخل الطالبة)
– قطع-
(يفتح باب الغرفة في خشبة المسرح وتدخل الطالبة وهي ترتدي قميص الطبيب وعلى كتفها حقيبتها الخاصة ظلام حالك, يجيء صوت أنفاس النائمين بشكل عال ثم يخفت وهكذا حتى يغلق الباب بقوة مع انبعاث ضوء مصابيح الغرفة الخافت جدا نزلاء الغرفة الأربعة يعتدلون بجلستهم بعد إفاقتهم من النوم بشكل ميكانيكي وهم على أسرتهم بملابسهم البيضاء وبصوت واحد بعد سماع صوت غلق الباب) صباح الخير
الطالبة :-(وهي مصدومة وقد ألصقت بظهرها على الباب وترد السلام بخوف) صباحكم خير أحبائي (النزلاء الأربعة مازالوا على نفس الوضع وكأنما يتكلمون مع بعضهم عن طريق حركة عيونهم, ينهض أحدهم وينزل من السرير بخطوات ثابتة نحو الحمام الداخلي ويدخل ويتبعه الثاني والثالث والرابع ليقفوا تباعا عند باب الحمام دون أي حركة, الطالبة تتابع ذلك دون أي حركة أيضا, يخرج الأول ثم يدخل الثاني وهكذا الحال لنجدهم جميعا قد جلسوا على أطراف أسرتهم وكل منهم بيده ماعون وكوب شاي دون أي كلام.
(الطالبة) :-تتابع ذلك باهتمام وتكلم نفسها يبدأ هكذا سفرهم اليومي الباب ثم الانارة ثم دورة المياه ثم انتظار الافطار الصباحي (تفتح الحقيبة وتخرج منها آلة تسجيل لتدوين ما سيجري بينهم من حوارات ثم تخرج بعض البسكويت وتعرضه عليهم) ممكن تتقبلوا مني هذه الهدية المتواضعة عربون صداقة لساعات معدودة (تضع في كل قدح قطعة من الشكولاتة أنا في غاية الأسف لدخولي المفاجئ لمكان راحتكم,, (النزلاء الأربعة يفتحوا الشكولاتة ويبدأون بأكلها ببطء ويرمقونها بنظرات فاحصة دون اي حركة) تمتعوا بها فلقد جلبتها من أفخر محلات الحلويات عذرا سأفتح آلة التسجيل فإن كان عندكم مانع بذلك فلوحوا لي بالممانعة (الكل لا يحرك ساكن سوى أفواههم المملوء بالشكولاتة ونظراتهم المشدوه بها) يعني السكوت علامة الرضا طيب من أين نبدأ المشوار (الأربعة يرفعون أكواب الحليب).
الطالبة :- (تنظر اليهم بتفحص) فهمت عليكم بعد قليل سأنادي عليهم ليجلبوا لكم ما تطلبوه الآن فقط أريد مساعدتكم في تجربتي هذه فلقد حددوها بساعات وفيها يتحدد مستقبلي المهني !!(الأربعة ينظرون فيما بينهم وكأنهم اتفقوا على شيء ثم ينهضون ويتجهون نحو زاوية الغرفة يتهامسون بينهم دون سماعه أي شيء).
الطالبة :- (تتكلم في آلة التسجيل) هذه خطوة جيدة وملفته للنظر إنهم منسجمون مع بعض كيف, هذا يثير قلقي ! (الأربعة يرجعون إلى الأسرة كل في مكانه دون أي حركة ومازالت نظراتهم تتفحصها ) طيب هل ممكن أعرف على ماذا اتفقتم ! أو ماهي الأمور التي دارة بينكم, أو ما هو قراركم الذي قررتموه نحوي فأنا لست مثل الآخرين أنا).
ينهضون من جديد ويتجهون إلى الزاوية الثانية من الغرفة ويتهامسون دون سماعه أي شيء منهم ثم ينظرون إليها مبتسمين).
الطالبة :- (تتكلم في آلة التسجيل) هذه هواجس الارتياب أن طباعنا تختلف في طريقة الإدراك والتعامل بحسيه مع مشكلاتنا المتعددة. طيب لنقل ماذا لو كان هؤلاء المعلولون يشعرون بألم حقيقي يقلقهم ،وقد يهمله الأطباء باعتباره مريضًا نفسيًّا؟
(الأربعة يرجعون إلى الأسرة كل في مكانه دون أي حركة).
الطالبة:- (مع نفسها) يجب أن أحفزهم على الكلام أنا أعرف إنهم يراوغون ولكن شيطاني أقوى(تتوسط الغرفة) أرجو منكم أحبائي أن تنفتحوا وتتعاملوا معي بلطف لأن الوقت محدد لي كما قلت لكم وإني أأمل في تعاونكم وتقاربكم معي.
(الأربعة يتبادلون النظرات ثم يبتسموا فيما بينهم).
