من مذكرات المللك فاروق ملك مصر و السودان – رحمه الله –
فريد شعراوي | كاتبة وباحثة مصرية
أعلم أن قصتي، كما أكتبها، ستمنع في مصر، ستقطع عبارات منها ويتم تشويهها، لكنني أعلم أن نسخا كاملة ستمر بشكل ما يوما ما، وسيخاطر أناس بحياتهم لتمريرها إلى الداخل.
من الرجال وراء «نجيب»؟
سأقول لكم. هم أعضاء المكتب السياسي السري لجماعة الإخوان المسلمين، يستخدمون أموالًا يحصلون عليها من السفارة الروسية في القاهرة. وهذا الانقلاب الذي كلفني عرشي لم يخطط له من قبل نجيب على ضوء الشموع في خيمته الحربية البسيطة، ولكن تم تحضيره من قبل مجموعة من المستشارين العسكريين الأجانب.
لماذا تريدني السفارة الروسية خارج عرشي؟
لأن الخطة أن تتحول مصر لكوريا ثانية (يقصد الحرب الكورية الأهلية بين الشمال المسيطر عليه السوفييت والجنوب المسيطر عليه الأمريكان)، وسجادة حمراء للدبابات الروسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
أنتم يا من تخشون حربًا قادمة، لا تنخدعوا، فالحرب الجديدة يدور بها القتال بالفعل، وأنا أحد ضحاياها. «انظروا إلى هذا الملك البدين ملك مصر»، هكذا قال الشيوعيون وضحكتم كتلميذات المدارس. «ياله من رفيق بشع»، قهقه الشيوعيون وأنتم تحدثتوا كخراف حمقاء.
الصحفيون والمصورون يفكرون فقط في مديح رئيس تحرير، طاردوني بلا رحمة، وأخطبوط البروباجندا الشيوعية يفرك مخالبه في سعادة.
اليوم مصر تقبع تحت ديكتاتورية غير مستقرة. «نجيب» هو رجل يمسك بنمر من ذيله، ويجب عليه أن يتمسك به، ولا يجرؤ أن يتركه.. الزعيم السوفيتي، الذي كان في الحكم عام 1952، نيكيتا خروتشوف، وجمال عبدالناصر.
القادم هو حدوث هجمات وشغب، وممتلكات أوروبية ستهاجم، والحراب الأمريكية والبريطانية ستتدخل، وبسعادة بالغة سيوزع الشيوعيون سيلا من الأسلحة عبر بيروت، التي هي مقر النشاط الشيوعي في الشرق الأوسط، وكوريا الثانية ستكون بدموية على الطريق.
هل ستتذكرون حينها الملك الذي دمرتموه بسخريتكم، الملك الذي كان نقطة التجمع الوحيدة ضد الشيوعية في الشرق الأوسط؟ ستتذكرون بعد سقوط الحائط، أي أصابع طائشة خدشت لتخرج الطين.
أرجو منكم أن تقرأوا السطور جيدا ، حزينة جدا على ذلك الملك الشاب الذى ظلمه التاريخ ولم يرحمه، و أثناء كتابته لتلك المذكرات لا يوجد أى سبب لأن يكذب، هو ملك منفى فلا ذل بعد ذلك .. رحمه الله بقدر حبه لوطننا مصر .