الطالبة:- (تراقب ذلك ثم تبتسم ثم تضحك بصوت والأربعة يراقبونها ثم يبدأون بالضحك معها تدريجيا حتى يختلط الضحك وبصوت عال ثم يخفت تدريجيا وينتهي جميعهم ينظرون إلى الطالبة التي ظلت مبتسمة) لو كان العقل والجنون مجتمعين معا، فكيف يمكننا معرفتهما؟». بهذا السؤال افتتح حوارنا (الأربعة كأنما فاجأتهم الجملة الأخيرة).
أحدهم 1 :- (إلى المجموعة بفرح) أسمعتم
أحدهم2:-تقول بهذا
أحدهم3:- السؤال
أحدهم4:- افتتح حوارنا
الطالبة:- (تتحرك إلى أحد نوافذ الغرفة وتفتح الستارة وتتكلم في آلة التسجيل) كل واحد من هؤلاء يدخل إلى المستشفى بملف يحتوي على اسم ووظيفة مُستعارَيْن. لا يوجد شيء عن تاريخ المريض أو أي وصف لظروفه. وقد كانت الشكوى الوحيدة للمرضى جميعهم في أول مجابه معهم في المصحة هي كانت «أنا أسمع أصواتًا». وكان هذا كافيًا لإدخالهم المصحة باعتبارهم مرضى (تغلق ستارة النافذة)
أحدهم1: (يتحرك نحو النافذة ويفتح الستارة والآخرون يحركون رأسهم بالموافقة).
الطالبة:- هذا أمر يشجع على الاقتراب والتبادل بيننا, طيب, الآن أريد معرفة أسماءكم حتى أميز بعضكم على الآخر من باب المعرفة.
( يشير إلى أحدهم1 ) ما اسمك
أحدهم1:-(ينظر إلى أصحابه فيحركون رؤوسهم بالموافقة).
كاليكولا ! (الطالبة تعلو على وجهها الدهشة ثم تبتسم أما الآخرون يعلنون أسماءهم دون تردد)
أحدهم2:- هتلر (الطالبة تؤدي له التحية بانضباط)
أحدهم3:- أبو الطيب المتنبي (الطالبة يصفق له)
أحدهم4:- مغني (الطالبة تبتسم بفرح وتحرك يديها في الهواء).
الطالبة:- (تبتعد عنهم قليلا وتسجل في آلة التسجيل) اغلب الأشخاص تقول التقارير الطبية أنه بعد دخولهم المصحة مباشرةً يتوقف هؤلاء الأشخاص عن التمثيل، وبدأوا يتعاملون بشكل طبيعي تمامًا مع طاقم المستشفى والمرضى من حولهم. أما الشيء الوحيد وغير الطبيعي الذي ظهر من بعضهم كان بعض العصبية، (تتفحصهم بنظره ) ولكن هؤلاء عكس ما ذكرته التقارير, هل يطلق عليهم أنهم مصابون بشيزوفرينيا في حالة خمود.
كاليجولا:- (يلتحف بقطعة قماش السرير بطراز روماني والآخر يأخذ دور الحارس الشخصي له والبقية سيمثلون دور الشعب وهم في حالة سجود له).
الطالبة:- (تتابع ذلك بشغف) الآن بدأت فوضى حلبة المصارعة بين الخيال والواقع.
كاليجولا:- (يصعد السرير ويخطب) لو كان الرب لطيفا وودودا وعطوفا ومحبا فقط, لما خافه كائن, وما قدسه أحد (الشعب يهلل له بالسجود ثم السجود).
الطالبة :- إذن هدفك هو التأله والقداسة والطاعة التامة
كاليجولا:- (ينزل من على السرير وكأنه يتمشى بين الرعية)
إن على الرعية واجب الطاعة وعليهم أن يتخلوا عن أصنامهم وعدم الاعتراف بأي مقدس سوى كاليجولا إله الموت والحياة والكون وبما فيه (الآخرون يؤدون تحية الطاعة والولاء).
الطالبة: (تتكلم في آلة التسجيل) عند الطغاة يعتبر التمرد مرض نفسي وعليهم استحق الموت أو السجن أو إن رحموه نفوه إلى مكان ليس فيه ماء أو شجر!
كاليجولا:- تمخضت السماء فأنجبت كاليجولا العظيم (يضع قدمه فوق احدهم) وعنده تساوى كل شيء انهار من الماء والدم سواء النصر والقتل والسجن والإعدام والموت ويوم النشر والحشر, أسرجوا خيول الحرب ولتقرع طبول النصر واحفروا خندق بطول السماء لدفن أي تمرد أو عصيان(الجميع يهتف).
المجموعة:- كاليكولا صاحب السماء, افعل بنا ما تهوى, فلك الأمر وعلينا الطاعة والوصال.
الطالبة:- كل أسفار الطغاة كتبت بدماء الشعوب
كاليكولا:- (يتحرك صوب الشباك وكأنه يهتف بالناس حيث تشتغل شاشة عرض السينما ونرى كاليكولا يلبس زي زمن الستينيات وحوله الناس شبه عراة قطعات متعددة لكاليكولا وللجماهير). باسم الشعب سأحبس الشمس وأمتطي القمر وسأسير الهواء وأحبس المطر (صارخا) من يقول إن كاليكولا سيموت سأرديه في نار سقر (أصوات الجماهير يعلو صوتها بالتأييد وصوت الطبول) لقد غادرني الموت ولا رجعته فيه إنه يجفل حينما يسمع باسمي
الطالبة:- إنه الآن في ذروة الهوس يجب أن أوقفه عن هذا الآن
الطالبة:-(بصوت عال) كاليكولا ( يتوقف عرض الشاشة).
كاليكولا:- (صارخا بالجماهير من نافذة الشباك) من الذي يناديني باسمي دون ألقاب من يتجرأ في ذلك
الطالبة: عفوا سيدي لقد اقترفت الذنب أرجو أن تسامحني.
كاليكولا:-(يلتفت إلى الطالبة ويشير بيده نحو النافذة) إن سامحتك يتحتم علي أن اعفو عن هذه الملايين التي تحت أقدامي الآن.
الطالبة:- الملايين. كيف ذلك
كاليكولا:- وتتحدثين معي من دون سجود (تسجد الطالبة) لقد فات الأوان وأزفت الساعة وأن أفول القمر قد قرب فلا مهرب من العقاب تقدمي.. اقتربي زحفا وقبلي قدمي.
الطالبة:- (وهي في وضع سجود وتتكلم بهمس في آلة التسجيل) جنون العظمة أو البارانويا إنه مرض نفسي خطير يصيب بعض الناس؛ فيجعله يبالغ بوصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدعي امتلاك قابليات استثنائية لا حدود لها.
كاليكولا:- بماذا تتمتمين أيتها الخائنة اقتربي واطيعي ونفذي ما أمرتكم به,( يصرخ بها) هيا ألا تعرفي أني من قوم يعشقون سطوة السلاح والدمار والحرب والخلود الأبدي الإلهي.
الطالبة:- (تنهض ثم تتراجع بهدوء وتسجل) إنه الآن في حالة اضطراب الشخصية النرجسية يجب إيقافه وإلا فلت الحبل من يدي.
كاليكولا:- أنت تعصين أوامري, يا رئيس الحرس إلي بها (يتحرك حارسه الشخصي ويمسك بالطالبة ويقيدها)
الحارس الشخصي:- إنها متمردة يا سيدي ومن الحكمة أن لا تدعها طليقة لتفسد ما تبقى من بياض المجتمع إنها تفسق الآلهة بعصيانها.
الطالبة:- (تتوسل الى كاليكولا) رحماك أيها الإله صوت الرعية):- (المجموعة) خيانة تمرد جحود, عصيان.
الطالبة:- (بتوسل أكثر ) رحماك أيها الملك.
صوت الرعية:- اجثي على ركبتيك تضرعي وقدمي القرابين فداء تاريخكم الأسود
الطالبة:- (على ركبتيها جاثية) الرحمة أيها السلطان نحن رعيتك فداء لتراب قدميك.
صوت الرعية:- كن أكثر تقربا وقدمي كل ما يعج به ندمك من مال وولد ومله وعشيرة وقبيلة.
الطالبة:- مولاي فداء لك المال والولد والعرض والوطن وأنا في رحمتك الآن أيها الرئيس.(تبكي)
صوت الرعية:- كاليكولا العظيم, كاليكولا القدير, الحكم لك كاليكولا (يصعد السرير) تبكون وتنتحبون, ابكوا كثيرا فلا مناص من ذلك أنا أريد أن أرفع عنكم شقاء الدنيا.
أيتها الرعية (يبكي) أيها الرب سامحني (ينزل وكأنه يتمشى بين صفوف الرعية ويتحسس رؤوسهم) كان هذا الشعب دوما لخيانتي وفي ومع هذا يصرون على العيش كيف يحصل هذا ولكني صممت أن أبقى نقيا رغم جنوح الآخرين عن درب الإله إنه لا يعرفون أن في طاعتهم لي هو التزلف إلى الرب الأكبر ولكنهم يعرفون إني عجنت بالنار المقدسة حيث أصبح شرعا التبرك بي والطاعة العمياء لي.. تعالي اقتربي.
الطالبة:-(مع نفسها) يجب أن أوقفه الآن لقد دخل ببوابة الكفر والزندقة (يقترب إليه جدا ثم يصفع كاليكولا بقوة فينسحب الآخرون بخوف ودهشة).
كاليكولا:- (يفتح عينيه وفاه من هول الأمر, صمت مريب ثم يتقدم صوب الطالبة بخطوات انتقامية ويصل إليه رافعا يديه إلى السماء بقوة، ثم يجثو ويمسك بأقدام الطالبة و ينفجر باكيا).
صوت الرعية:- (بصوت واحد) بكت السماء وانشق القمر
كاليكولا:-(الآخرون سيتداخلون بحوارات كاليكولا وبحركات أشبه بالرقص البوهيمي وهو في وسطهم).الرحمة يا سيدي الرحمة أنا لم أهرب من أرض المعركة
أحدهم2:- لقد دار الظهر وهرب
كاليكولا:- أنا لم أسب أو أشتم العائلة أنا كنت مطيع حد الخرس.
أحدهم3:- لقد صرخ ولعن
كاليكولا:- أنا لم أعترض على قرار ولم أرفض أي واجب.
أحدهم 4:- لقد سأم ورفض
كاليكولا:- كل حروبك مقدسة ومنتصرة لنصرت المظلومين والمستضعفين
أحدهم 2:- لقد شهق و زفر
كاليكولا:- حتى آخي الوحيد لي ذهب فداء لك
أحدهم3:- لقد افترى وكذب
كاليكولا:- أمي زاغ عنها البصر وانفجر في عينها ماء أسود وما الضرر
أحدهم4:- أقام الدنيا وما قعد لقد كذب
كاليكولا:- أبي رجل كبير وقد غزاه الشيب حتى مطلع الصدر وما لضرر
أحدهم 2:- بل تمرد وانتحر لقد حنث بالوعد
كاليكولا:- (ويهتف بصوت عال نحو شاشة العرض) أنا يا سيدي كنت أفتح عيني على كتبك كل صباح وكذلك حفظت جميع خطبك اليومية من الصباح حتى المساء.
أحدهم3:- (يتوقفون عن الرقص ويجمدون مثل الصنم) صم عمي بكم.
كاليكولا:- (يتفحص الأصنام) أما تماثيلك ونصبك التي تمتلئ بها الساحات والطرقات والمساجد والدوائر فقد كنا نتبرك بها.
أحدهم:-4 (يرددها بصوت طويل وبعدها يرددها الآخرون كذلك ) حييييييييييي
كاليكولا:-(يتحرك كأنه ذاهب إلى ساحة الإعدام والآخرون وراءه يرددون كلمة حي) وعندما سيق بي إلى الحروب تركت حقيبتي وعلقت شهادتي الهندسية خلف الحائط فداء لك، أنا لم أناقش أو أنتقد أو حتى أتفوه بمواضيع تخص أمن البلاد والعباد, مثل السجون والمعتقلات والمسالخ السرية وساحات الإعدام والمقابر الجماعية والسيوف الحامية لقطع الايادي والرؤوس وحتى قضية التهجير وقص الالسن.
أنا لم اشتكي يوما من الجوع والعوز, وكما يقال ان النار لا تنطق إلا لهب فمالي أنا بها, والوطنية صارت من ذهب, وها انا يا سيدي (يقتادوه الآخرون إلى النافذة) متهم بالخيانة والتخابر مع
جهات مجهولة, لم أقل شيئا سوى إني ذكرت لصاحبي بأني العن اعياد الميلاد, فتبين ان للرئيس 99 اسما فجيء بي هنا أما صاحبي فقد انتحر, (الأربعة ينتابهم البكاء والعويل)
الطالبة:- يصنف الفوبيا بكونه مرضاً نفسياً ينتج بسبب تراكم مشاعر الخوف اتجاه موقف أو نشاط محدد أو شخص ما أو حتى
غرض ما، بحيث تبدأ مشاعر الخوف والتوتر بالظهور حال حضور مسبب الفوبيا أو حتى لمجرد التفكير فيه
أحدهم3:- (المتنبي ينبري من وسط المجموعة وعندها يصمت الجميع ويجلسون ركوعا له كأنهم في مجلس ديوان شعر)
لا بقَوْمي شَرُفْتُ ,بل شَرُفُوا بي,
وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي
وبهمْ فَخْرُ كلّ مَنْ نَطَقَ الضّا دَ
وَعَوْذُ الجاني وَغَوْثُ الطّريدِ
إِن أَكُن مُعجَبًا فَعُجبُ عَجيبٍ
لَم يَجِد فَوقَ نَفسِهِ مِن مَزيدِ
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَـ ـهُ
غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ (الجميع يصفقون له)
الطالبة:-(تتفاجأ الطالبة في هذا التحول الدراماتيكي وتسجل) ماذا لو كان ذاك كاليكولا وهذا الشاعر العظيم يشعران بألم حقيقي يقلقهم ويثير عندهم بعض الاضطرابات السلوكية المعاكسة حيث تجاهله الأطباء باعتبارهم مرضى نفسيًّا وإن هذا ما يقلق كبار الاطباء والباحثين في التفريق بين الاضطراب النفسي والجسدي! إنها للحظة حرجة في هذا التشخيص.
المتنبي:- (يتكلم مع الآخرين وهو يرتدي السيدارة وباقي الحضور كأنهم في مؤتمر وفي خلفيتهافته كتب عليها, امة واحدة وقلب متعدد الجنسيات. أزياء الحضور فتتميز بالتاريخية كل هذا فيعرض شاشة السينما , الزمن السبعينيات) من منكم لديه حاجة حتى أقضيها له أو صاحب شكوى ضد سلطة أو سلطان.
أحدهم1:(يقف) أخبرنا عن تواريخ الشعر في مدح البلاط والعباد أيها المتنبي العظيم
المتنبي:- هي تواريخ فجه ومخجله منذ سالف الأزمان.
أحدهم3:-(عريف الحفل) المال والبلاط والسلطان مربوط ما تقوله الكلمة.
المتنبي:- كلهم عبيد الكلمة فهي فرقان ما بين نبي وبغي
أحدهم4:- (يقف وبيده راية بيضاء) وهل هناك خفايا في كلمات الشعر
المتنبي:- بعضها يرومون بها خداع حتى السماء
احدهم 3:-(عريف الحفل) الشعراء يتبعهم الغاون (يضحك الجميع)
المتنبي:-(يقف غاضبا) ولكن ليس في هذا الزمن, انما سيأتي زمن يكون فيه الشعر, نديم للسلاطينونديم خمر للزناديق, ومزمار وطبل لرقص السيوف على الرقاب ( يلتفت نحو الطالبة) ولكن ما بال هذا الفتاة, انها تراقبني عن بعد وتتجاهلني تارة أخرى, قد تكون أحد العيون التي تتلصص وتتبعني حيث ما ارتحلت وما أكثرهم لي من حاشية حسوده, (يرمي إشارة منه إلى الطالبة لتقترب).
الطالبة:- (من مكانها بحذر) أنا أيها الشاعر الكبير
المتنبي:- نعم أنت اقتربي (تقترب إليه) إني أراك لستم من هذه البيئة أو من سائر القوم.
الطالبة:- بل أنا من مريدي شعرك ونبلك ايها المتنبي العظيم
المتنبي:- (يتفحصها بنظرات مريبة) إني أراك حلو الخصال.
الطالبة:- وإني أحفظ الكثير من شعرك وخصوصا هذا البيت, وما أنا مِنهُمُ بالعَيشِ فيهِم ولَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ
المتنبي :- (يصرخ بها) بدون كذب وزيف أنا المح كل أسراب خفافيش الظلمة ولمعان دنانير السلطان في هذه العيون الجميلة من دفعك لملاحقتي, لا تراوغي فهناك من يخشى كلماتي ويهرب منها ويترك أثر للسيف لملاحقتي والفتك بي, انطقي ,تكلمي ,(يحدث لغط في قاعة المؤتمر)
الطالبة:- ولكني لست من يعتش على حفنة من مال السلطان كما الآخرين
المتنبي:-(يحمل المايك بيده وينشد)
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
الطالبة :- إني أرى في عينيك عتب كبير على الدنيا
المتنبي :-(يرمي المايك ثم يخرج قلمه ويشير به) وأنا أرى أنك ميتة بشعري قبل سيفي لا محال
الطالبة:- مرحى مرحى أن أكون أنا من يتشرف بالطعن من اكبر شعراء قوافي العرب.
المتنبي:- أتعرفين أن جرحي ينزف منذ أكثر من ألف سنة وعشت خيبات أمل بعدد سنين عمرك إنه جرح الكبرياء الذي لا يندمل لم يكن شعري يكتب بمداد الخمر وليالي الحمراء فقد دخلت حلبة معارك الشعر حتى أدميت القوافي وتكسرت الكلم والوصف أمام بحور شعري, وسيبقى شعري مصدر إلهام ووحي الشعراء, وأنا القائل !
أحدهم4:- ( ينهض ويقف كما يقف المتنبي )
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
أحدهم2 ( يفعل كما فعل الاخر)
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها و يختصم
المتنبي :- ولكن.. أبلى الهوى بدني(يصفق الجميع)
الطالبة:-( تسجل) وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، ويسعى إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، عجبي
المتنبي:- الخيل والليل والبيداء تعرفني
و السيف والرمح والقرطاس والقلم
( الجميع يهتف ) يعيش يعيش يعيش
الطالبة :- (تسجل في آلة التسجيل بينما يبقى المتنبي يخطب بالجمهور بحركات إيمائية) أن تشابه الأعراض بين الأمراض النفسية في الكتيبات المعتمَدة للتشخيص تؤدي بكثير من الأطباء للخطأ، وتشخيص مرض بعينه على أنه مرضٌ آخر, الآن اكتئاب أهم هو اضطراب الشخصية الحدية أننافسو اضطراب ثنائي القطبوهذا ايضا يشمل الاول كذلك(يلتفت الى المتنبي ويقطع حديثه الوهمي) يا أبا الطيب عذرا يقال عنك أنك عشت بفيض مدحك على موائد السلاطين والامراء !
المتنبي :- ( يصرخ بها )هذا قول شاخ منه الدهر ولفض انفاسه الأخيرة في زمنكم هذا,(يهجم الجميع على الطالبة, قطع ونرجع لخشبة المسرح حيث نرى المتنبي (يعتلي احد الاسرة والطالبة محاصرة بين الاخرين) اسمعي أنا عشت في ملكوتي الكلمة والسيف ,ابحثي عني في دواوين الحرية والهجاء ,(يهيج بعصبية) ابحثي عني في ميادين العزة والكبرياء أنا قاموس الثوار وفلسفة الحكمة والحياة, اسألي شعري عن عروبتي ومفاخر نسبي فانا اعجوبة العصر ونادر زمانه بل كلز مان, (يمسك بالوسادة ويمزقها ويخرج منها الريش وينشره في فضاء المكان) فخرج الشعر من معطفي سيلا كشلال ماء, فلم اكن شقيا بطمع الدنيا بل هي من أناخت سرجها لي, لا ملكا ولا شيطان ولا جان له علي بسلطان.
أحدهم1:- (يصفعه) أخرس أنت بهذا تذم أسيادك
أحدهم:3- (يسحل المتنبي من قفاه) وتستصغر من قدرهم
أحدهم4:-(يمسك به من شعره ويطرحه الأرض) من أنت حتى تشيخ بشعرك عن القائد ترفض وتتمرد ثم تهجوه بقيح لسانك المسموم قادتك وأسيادك هم كأنبياء إسرائيل إلي بمسدسي.
المتنبي :- (بتوسل) يا جماعة,, لقد قلت كلام غبي وغير مهم
أحدهم3:- نعم غبي, لأن الغبي لا يعرف حساب خطواته إلا بالهراوة
المتنبي:- يا جماعة أنا أستاذ في مادة الأدب واللغة العربية ولكن هم من وضعوني في معجم الشعراء , حاسبوهم هم
تحدهم1:- ها أنت الآن لست بشاعر حجتك ضعيفة ايها المتنمر
أحدهم4:- بل اكثر من ذلك, بل ذهبت بشعرك لسب أسياد رب نعمتك , الي بمشرط او سكين
المتنبي:- لقد هجرت الشعر لأني ادركت في هذا بانه حشو لسان
احدهم4:- ( يتكلم بصيغة الامر) خذه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه , اقطعوا ساقيه ويديه, وأيضا اقطعوا لسانه, واسبي عياله وأسقط عنه جواز سفره وجنسيته وبعدها اتركوه لعياله المساكين فالرحمة واجبة
المتنبي 🙁 يضحك ) طز, لا يهمني ما سيفعل بي , فلقد سفر بي القدر بما اريد, ولكن قائدكم يريد جرس الشعر يصدح بالدم والثأر اجلالا له ,(الآخرون يجلسون جلسة القضاة على حافت الأسرّة)
الجميع:-( بصوت واحد) انحن جوقة من الحمقى
المتنبي:- ويريد منا احمقكم الاعلى رفع قوس الشعر لنطلقه في طواحين حروبه حتى ينزل من السماء دم عبيط كي يتوضأ به,
الجميع :- (يضحكون) حتى يهدا ضميره المستعر
المتنبي:- الشعر حياة لا منصة لنحر الكلمات حتى
يعيش القائد, والريس والسلطان,(يحمل أكواب الشاي) نحن الشعوب مازلنا كؤوس مشرعه للدم فداء لهم, وعلينا فرض واجب إطاعتهم حتى وإن كان أحدهم فاسدا أو فاجر,(يقدم أقداح الشاي للجميع).
الجميع:- وعليكم أن تصلوا وتبتهلوا لمصباح الزيتون
المتنبي:- أغانيكم ,وموائد افراحكم سرقت دموع اليتامى حتى يرضى عنكم القائد, اناشيدكم أهازيجكم وجوقات مغنيكم تصدح للذبح والقتل والقهر, كل هذه السنين الحاسرات نستيقظ على نصر مزعوم ,( يتقدم الى المجموعة ) اما حاشية القائد فقد كانت تهمتنا جاهزة عندهم ,( يجلس وسط المجموعة) علقوه , عزروه ثم ارموه بغياهب سراديب الخيانة, أأنحن خائنون (يتعانقون فيما بينهم ويبكون )
الطالبة:- ( تسجل في آلة التسجيل ) أنهم يهربون من كهفهم هذا الى العالم الخارجي. احدهم يذُهَل بالطبع لما يراه هناك، ويعود إلى أصدقائه ليخبرهم أن الظلال ليس هنا بل في العالم الحقيقي الخارجي(الاثنان بشكل مفاجأ وبصوت واحد يهتفون ماعدا أحدهم 4 الذي وقف في احد الزوايا أحدهم3 يؤدي شخصية هتلر) يعيش هتلر!أشرع بسيوفنا لحز الرقاب وقطع العناق فأنت المصلح لنا, يعيش هتلر لهيبا ونحن دخان
هتلر:-(يطل من شاشة العرض بشموخ , كلوز كبير لوجه العابس وهو يرتعش, ويتكلم عن طريق الموبايل ) انهم يتمردون على مشيئة الرب لنا , انهم فاسدون, نهبوا البلد وفرقوا الامم وقسموا الوطن يا شعبي العظيم, انتم خير ما انجبت الارض, اما الاخرون فليسوا منا, دمنا قان, اصلنا وعرقنا سماوي, سنغزو الجهات الاربعة, سنطهر الارض من نجاستهم, اقرعوا طبول الحرب تحت اقدام الملايين( الاخرون يقفون بشكل منظم وبصوت واحد يهتفون)
المجموعة:- (من خشبة المسرح ) يحيا هتلر, يحيا هتلر
هتلر:- (في شاشة العرض) انها الحرب ليس لها قلب او ضمير, اريد بشارتها لقومنا تنزف بكلمات الشعراء وتشعل حرائقها اصوات المغنين واسلخوا فروة كل من يتمرد,
أحدهم2:-(يمثل شخصية المغني ويغني عند باب الحمام بحماس )صباح السعد صباح الثأر صباح النار على الطغيان وصباح النار بكل مكان على اذناب الاستعمار والف تحية يا شجعان ,)
( الجميع يجلسون لغنائه ) كانت الحرب في قمة غليانها والمدن تتشح بسواد الافتات التي تنعي الى ما لانهاية لمداد الحبر,(يغني) صباح الخير, صباح الثورة, أمتنا اليوم صارت حرة عرف التاريخ عنا ,ثورة في كل جيل سوف لانغمض الجفن والدم القاني يسيل, وتبدا الاناشيد بقوافل من الرجال تذهب ولم يرجع منها سوى قلائد الحرب,(مخاطبا هتلر أمام الشاشة) اللعبة واحدة وإن اختلف فيها القناع ورغم هذه الخيبات والنكبات كانت الناس تبحث عن شواهد الفرح حتى وان كانت مزاميرها خرساء فتحتم باب الفقر علينا وجعلتم منا بين مهاجر وطريد, اقحمتم امة في رحم الشيطان
هتلر:-(يرد عليه بعصبية من الشاشة ) سيمشي كفي فوق حدود العالم كعفريت امتطى صهوة كرسي حكم الامة ويصمت الزمن والتاريخ امام هامتة
الطالبة:- ( تفتح ستارة النافذة وتسجل في آلة التسجيل وينتهي عرض الشاشة) حسب قراءتي للواقع الذي بين يدي الآن أتساءل ! هل نحن متأخرون بالفعل في دراسة المرض النفسي وفهمه؟ أم إننا نسير في طريق خطأ تمامًا لم يكن لنا أن نسلكه من البداية
هتلر:- ( يؤشر الى الطالبة وجسمه يهتز ) انت يا وزير الاعلام, مهمتك كبيرة, عليك ان تصدر امرا لكل شعراء المدح والرثاء بان يكتبوا اساطير الملاحم والبطولات, افتح خزائنك وانثرها فوق قوافي حروفهم, اكثر من المغنين والمنشدين وطوف بهم الازقة والشوارع والميادين, اجعل من الهزيمة نصرا , لا صوت يخرس الرصاص الا اناشيد الزهو والانتصار
الطالبة:-(تؤدي التحية) يعيش هتلر, سيدي عندي سؤال ان تكرمتم وتفضلتم علي في الاجابة
هتلر:- (وهو يفتح ستار الشبابيك ) قل ما عندك
الطالبة:- لقد تم ذلك منذ زمن, ولكن هناك من رقص وهلل لهذا الخطاب من المغنين والمنشدين, وهناك من ابى منهم, طبعا هؤلاء هم متمردين, (المغني يهرب و يدخل الحمام ويقفل الباب من الداخل)
هتلر:- هؤلاء غوغائي الموقف, خونة الوطن , انهم يخونون هتلر العظيم, سأجعلهم عبيد لعرشي, يجب ان يعرفوا ان قوتنا ليس ذليلة, الي بواحد من هؤلاء المطربين, ( الاخرون يتحركون الى باب الحمام وكأنهم رجال امن بوليسي )
المغني:-(من داخل الحمام ) صباح النصر, صباح الثورة, صباح العزة, كسر الصفد, كسر القيد, وطن الان حر بلا قيد
أحدهم1:- اخرج ايها الناعق (يقلده ) صباح الخير, صباح الثورة
احدهم4:- افتح الباب والا هشمناه فوق راسك ,,تطرب في خلوة ميدان الحرية ,وتلعن السادة والقادة في حمامك,, هيا افتح الباب
المغني:- ممكن ان نتفاوض, سأجعل من هذا الحمام سجني الابدي واعلن توبتي واعلن براءتي من كل الاقوام, فقط دعوا لساني لي
هتلر:- (يتكلم عن طريق الموبايل) الو, الي برجال الخاصة, انتهى
المغني:-(صارخا من الداخل) لا كل شيء الا الخاصة, سأخرج (يفتح الباب فيهرع اليه الاخرون ويمسكون به ثم يطرحوه ارضا امام هتلر الذي يلتقط سيلفي مع المطرب)
المطرب:- ( في حالة مزريه ) انا, انا لم افعل شيئا فقد كنت اقضي حاجتي وادندن(الاخرون يضحكون بسخرية منه )
هتلر:- دائما هذه حقيقتكم في التملص والانكار,(يصرخ به) الوطن في مخاض وانت تقفز الزانة هاربا من مدحه والتغني به
المطرب:- ( بخوف ) يا سيدي انا مطرب شعبي, بل مطرب سوقي, وصوتي يلملم (هتلر يصوره عن طريق الموبايل)كلماته بهجر العاشقين ولوعة الاسى وضياع السنين وافول الصباحات ومواويل الليل النائح على هجرة الاحبة والخلان وطرب الكؤوس والراقصات وهز الاكتاف وضرب الدفوف
هتلر:- (بحزن وألم وهو ينظر في فديو الموبايل ) اسمعت يا وزير, اسمعتم , انظر كيف يهين الشعب ويصفهم كأنهم ماشية في طوابير المحنة والمذلة والتيهان ويقول انهم يعيشون هائمين في زرائب المهجر والمهجرين
المطرب:- سيدي انا مطرب من عامة الشعب واعيش ليومي فقط, وليس لي علاقة بالثوار والمتمردين والمتشردين وصباحات النصر
هتلر:- انتم المغنون تتلاعبون بانغام الكلام وحلاوته, ( صارخا به) انتم ماذا تريدون, لقد جعلت منكم شعب محارب , شعب قلبه صخر لا يرحم, لا يعرف البكاء ووجع اللقاء
الجميع:- يحيا هتلر
هتلر:- انتم تقتلون الابن الشرعي الكوني, فلا مناص من ادانتك
المطرب:- يا سيدي لقد ابحرت بي الدنيا الى ارض رماد فضاعت اقدامي هناك دون جواز للعودة
هتلر:- (يصرخ عاليا) اذن ماهي مائدة عشاءكم الاخير لي, قل ماذا تريدون وماذا ترمون فعله
المطرب :- بل انت ماذا تريد منا, هل نقتل الضمير ونفقأ عين
الضوء, انت تريد امة كدف تنقر عليه, حتى يقع العالم في شر المصير( ينهض ليكون قبالة هتلر ) انتهت الفرجة الان
احدهم1:- ( يوجه كلامه لهتلر ويدور حوله) وانت وامثالك من البغاة زيفتم التاريخ واولتم الوقاع حتى اصبحت الدنيا تمشي بالمقلوب تجاوزتم حدود الواقع , جعلتم من انفسكم اسطورة وهمية وطموح الخلود
احدهم2:- ( يدور مثل الاخرين) قتلتم كرامتنا أدميتم انسانيتنا وافسدتم بيضة احلامنا, جعلتمونا في حضيض الكراهية والرياء والرجس
احدهم4:- تهنا في صحارى الحرمان والبؤس مقيدين بسلاسل العبودية والخنوع لشاخص عملاق تبين انه نمر من ورق
احدهم 3:- (الثلاثة يدورون بحركة سريعة حول هتلر في حواراتهم ثم يفعل هتلر معهم كما يفعلون ثم يخاطبون احدهم كل على انفراد وكأنها محاكمة جماعية كل على جانب) انتم يا قادة التنمر جعلتم من شعوبكم فرجه للعالمين انتم كالسراب لا يهدأ في عيون شاهديه
احدهم 2:- تواريخ عهركم نحن من سيكتبها وينهي الفصول
احدهم4:- انتم من اسقط الكون في هاوية الرذيلة
احدهم1:- بعتم الاوطان وجعلتم شعوبها تماثيل من حجر ( ينزلوا الى الارض مجتمعين ويرفعون نعش رمزي واحد)
أحدهم3:- وطن للبيع مذبوح من القفا, وشعوب قد خمش وجهها لهيب الحروب ,
أحدهم2:- كلنا اصبحنا حجر يا مولانا ابراهيم وتعددت الاصنام
أحدهم4:- خراب وطوفان لا يحده جرف ولا ضفاف ,
احدهم1:- وطن لا ينتفض, وطن لا يدافع عن شموخه سيذل ويهان وسيصبح حجرا أصم
أحدهم3:- ايتها الاصنام الحجرية, افتحوا الابواب فلسنا أبناء زنا
أحدهم3:- فافتحوا الباب لنا, ان نحيب السماء اندلق عند الفجر فا يقضنا صوت الجلاد
الجميع:- افتحوا الابواب فحلمنا قد اكتمل, افتحوا الابواب( الطالبة تهم بفتح الباب فلم تفلح, الاربعة بحركة جنائزية رافعين النعش الوهمي ويتحركون ويرمون به من الشباك وهم ينظرن باستقامة واحدة نحو الافق الخارجي)
الطالبة:- ( تفتح آلة التسجيل ) انهم يعيشوا واقع حقيقي ولكنهم قيد التاريخ وليس قيد التحقيق, قديمًا كنا نعزو أي سلوك غريب عنا إلى الجن والشياطين. هذا الشخص يعاني من الهلوسة، إنه يحادث الشياطين. إذًا. هذا الشخص تتغير شخصيته بشكل مفاجئ، مسَّه الجن إذًا, الخوف الآن أن نكون نحن أيضًا نعزي كل ما هو غريب عنا إلى كونه مرضًا نفسيًّا. هؤلاء متاحف حية لأمراض وطن لم يكتشفه أحد لحد الان, نعم لحد الان, ماض وحاضر ومستقبل ( تقفل آلة التسجيل وتضعها في الحقيبة وتذهب الى النوافذ وتغلق الستائر ثم تتجه نحو باب الخروج فيما ذهب الاربعة كل الى سريره وناموا كما كان قبل دخول الطالبة لهم)
الطالبة:- (تطرق الباب فيفتح لها ولكنها تستدار نحو الجمهور وتنزل الى قاعة العرض وتجلس بين المشاهدين ثم تنقطع الإنارة و يغلق الباب بعنف فينهضوا الأربعة من أسرتهم بصوت واحد رافعين الأكواب مثل الأشباح) صباح الخير
الطالبة:- (تنهض من مكانها) صباح الثورة (ثم تصفق لهم )
( ويبقى الستار مفتوحا)